مواضيع اليوم

مع نواف بن فيصل... كما لم يتحدث من قبل !

سلطان القحطاني

2010-10-10 21:03:44

0

 

في مكتبه الذي يحتل جزءا من طوابق مقر اللجنة الأولمبية، القريب من مقر الديوان الملكي والقصور الظليلة غرب العاصمة الرياض، يقضي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز، ساعات طويلة ومضنية في متابعة نشاطات الرياضة في بلاده، المملكة العربية السعودية، التي تشهد ثورة تنموية لا سابق لها.

ومن موقعه كنائب لرئيس رعاية الشباب، أي ما يعادل منصب نائب لوزير الرياضة في البلدان الأخرى، يشرف الأمير على الوضع الرياضي، خصوصاً بعد الأزمة التي واجهها منتخب بلاده حينما خرج من كأس العالم رغم التحضيرات الطويلة، ما سبب للشارع المحلي، وهو الذي يصل عدده وعديده إلى ملايين من الشباب، إحباطاً شديداً.
كانت الأسئلة كثيرة، وكانت الإجابات أكثر.

كان أمامي أبن فيصل، وحفيد فهد، بكامل أناقته ولياقته، مستعداً لكل شيء.

حين استفسرت عن بعد عن إن كان هنالك خطوط حمراء يجب أن أبتعد عنها خلال إجراء المقابلة، قيل لي "أبداً"، وحينما طرحت أسئلة كان من المفروض أن لا تطرح، لم اجد شيئا من الضيق، وكان كريماً في وقته رغم أكوام الزائرين والعاملين والمسؤولين، الذين يدلفون إلى مكتبه كل عشرين دقيقة، وهو يحرص على أن يعطي كلاً منهم الوقت الذي يستحقه، ويكفيه.

بأمانة كان الأمير المسؤول الشاب الشاعر يريد أن يتحدث عن كل شيء وبصراحة.

لا أنسى أن روح الشاعر والفنان كانت تحلق بأجنحتها، حين ألتقيته أول مرة، ولم نكن بعيدين عن البحر والحبر ونسائم الأندلس القريبة. عندها قال لي بعذوبة الشاعر ودبلوماسية المسؤول: "اسأل عما شئت وسأجيبك، وسنلتقي قريبا في الرياض".

ورأيته في الرياض كما لم أره من قبل، وتحدث كما لم يتحدث من قبل.

لم يعد نواف بن فيصل ذلك الشاعر الذي كنا نحفظ قصائده ونسرقها في غرامياتنا الصغيرة، عدا عن نحتها على الطاولات الخشبية في مدارسنا القديمة، بل أصبح ذلك المسؤول الذي يشعر بأن أمامه مسؤولية كبيرة، وحمل أكبر. مسؤولية أمام الملايين الملايين من الشبان، وقبل كل ذلك رؤساءه وأعمامه الكبار.

قال لي ذلك بوضوح لا يخالطه شك: "أولوياتي تغيرت... بين يدي أمانة وحمل لا بد أن أوليهما الاهتمام الكافي".

وبالفعل كنت أمام رجل يعمل، ورجل لم يخدعه الأمل، ورجل يتصرف بواقعية شديدة. وكان الدليل على ذلك حينما تحدثنا عن قصة خروج المنتخب السعودي من كأس العالم. قلت له هل يمكن ان ننافس في المشاركة المقبلة، فقال لي بصراحة :" لا يمكن أن ننافس دولا لا تشبهنا في الإعداد والخبرة والتاريخ الرياضي".

ووجدتني لا إراديا أنقاد معه. لا يمكن أن ننافس الإنكليز الذين يتنفس أطفالهم كرة القدم في أكاديمياتهم بأبنائنا الذين بالكاد تجاوزوا أن كرة القدم عيب ولا يمتهنها إلا محدودي التعليم والنسب والفكر !

من خلال الحوار نكتشف أننا حملنا المسؤول ورئيسه ورؤساء رئيسه اكثر مما يحتمل، بينما نتناسى أننا حاربنا بأفضل أسلحتنا لكن الحظ والخبرة لم يكونا معنا.

كان السؤال الذي حملته معي طوال ساعات الرحلة، التي حملتني فوق هذه الكرة الكونية، من لندن الغيم إلى رياض الشمس عن كأس العالم، ولم أشأ أن اطرحه بصيغة العاتب المحبط، بل بصيغة المتطلع إلى المستقبل، على اعتبار أن الماضي ومضات صغيرة وسريعة في شاشة التاريخ، بينما المستقبل أوسع بصراً وبصيرة !

