قد تلتقي بأناس لدقائق معدودة تكون كافية لأن تغير فيك أشياء وتقتل فيك معاني أخرى لاينبغي لها أن تموت بهذه السهولة ,ولكن مايتمتع به هؤلاء الأشخاص من نفوذ وسطوة وقوة لا قبل لشخص مثلي بها كل تلك تعمل فيك عمل السحر , هذا ما حدث لي _ أو بعض ماحدث لي _ في إحدى مغامراتي التي عادة ما تبوء بالفشل الذريع ,
في ذلك اليوم قادني " طموحي " البائس إلى أحد المسؤولين بجامعة الحائلية . يومها تأبطت شهاداتي الثانوية والبكلوريوس وشهادات الشكر والتقدير وكذلك مرتبة الشرف مع عدة شهادات لدورات أساسية في الحاسب والاتصال وغيرها ... بعد وقت من الانتظار المرير سمح لي بالدخول صاغراً، تمنيت أن أسجد لله شكراً على هذه النعمة العظيمة ولكني تراجعت خوفاً من أن يفوتني الدور ويدخل من جاء بعدي , جلست أمامه كأني مجرم ينتظر الصفح والغفران من سيده , بعد أن فرغ لي وأعارني اهتمامه الغالي بدأت أشرح له قصتي مدعماً كل ذلك بشهاداتي التي ملت كثرة التنقل والترحال معي , لم يتركني أطال الله عمره أكمل كعادة من يعملون بالجامعة ولكنه أبدى تعاطفاً معي وإن كان مصطنعاً , لا أخفيكم أنني صرت أرى مجرد التعاطف شئ استثنائي لا أستحقه وإن كنت صاحب حق , ألجمني بأن النظام لا يسمح بأن أعمل داخل الجامعة مع أني مصنف في الدنيا على أني أنسان عاقل ومعي مايخولني العمل كغيري ممن يدخلون الجامعة يومياً على مختلف الوظائف , والتي لا تتناسب مع مؤهلاتهم بالضرورة , في تلك اللحظات وهو يتحدث كانت تنهار بداخلي الكثير من المعاني التي لطالما رددتها حتى صدقتها وأصبحت مسلمات لا يمكن المساس بها ( الطموح المعالي الأحلام العلم ..... ) كلها تنهار على وقع كلماته التي يبدو أنه قد أصبح ماهراً في ترديدها لكل من لايأتي بورقة صغيرة تحمل توصية من مسؤول أو قريب ما , نهضت وأنا أشكره بحرارة على وقته الذي ضيعه في تعليمي لحجمي وحدودي التي لا يجب أن أتخطها حتى ولو بالحلم .
غريب ما يحدث حتماً هناك ثمة خطأ ، هل الخلل في الجامعة ومسؤوليها أم الخلل فينا نحن من غرنا طموحنا وذهبت بنا أحلامنا إلى حدود لا تنبغي لنا ، مهما يكن الواقع هو الأهم والواقع أنني ضعيف ومغلوب على أمري مرتين الأولى أن لا واسطة لي تفتح الأبواب المغلقة في وجهي ، والثاني هو التشوه الخلقي الذي ولدت به وهو الفقر الذي لا يخولني السفر وتحقيق حلمي في أي جامعة عالمية وترك الذل والإهانة ممن أمتهنوها بحق وتخطو فيها كل حدود .
همسة :
( مع المعرفة تأتي المسؤولية )
التعليقات (0)