مع سليط اللسان
؛
بعد أن نضبت الحرية من بلادنا المسلمة العربية ،
وأجسادنا وأرواحنا وجيوبنا؟
وبعد أن نضبت غزة من البكاء والصراخ ومن أهلها؟
وبعد قتل السنة في العراق وأفغانستان؟
وضياع أهل الشيشان بلا مأوى وهوية حقيقية؟
ومع دوام الحال؟ وللأسف؟
ما زالت القيادة والأنظمة الشبه عربية ونحن أيضاً ،
نتحدث عن القاعدة والمائدة والبيض الفاسد؟
وبعد كل هذا ما زال القتل والدمار في توالي وتوازي
واستمرار وتكرار ، وبلا إحساس ودهشة واستغراب!
وما عدنا نعرف "لبنان"
لمن تكون؟
هل هي للمسيحيين ، للمسلمين ، للشيعة ، للدروز ،
أم هي للجيران؟
أو تعود ملكيتها للحريري وإخوانه الأفاضل الكرام؟
ونحن غير مصدقين ومبالين؟
ما عدنا نعرف أين هي الحقيقة ، ومن هو القاتل
ومن هو المقتول؟
ومن أنت ومن أنا ومن هم؟
أو بالفصحى .. من هو الفاعل
ومن هو المفعول به؟
وبالنسبة لهم كلنا مفاعيل!
ومن الاستحالة أن نصبح مفاعل! (على الأقل بالكلام)؟
وكل يوم عملية جديدة في العراق ، ومئات القتلى والجرحى وتدمير؟ وحرب ما بين الشيعة والسنة وأهل فارس؟
هل هي حرب البسوس؟
والقتل من أجل ماذا؟
والحرب من أجل ماذا؟
والعراق لمن؟
هل هناك إجابة محددة أو غير محددة ومدببة؟
وتقول لنا لمن هذه الحضارة؟
هل الإسلام له حق فيها؟ أم لا؟
هل هناك سليط لسان آخر ينافسني ويحاورني؟
أعتقد أنها للسيستاني؟ يا ترى هل مات الخميني!
طيب اصمت أيها اللسان السليط
وتحدث عن موضوع آخر؟
،
سوف أفتح المذياع
هدوء لو سمحتم
وأنصتوا جيداً
!!
علينا أن نحترم القرارات الدولية؟
علينا أن نحترم الأسعار العالمية؟
علينا أن نحترم حقوق الإنسان؟
علينا أن نحترم حذاء المرأة؟
علينا أن نحترم القطط والكلاب؟
علينا أن نحترم حقول النفط؟
عليك أن تحترمني؟
علينا أن نتحد تحت راية واحدة؟
ما هي هذه الراية؟
ولمن هي؟
وأخيراً علينا أن نحترم بوش وزوجته وبناته
وكل الجيران والجراثيم؟
،
ثم سكت دهراً ونطق
وقال:
هناك يا أخي دائما ثقوب وثغرات في كل شيء ،
وفي كل موضوع؟
أي ثغرات يا متفلسف؟ بل هي خوازيق في كل مكان؟
حاول أن تشرب كوب ماء؟ ومن ثم حاول أن تحسب
بالآلة الحاسبة كم ثغرة وثقب أصبح لديك؟
وعلى ماذا كنت تجلس قبل قليل؟
بالطبع لن أقول لك؟
حتى لو أغمضت عينيك وأغلقت ساقيك؟
،
ثم سكت دهراً ونطق كفراً
وقال:
علينا بالمقاومة بكل ما نملك ونستطيع؟
أضحكتني يا رجل؟
تقصد بكل ما نملك؟ يا لشجاعتك ووقاحتك!!
لكن سوف أعتبر كلامك دقيق وسليم جداً ، إذا كنت تقصد
أسلحتنا الصدئة والمتعفنة والدبابات المكيفة البطيئة ،
وقلاعنا المجهزة لردع الصواريخ ، أم هي المخزنة
فقط لردع الحمام والطيور المهاجرة ، وأصواتنا وبكائنا؟
والسؤال يقول: لماذا؟
ربما لأن النفط أصبح غالي الثمن جداً؟
حسب إحصائية وبورصة "أهلاً بيك" أو "كله فيك"؟
لا حرام عليك لا تظلمهم؟
يقولون إن أسعار العدس قد ارتفعت هذا الشتاء وكل شتاء؟
والدعم يعمل جيداً من الخلف؟ وخلف الكواليس؟
وبكل الأشكال والأنواع؟
أم كنت تقصد أسلحة البطون والكروش إثناء مؤتمرات
السلام والوئام؟
والسهر حتى ينتهي الفيلم؟
بالطبع لا أحد ينتظره؟
لأنهم لن يقوموا بعرضه مرة ثانية هذه السنة؟
لكن يا متفلسف ..