وهكذا بدأنا الحديث بكأس العالم، ولم ننهه إلا بالشعر:

 

في البداية أريد ان أسأل سؤال الأسئلة الذي طالما شغل الشارع الرياضي السعودي، ما هي الدروس المستفادة من خروجنا من كاس العالم؟

لاشك نحن كمسؤولين في اتحاد القدم وخاصة عن المنتخبات تأثرنا تأثراً كبيراً بهذا الخروج وخصوصا انه لم يكن خروجاً بسبب ضعف مستوى المنتخب، بل كان بسبب عدم وجود الحظ، وكان هناك أخطاء تحكيمية بالطبع. باختصار كان هناك أسباب للخروج لم يكن من بينها ضعف مستوى اللاعبين.
ربما تتذكر أن آخر مباراة مع الأشقاء في البحرين فاجئنا فيها الهدف في آخر دقيقة. اذكر انه كان الإخوان من البحرين يهمون بتهنئتنا بالفوز في المباراة لأنهم كانوا يعتقدون أن المباراة انتهت بخسارتهم، لكن تدخل الحظ في الدقيقة الأخيرة ولم يكن إلى جانبنا.
لذلك لا يمكن أن نقول ان الخروج كان له أسباب فنية. لكن كانت هذه بوابه لنقاش الأمور بوضوح واستفاضة، وتم كما اعلن سابقا تشكيل لجنة لتطوير المنتخبات، وفريق عمل لتطوير المنتخبات، وتم خلال الأشهر الماضية التباحث مع هذا الفريق الذي يضم خبراء أجانب وسعوديين، وتم رفع تقرير حول عمل هذا الفريق وسيكون إن شاء الله من خلال هذا التقرير تطوير كامل ليس فقط للمنتخبات السعودية بل للبيئة الرياضية السعودية بشكل تام .

هل تعتقد اننا سوف ننافس في كاس العالم المقبل؟

شوف وانا اخوك، كأس العالم يحتاج للمنافسة فيه مع الدول الأوروبية ودول أمريكا اللاتينية التي هي تقريبا الأقوى في منافسات كاس العالم. تحتاج للمنافسة معهم أن تكون مثلهم. نحن الرياضة بالنسبة لنا هي ليست احترافية بالشكل الذي نتمناه مثل ما هو موجود لديهم. نحن مثلا بدانا الاحتراف منذ عشرين سنة تقريباً، وهم بدأوا الاحتراف من خمسين وثمانين سنة. هم لديهم أندية تختص بكرة القدم والتدريب عليها وعدد الأكاديميات فيها بالمئات، بينما نحن لا نملك أكاديميات بهذا العدد ولا هذا الحجم. وأنا قمت بزيارة في وقت سابق لكثير من الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية وشاهدت بعيني هذا الحجم الهائل من مراكز التدريب المتخصصة في كرة القدم. بعض الدول الأوروبية لديها اربع الأف مدرسة كرة قدم وفي بريطانيا مثلا هناك تقريبا فوق الفين نادي لكرة القدم، اما نحن فعندنا 153 نادي فقط.

كما أن لديهم أنشطة مدرسية رياضية بشكل غير عادي بينما النشاط المدرسي لدينا ليس كما نأمل. نحن نتفائل بوجود سمو الأمير فيصل بن عبدالله كونه رياضي سابق و ملم بأهمية الرياضة والحقيقة هناك تعاون كبير بين وزارة التعليم والرئاسة، ونتمنى ان يكون هناك تعاون أكبر لأن الشاب ان لم يتم إعداده من الصغر سواء من حيث بنيته الجسمية، أو لياقته فمن الصعب أن تأخذه في مرحله عمرية محددة وان يعطي نفس العطاء.

