بقلم حسن لمريس
نحن الشباب و فقراء المغرب نعيش الحرمان المطلق...محرومين من كل شيئ, نحلم في تكوين أسرة فنجدها مغامرة قاتلة,نحلم في إمتلاك مسكن فنجدها هي ايضا مسألة خيالية,نعم هكذا حالنا... نعاني الحرمان من كل شيئ.
في هذا الوطن العجيب يعاني الكثير ويتألم في صمت ,يوجد موظف يشتغل ب 150 أورو في الشهر,بمعنى أخر أجرة حقيرة وتسبب الجنون وفقدان العقل,فلا تكاد تكفيه في مصاريفه الشخصية فبالأحرى عائلته,ما أقساها من ظروف يعاني منها الكثير من الموظفين بسبب الأجرة التي يشتغلون بها لساعات طويلة في الشهر.
أسمحوا لي سأصف العيش في المغرب بالمذبحة ,إن لم اقل مقبرة الحياة ,مقابر كبيرة للشباب المسكين,هذا إن وجد العمل طبعا,أما الكثير منهم فيفضل الموت على أن يشتغل بأجرة حقيرة,لذلك لا تلوموا الشباب الذي يتعاطى المخدرات, فأنا كشاب عاش حياة البطالة لم أكن أحتمل الصبرلذلك ألتجأت للتذخين وشرب الخمر,حتى وجدت العمل وقطعت صلتي بهما للأبد.
معظم الشباب والموظفين بالأجرة المغربية الحقيرة لا يصلون سن الأربعين إلا بصعوبة,نعم يصلون دون أسنان,يصلون ومعهم بواخر من الديون في ذمتهم يدفعونها حتى اللقاء بملك الموت.
مخطئ من ظن أن للمغاربة كرامة,حكومتنا دون عطف دون حنان,دون رأفة بهذا الشعب المسكين فلا يكاد يمر شهر إلا وزادت في أحد أسعار المواد الغدائية,تحت غطاء الأزمة العالمية,والمغاربة يعيشون الأزمات منذ الألفية الثانية إلى حد الأن.
الخوف والرعب من المستقبل هو أحد إنجازات الحكومة المغربية للشباب المسكين,أسمحوا لي إنه المغرب,إنه مقبرة الضعفاء,مقابر تكبر بشكل مثير.
في كل يوم يزداد مشرد...بلد المخدرات,بلد الدعارة,بلد النهب والسلب,بلد المهرجانات,بلد الخمر بالعلالي,بلدالقوي على الضعيف,بلد أهل فاس المكرمين,بلد الشعب المظلوم.
كل شيئ في هذا البلد العجيب ملغوم, في كل خطوة موت,الكثير من الخطب المزيفة,الكثير من الوعود الكاذبة,الكثير من الأحزاب,الكثير من الوزراء بلا حقائب,الكثير من الموظفين الأشباح.
الأن سندق ناقوس الخطر,إنها البشرية مذبوحة من الوريد إلى الوريد,الحكومة تردد شبيك لبيك...الثروة والمال بين يدينا,وماذا نحن في نظرهم سوى أوباش وأوغاد وبوزبال؟.
هل تستمر هذه الإبادة الجهنمية إلى ما لا نهاية؟أكيد نعم فنحن لم يبقى لنا سوى أن نعلن الإنتحار الجماعي المغرب لن يبقى لنا كوطن,في يوم من الأيام سنصبح غرباء,سنصبح أجانب,سنصبح بلا وطن...ومعذرة فأنا أحس بذلك وأعرف بلا شك لأمر واقع لا محالة...والأيام قادمة...
التعليقات (0)