هل لنا القدرة على مقاومة هيفاء وهبي وأسلحتها الجبارة ،
حتى نقاوم مسزز بوش ومدام أولمرت ،
وزوجة السيد استكوزي؟
بالطبع السيدة الأخيرة جميلة جداً ، والحق يقال؟
،
ألم أقل لك يا لساني السليط أن تصمت!
لماذا تريد منعي من الكلام ، أليس هذا حراماً واضطهاداً؟
،
هل عندك مانع أن أتحدث عن الدين
"لا إله إلا الله ومحمد رسول الله"
يا حبيبي .. كده راح تشتغل بالإرهاب وتفتح علينا
باب جهنم وكل القصص من جديد يا باشا؟
بقولك أيه .. روح شوف مراتك وعيالك عاوزين إيه؟
طيب يا ريس أنا إرهابي وأكبر إرهابي وأكبر أزعر؟
ومش راح أسكت؟ حتعمل أيه؟
حتشتكيني عند بوش وزميله بلير؟
وبعدين أنا متجوز أربعة؟
أرد على مين أو مين؟
وبعدين مع لسانك السليط ده
طيب يا أستاذ يا دكتور يا مثقف
تحب نتكلم في "حين ميسرة؟ أم الفول صديقي؟
أم عن جزيرة العاريات؟
رجاءً لا أحد يسألني على أي قناة سيتم عرض الفيلم
والعاريات وفي أي ساعة؟
أم تريد أن نتحدث عن الحجاب وخلع الحجاب ،
وفنانه كانت راقصة وأصبحت داعية ، أو رجل
يقول عن نفسه داعياً ويرتدي بدلة ، ويحمل
بيديه مسبحة طولها مترين؟
ويقول لنا بكبرياء وبكل إقناع واقتناع ، الغناء
مسموح بشرط أن يكون الصوت منخفض وصوتها
رزين وجميل؟
وحتى لا نظلم هذا الرجل؟ ربما كان يقصد أن تكون
هناك مغنية لابسه نقاب أو خِمار؟
يعني يا أخي الكريم ..
حاول أن تخفض من صوت المذياع قليلاً حتى
لا يصيبك تحريم أو ذنب!؟
وما في داعي للفلسفة أكثر ، وكلام التطرف والتزمت؟
وأن تكون اللحية طولها من طولك؟
بالفعل كلامه منطقي ومقنع!
،
طيب ما رأيك أن نتكلم عن فضائح الجنس العربي
مع "كاسك يا وطن"؟
أم تريد أن نتكلم عن إنفلونزا الطيور والخنازير
وجنون البقر وهستيريا الشجر وإسهال السمك؟
طيب ما رأيك يا مثقف أن تذهب للنوم ، وتتركني
أعيش في الأحلام؟
وأحاول أن أفسر هذا المقام والمنام؟
يا ترى أفسره على مزاجي أم على مزاجك أنت؟
،
إلى متى يا أمتي
هذا الصمت الجاهل؟
هذا الضعف وهذا الإذلال والقتل والقهر؟
وأن نبقى تحت سلطة هذا الشيخ وذلك الأمير والرئيس ،
وهذا الملك والإمبراطور؟
هل هم فقط الذين لديهم العقول الجبارة؟
ونحن ماذا لدينا يا ترى؟
فقط جنون وفحولة وميوعة ، وشوارب يقف عليها
النسر والصقر؟
،
إن لم تقدر يا أخي أن تتكلم بصدق وشجاعة وحرية؟
إن لم تقدر يا أخي أن تمتلك قلم جريء حر وتكتب بالحق؟
إن لم تقدر يا أخي أن تصرخ وتقول لا وألف لا؟
إذن على ماذا أنت قادر؟
فقط أن تكون قوياً وشجاعاً وأسد ، وهزبر في بيتك ،
وأمام زوجتك وأولادك ؟ هذا إن قدرت أصلاً؟
،
هل تسمح لي أن أهمس قرب أُذنيك
وأقول لك:
حاول ولا تيأس أن تكون سليط اللسان
؟
لكن عليك أن تنتبه جيداً
كن سليط اللسان أمامهم وأمام عيونهم ووجوههم ،
وألسنتهم ، وأعمالهم ، وسرقاتهم ، ومذابحهم ،
وخداعهم ، وظلمهم ، وسجونهم؟
لا أن تكون سليط اللسان أمام المرآة والمرأة
والطفل الصغير ، والشيخ الكبير فقط
؟
قلم رصاص:
ياسر حمّاد
التعليقات (0)