العمل لابد ان يكون له منظومة من كل الجهات سواء الجهات التعليمية أو المدارس أو الجامعات وأيضا كثر من الجهات الأهلية لابد ان يكون هناك تعاون من قبلها، لذلك الرئاسة وضعت خطط متكاملة سواء في إنشاء الأكاديميات او في تعاون مثمر وبتفصيل مهم بين الاتحادات الرياضية مباشرة ووزارة التربية والتعليم. أيضا تم إنشاء اتحاد الجامعات. كل هذه الخطوة الأن في بداياتها ولا نتوقع نتائج سريعة لكن الذي نستطيع أن نعد به هو انه في كاس العالم المقبل بأذن الله حسب الخطة الموضوعة نستطيع أن نشارك وان نقدم مستوى جيد لكن كاس العالم الذي يعقبه المفترض بأذن الله اذا طبقت الخطوات التي وضعت الأن على شكل دراسات، اذا وضعت على ارض الواقع، فأنا أؤكد لك باذن الله وتوفيقه أننا نستطيع ان ننافس وليس فقط المشاركة.

بالنسبة لخصخصة الاندية هل ترى انها سوف تفيد الدوري السعودي؟ هل من الممكن تطبيقها قريبا ام انها تحتاج الى فترة معينة ؟

الخصخصة كلمه مطاطية وهي كلمة إلى الأن كثير من الناس لا يعرفون ما هو المقصود منها. تقريبا نحن الآن هيئنا الأرض الاستثمارية للأندية بالأنظمة التي خرجت سواء التي وافق عليها مجلس الوزراء الموقر أو التي اتخذتها الرئاسة من خطوات استثمارية الأندية لكي تكون مناسبة للاستثمار ومناسبه للخصخصة بالشكل العالمي.
نحن لا نريد ان نبدأ الخصخصة بالشكل الذي لا يوصلها للعالمية فلابد للأندية ان يكون لديها أولا الكوادر التي تستطيع ان تسيّر النادي. الكوادر المؤهلة والمتفرغة. وهذا ما نسعى له الآن. بدون هذه الكوادر وبدون وجود أرضية خصبة للمستثمر سيكون من الصعب تطبيق الخصخصة، إذ أن هنالك اليات معينه يجب ان تتوفر في الأندية ليكون المجال رحباً امامها في مسألة الخصخصة.

مشكلة الخصخصة أنها لن تفيد جميع الأندية. الذي سيستفيد منها أندية محدودة على الأقل في بداية التجربة. أيضاً نحن حريصين على ان لا تندثر الألعاب الأخرى، لان الخصخصة ستكون مركزة على كرة القدم. الأندية السعودية منذ ان أنشئت هي أندية ثقافية اجتماعية رياضية فلابد من الجانب الرياضي في الألعاب المختلفة والجانب الثقافي والاجتماعي، وبالذات مناطق المملكة التي ليس فيها نادي و الشباب ليس لديهم فرصة لكي يتمكنوا من إبراز نشاطهم ومواهبهم وملء وقت فراغهم.
لا يجب ان نفكر فقط في المادة وننسى شباب المملكة، وخاصة ان تعداد السكان 60% وما فوق من الشباب. لذلك لابد ان تكون الدراسة متأنية، ولا نستعجل الخطى في الخصخصة، من خلال توفير مادة لمجموعه بسيطة من اللاعبين، لا يتعدون الفين أو ثلاثة الأف لاعب يمارسون لكرة القدم، وننسى عشرات الآلاف من الشبان الآخرين ولا نهتم فيهم.

الرئاسة مطلوب منها ان تنظر بشمولية اكبر، وهذا ما نفعله.

تؤيد أن تكون مثلا تجربة لأندية معينة، مثلا ثلاث او اربع أندية في البداية؟

هذه من ضمن الأفكار المطروحة أن يكون هناك تجربة. سابقاً أتت شركات متخصصه سبق لها أن أجرت دراسات وبيانات على موضوع الخصخصة في الاندية الاوربية. كذلك قام وفد من البنك الدولي بزيارة للمملكة ودرس هذا الموضوع. لكن كلهم في الحقيقة اجمعوا على انه لابد من تهيئة البيئة الصحية للاستثمار قبل الدخول في مسألة الخصخصة كي لا يكون هناك لا سمح الله فشل في هذه التجربة.
نحن حريصين على أن لا تبدأ هذه الخطوة إلا بالشكل المناسب لكن هذا لا يعني اني احكي عن فترات زمنية طويله وان شاء الله في فترة في عمر الزمن ستكون ان شاء الله قصير ويبدأ هذا المشروع.

