بعد أقل من شهر سنكون على موعد مع الحدث الرياضي الخليجي الأول بتنظيم وادارة يمنية بحتة هذه المرة ، ربما الأقدار شاءت ان يبتسم الحظ لليمن رغم كل العواصف التي رافقت الإستعداد و أُريد بها إفشال هذه البطولة منذ بدايتها ..
اليمن الوطن الكبير أبتلاه الله بزمرة حاكمة فاسدة عكست صورة سلبية عنه وذلك بفعل عدم نزاهتها ولصوصيتها فعملت هذه الزمرة على ان يظهر اليمن كـ بلد غير نزيه وغير آمن بل وغير قادر على استضافة مثل هكذا حدث رياضي ..
في اليمن السياسة قتلت كل شيء ، كل شيء يمكن ان يخلق جميلا تقتله السياسة في مهده ، ويدوسه الساسة بلا مبالاة او تقدير لبلد اليمنيين ..
من حق أهلنا في الخليج ان يبدوا قلقهم من عدم سلامة ارواحهم او فشل بطولتهم المفضلة طيلة 40عاماً من عمر الخليج .. ومن حقنا كشعب ان نبدي القلق والتفاؤل في آن ..لكن علينا ان نعترف ان لدى اليمنيين قيماً تمنح على التفاؤل الكبير في نجاح هذه البطولة وإكرام الضيف الخليجي الوافد الى اليمن لعلمنا ان فشل هذه البطولة يعني الشتات الأكبر لليمن والتشرد الكبير لليمنيين ..
نحن لا نؤمن بالفعل ورد الفعل ، لكن ربما لنا تجربة قاسية من ردة فعل السياسة على اليمنيين في حرب الخليج 1990م ، نخشى ان تتكرر نفس المأساة هذه المرة اذا اكتشفنا ان التفاؤل الذي صنعه جنرالات اليمن في قلوبنا وقلوب اهلنا في الخليج ماهو الا فخ من الحاكم اليمني الذي يعيش على الوهم دوما ..
هناك حراك في الجنوب ، والحراك قضية سياسية وحقوقيه ولا اعتقد أن الحراك هو العدو الأوحد للحاكم اليمني ..بل ان ممارسات البطش والتكميم ونهب مقدرات البلد تصنع كل ما يمكن الخوف منه ، و ما ستفرزه القوة الأمنية المبالغة في خليجي عشرين ستكون لها الأثر السلبي على البطولة ، بل وعلى الأمن والحرية لابناء المدينة التي ستحتضن هذه الفعالية الرياضية .
حتى لو كنا واثقين تمام الثقة ان الأمن وجد من أجل حماية ابناء الوطن والحفاظ على أمنهم ومصالحهم – وهذا ما لم نلمسه - لعارضنا فكرة وجود مثل هكذا أرتال عسكرية ستعمل على تقييد الحرية الشخصية لأبناء اليمن في مقابل ما ستصنعه هذه الحماية من قلق وخوف لدى الزائر الخليجي ..
والآن البطولة على الأبواب ندعوا الى إنجاح هذه البطولة تشريفا وتكريما لليمن كوطن والنجاح اولا وأخيرا يحسب لهذه الأرض الطيبة ولأبناء عدن والمحافظات الجنوبية الذين يهمهم ان تظهر العاصمة الإقتصادية لليمن بلباسها الحضاري مهما استطاعت القبيلة ان تحولها الى مدينة أشباح وقبعات أمنية ..
ويجب ان نستعد لتحمل تبعات الفشل – ان كان هناك فشل - وأن يكون الحاكم لديه الشجاعة الكاملة لتحمل ما ستفرزه سياسة التطمين وخطب الود وتقبيل الأيادي ، اذا عاتبني أحد اننا نبالغ من ردة فعل الفشل اذا حدث – لا احد يتمنى السمعة السيئة لوطنه – سنقول نعم ، نحن لم نعهد ان قام الحاكم اليمني بتنظيم شيء الا وكانت الخيبة حليفة له ، وماحدث في حفل القرعة هو أكبر ما يبعث على القلق يا إخوان ، كان حفلاً عشوائياً رغم اننا سمعنا انه سيعمل على (خطف) العقول والأبصار ، ولم يحدث ان تم محاسبة أحد من القائمين على ذلك الحفل ، إذن الوجوه هي الوجوه والبطولة هي نفسها خليجي 20 .... وتلك قرعتها .
التعليقات (0)