يثار من فترة الى أخرى مسألة جدوى مشاركتنا في البطولات الخليجية، بعض الآراء تقول إن من الأفضل للرياضة السعودية النأي بنفسها عن البطولات الخليجية، ماذا ترى؟

رأيي الشخصي في هذه المسألة ان دورة الخليج عندما بدأت تقريبا في السبعينات كانت لها أهمية عظمى وأهمية لا توازيها أهمية، لأن دول الخليج في ذلك الوقت لم يكن لديها المنشآت الكافية. ليس لديها الأندية والمنتخبات، فكان ذلك دافع كبير لأبناء المنطقة وللمسؤولين أيضا والقيادات الخليجية للاهتمام بالرياضة من خلال كرة القدم. بدايتها أسهمت في تشجيع كثير من الدول على بناء المنشآت وإعداد الفرق الرياضية. الآن بعد انتهاء تلك المرحلة وظهور علامات التطور الرياضي على كافة البلدان الخليجية، واصبح أبناء الخليج يشاركون الرياضيين في البطولات الدولية والدورات الدولية والآسيوية، اصبح من الصعب ان يكون لبطولة الخليج نفس الأهمية.
ولكن لابد للإنسان ان يرى باتزان ولا شك انه إلى الان الجدوى الفعلية - أتكلم من الناحية الفنية - على مستوى الشباب والناشئين والأولمبي موجودة، ولا شك استمرار اللقاءات الخليجية على مستوى هذه المنتخبات مهم جدا، اما على مستوى المنتخب الأول فاذا كان لا يمكن إيجاد وقت مناسب خلال السنه او في خلال وقت الدورات، فأنا أرى انه ممكن يعاد النظر في جدواها.

هذا ممكن يناقش مع الأخوة الخليجيين انه اما ان تكون خلال كل اربعة سنوات لكي يكون لها فسحة من المجال. دائما دائما هناك اختلاف في وجهات النظر على توقيت كاس الخليج لانه يتوافق مع دول ولا يتوافق مع دول اخرى، وكل دولة اصبح لها مشاركات مختلفة، فاذا استطعنا ان نجعلها الدورة الرئيسة كل اربعة سنوات، وتكون كل سنه فيما يتعلق بدورات الشبابية والناشئين، فهذا من وجهة نظري سيكون افضل، ولكن في النهاية دورة الخليج هي دورة مشتركة ويجب أن نسمع أراء جميع الإخوان في دول الخليج وما يتفق علية الجميع إن شاء الله نحن معهم فيه.

كان هنالك لغط كثير حول استضافة اليمن لكاس الخليج المقبلة، ما الذي تراه المملكة؟

الحقيقة المملكة منذ ان طلبت اليمن الاستضافة وهي حريصة كل الحرص على أن توفق اليمن في هذا الأمر، وأيدت استضافة اليمن منذ بداية الأمر والى الان، ولذلك نحن الحقيقة نؤيد استضافة اليمن ونشكر القيادة اليمينة والمسؤولين اليمينين على ما ابدوه من استعداد وما أقروه من خطوات الآن على ارض الواقع ونتمنى ان شاء الله كل التوفيق لليمن في استضافتها لهذه البطولة وان شاء الله ستكون المملكة من اولى المشاركين بمنتخبها الأول في هذه البطولة.

ماذا عن القنوات الرياضية التي أصبحت تتدخل في شؤون الرياضة السعودية، هل تعتقد أنها مفيدة ؟

والله بالنسبة لدخول أي قناة وهذا يدل دلاله معينة على أهمية الرياضة في السعودية ومدى تأثيرها. الغريب انهم ينتقدون الرياضة السعودية. بعض القنوات ولا اسمي اي قناة. وعندما تسمع هذا الكلام تشعر ان الرياضة السعودية ليس فيها أي شيء جيد. إذاُ طالما انت تنتقد وترى أن الرياضة السعودية ليست بذلك المستوى، لماذا تسعى بكل الطرق وتدف المبالغ بالملايين للحصول على تغطية او حقوق النقل التلفزيوني للدور السعودي.

الحقيقة لو كانت الرياضة السعودية رياضة غير مجدية لما كان تنافس عليها قنوات خليجية وعربية واحيانا قنوات ملاكها اجانب. هذا التناقد غير مبرر. اظن انه دائما اخذ في العرف ان الانتقاد الحاد يجلب المشاهد، هذا يمكن يكون صحيح في مرحلة معينة، لكن اذا الانتقاد مبني على غير اساس وكان مبني على فقط تصورات لا تطابق الواقع، فهذا سينفّر المشاهد من القناة ويجعله يتشكك في مصداقيتها.

انا دائما أقول انني أثق بالعقل السعودي، وبمستوى وعي المشاهد السعودي، فاذا استمر هذا الانتقاد بشكل غير مبرر رغم كل التطوير الذي يحدث فسيعرف المشاهد ان هذا الانتقاد الغرض منه الاثارة وليس الغرض منه تبيان بالحقيقة.

هل تعتقد أن لديهم أهداف سياسية ؟

أنا لا أريد ان ادخل في هذا المجال. لا اظن ان هناك أهداف اكبر من المجال الرياضي. يكفينا إشادة الاتحاد الدولي، ومؤخرا إشادة الاتحاد الآسيوي. اليوم ظهر تصريح لرئيس الاتحاد الآسيوي الذي يسعدني ان اشكره على تصريحه عندما أشاد بالخطوات التي اتخذها الاتحاد السعودي وهيئة المحترفين وانها سباقه على كثير من الدول.
اذا كنا نجد الإشادة من الاتحاد الدولي والاتحاد الآسيوي وبعض الهيئات الدولية فهذه الهيئات لا تجامل ولا تريد منا شيء وهذا الحقيقة يكفينا ان تأتينا الإشادة من متخصصين. أتمنى من الجميع يعني يعرفون نرحب بالنقد ولكن عندما يكون بالحدة المنبوذة كما نراه أحياناً فإنه لا يؤدي الهدف في خدمة المصلحة الونية.
اليوم تابعنا في كثير من الطرح الإعلامي، بعد إعلاننا عن التشكيل الجديد للاتحاد السعودي. الحقيقة انا استغرب من هذا الطرح الموجود. حاسبوا اللجان، وتنبؤوا بفشلها، وهي لم تبدأ عملها بعد. هذا في الحقيقة عدم إنصاف. لا بد من إعطاء الفرصة والمجال للجان الجديدة كي تزاول عملها، ومن ثم يمكننا الحكم عليها. الأمير سلطان كما صرح فتح مجال النقد للجميع لكن نريد أن تعطوهم فرصه للعمل.. من بعد يوم واحد من التشكيل احبطوا الجميع بهذا الكلام الذي لم يكن منصفاً وكان متسرعاً بعض الشيء.

هل السبب ذلك عائد إلى نقص في الوعي ؟

تريد رأيي الصحيح؟ أتوقع انهم تفاجأوا بالموجود. لم يتوقعوا ان يكون الموجود سواء من الية النظام الأساسي او تشكيل اللجان على ما وجدوه عليه.
انا استغرب من الصحف هذا الأمر. رغم ان الاتحاد السعودي لكرة القدم عنما أصدرنا اللجان أصدرنا أيضا بيان لمهام كل لجنة، والسيرة الذاتية الخاصة بكل عضو، ولكن لم أشاهد هذه التفاصيل في الإعلام. أنا لا اعرف ما اذا كان التقصير يكمن في الجهاز الإعلامي في الاتحاد، أو من الإعلاميين الأخريين في صحفنا المحلية. على كل حال المعلومات متوفرة لمن أراد التحقق.
الأعضاء الموجودين حرصنا على اختيارهم بدقة، وان يكون كل منهم في التخصص المناسب في اللجنة التي يعمل بها، وجرت العادة على ان كل لجنة يوضع لها اطار عام يفصّل المهام المناطة بها . لكن الالية الفعلية لعمل اللجنة لا بد أن تتم من خلال اجراء العديد من الاجتماعات. هذا ما قلته. خلال أسبوعين من تشكيل اللجان لابد لكل لجنة ان تجتمع وترفع اليات وتصورات مبنية على المهام المناطة بها لألية عملها ونناقشها جميعاً.
أما اذا كنا سنأتي بأشخاص، وبلجنة لها مهام معينة، وفقط نريد منهم التنفيذ لأحضرنا موظفين في كل لجنة، وكانت مهمتهم تنفيذ الأوامر فقط، وهذا لن يفيدنا. طالما أتيت بكل هذه العقول لكي تناقش وتطور آلية عمل اللجان فلابد من إعطائهم الفرصة وإنشاء الله املنا فيهم كبير .

كيف تتعامل مع النقد؟ يعني حينما تقرأ خبر ضد الرئاسة، أو مقال ينتقدكم شخصيا ؟

أتمنى ان تنقل هذه الإجابة بدقة، أنت في سؤالك قلت "حينما". ليس "حينما" أنا "دائما" اقرأ نقد.
لو نلاحظ هنالك قطاعات كثيرة في الدولة يوجه لها الانتقاد عدة مرات في السنة، يعني اذا حدث مشكلة في هذا القطاع، او اذا كانت هنالك طلبات معينة. لكن نحن على مدار اليوم نتلقى النقد. هناك أكثر من تسعين صفحة رياضية في الصحف السعودية، وهناك قنوات عربية وخليجية تقدم برامج شبه يومية عن الرياضة السعودية. هناك مواقع الكترونية لا حصر لها عن الرياضة السعودية. الحقيقة نحن أتتنا مناعة تامة، وابشر كل الجميع ان الرئاسة العامة تتمع بمناعة تامة في مواجهة اي تجريح وتحترم احترام كامل كل نقد الغرض منه المصلحة الوطنية. هذا ما يهمنا . نحن متعودون على النقد.لا شك أننا نقوم بأدوار يمكن لا يعلمها الجميع لحماية العاملين في الوسط الرياضي ونقوم بجهدنا حسب ما هو في حدود اللوائح والأنظمة الموجودة في المملكة .

بعض الكتاب يقترحون ان تتحول الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة مستقلة للرياضة، هل تؤيد هذا الاقتراح؟



مثل هذه الأمور يختص بها ولي الأمر حفظه الله، وهو من يرى ما هو فيه مصلحه لهذا القطاع او ذاك. هذه الأمور في الحقيقة تترك لولي الأمر اذا أراد. نحن كقطاع في خدمة الدولة ونتشرف بالارتباط المباشر بالمقام السامي. يشرفنا خدمة الوطن بأية وسيلة، ولا شك ان ولي الأمر دائما يحرص على كل ما فيه منفعة للوطن والمواطن.


بالنسبة لتشكيل الاتحاد الجديد، بعض الناس في الشارع الرياضي يقولون انه لم يفرز وجوه جديدة، وأن ما حدث ليس سوى تدوير مناصب...

أولا العمل هذا لم ينجز خلال يوم وليله. هذا عمل أستغرق سنة ونصف السنة سواء من أعداد النظام الأساسي أو إعداد اللجان، وكان البحث جاري على كل المستويات.
وجدت ان بعض الإعلاميين يسألون عن الآلية، آلية كل شيء، كيف آلية اللجان، كيف كانت آلية الاختيار، والى آخره. أظن أن اتحاداً مثل الاتحاد السعودي بقدراته وأعضائه ولجانه يستطيع انه يحدد الآلية المناسبة، وكما اعلنا في النظام الأساسي الذي وافق علية مجلس إدارة اتحاد القدم أن كل لجنة من اللجان سواء السابقة او المستحدثة تم وضع الية واضحه لعملها. بالنسبة للجان فالنظام الأساسي فهناك تفصيل عن الية عمل كل لجنة بالنسبة لاختيار الأعضاء يعني اذا كان 87 عضوا جديد غير كافي كتجديد انا ما اعرف ما الذي يكفي؟

فلاحظ ان الاتحاد لديه أعضاء أساسيين. الأعضاء لابد أن يكون لهم دور في الاتحادات الدولية كلها، سواء الاتحاد الدولي لكرة القدم، او الاتحاد الأسيوي، او كل الاتحادات الدولية. في كل ذلك لابد أنها يكون لأعضائها دور في عملها، والدور هذا مناط باللجان، فمن الطبيعي انك تجد هناك أعضاء من اتحاد القدم موجودين في كل لجنة، والحقيقة هناك دراسة لأداء الأعضاء يعني ومن اثبت الحقيقة جدارته وجودته تم استمرار عضويته.
من عدم الإنصاف القول انه ليس هنالك تغيرات وان ما تم كان فقط تدوير أسماء. هذا غير صحيح، لكن هنالك لجان قائمة بعملها، ولم يكون عليها أي ملاحظة. مثلا لجنة الاحتراف، او لجنة الحكام، او غيرها من اللجان التي استمرت كما هي بتغيير بسيط لأن عملها مستمر ولم يكن هناك حاجة للتغيير وبعض اللجان المستحدثة او بعض اللجان الأخرى وجد انه هناك مجال للتغيير.
الاتحاد دائما قلبه مفتوح للجميع ومن مهامه انه يكون هناك تجربة للأعضاء من فترة إلى فترة. لاحظ انه كل الأعضاء الموجودين اغلبهم منتخبين او النصف منهم منتخبين فلذلك لابد يكون لهم تواجد في اللجان .

هل صحيح أن هيئة دوري المحترفين تتحكم في الأندية، يعني أعضاء الأندية المشاركين فيها ليس لهم ذاك الصوت المؤثر؟

هذا الكلام غير دقيق. أولا الهيئة منذ ان بدأت إلى هذا اليوم وهي تقوم فقط بشيء واحد: مساعدة الأندية على أداء عملها، والدليل على هذا أنها وفرت فرص استثمارية لكثير من الأندية. بعض الأندية قبلت بها، وبعض الأندية لم تقبل. ولكن ليتهم تعاونوا مع الهيئة حتى لو كان بدايتها مدخول ليس بالكبير ولكن كانت بداية استثمارية جيدة وتحتاج الوقت.
على العموم الهيئة علنت قبل فترة بسيطة تشكيل تشكيلها الجديد بممثلين لكل أعضاء أندية دوري زين ونتمنى في الاجتماع القادم، وسيكون قريبا، ان تطرح كل الأندية وجهة نظرها، والباب مفتوح للجميع. الهيئة قامت اولا بالمساعدة في رواتب كل العاملين الذين نحتاجهم ليكونوا عاملين في الأندية سواء مسؤول الاحتراف، أو مدير الكرة، أو مسؤول المحاسبة، او مسؤول التسويق، فالحقيقة الهيئة هي داعم للأندية فلا شك حتى أيضا في مسالة المدخول الإضافي، سواء من نتائج المباراة، أو مكافآت الفوز عن كل مباراة، مكافآت التصويت، وكذلك غيرها وغيرها من النتائج حتى على مستوى التمثيل الخارجي.
و يمكن انك لاحظت انه هناك دعم من الهيئة لأندية دوري زين التي تمثل الوطن في الدوري الأسيوي وان شاء الله نتمنى ان نوفق في ان يكون ذلك دعم لممثلي المملكة، والدعم كما اعلنا سابقا مليون دولار للنادي الذي يحقق الدوري الأسيوي.

أصل إلى السؤال الأخير، بالنسبة لي ولجيلي كانت قصائدك وما تغنى منها جزءا من حياتنا، هل توقفت عن الشعر؟

الحقيقة ان الكتابة والشعر في الدم. الأنسان لا يستطيع ان يتوقف عن الشعر. ما استطيع قوله هو ان الأولويات اختلفت. كل أموري الشخصية سواء الظاهر منها مثل كتابة الشعر أو أموري الشخصية الأخرى لم تعد لها الأولوية كما كان في السابق. طبيعة العمل الحالي وحجم الأمانة أوجب علي ان أعطيه كل وقتي وجهدي. لكنني ما زلت أكتب، واحب متابعة الشعر ليس فقط كتابته. الشعر مهم جداً لنا ولا تستغرب ابدأ ان تجد في الجزيرة العربية لدى كل أسرة شاعر لان هذا ورث تاريخي وأظن في دم الجميع.

أنا دائما احب ان أشارك بالذات في المناسبات الوطنية وفي المناسبات التي تهمني. احب ان يكون لي مشاركة ومساهمه فيها، وان شاء الله يعني في كل فترة وفترة عندما يكون لي وقت فراغ استطيع ان اساهم في شيء يكون فيه ارتقاء بالذائقة، لان فعلا ما نراه الآن من كلمات معينة سواء فيما ينشر او يغنى، لا يرتقي للغة العربية التي هي لغة القران، و لابد ان يكون الأنسان عندما يكتب وعنده ملكت الشعر ان يحاول الارتقاء بأذن المستمع، لا النزول بها إلى الألفاظ التي لا نحبذها.
أتمنى ان يكون هناك لغة راقية في الكتابة، وان نسمع اكثر واكثر عن الشعر والشعراء.

هل من كلمة أخيرة؟

أشكرك يا سلطان واشكر الحقيقة موقع إيلاف واهنيه على المتابعة وعلى تغطيته الدائمة، وانا من القراء الدائمين. ليست مجاملة لكنني في كل يوم أتصفح الأنترنت فيه أتوجه فوراً إلى موقع إيلاف. أتمنى لكم التوفيق وشاكر لكم هذه المقابلة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !