مع الوقفة في عرفات لنا وقفة !
في الديار الحجازية المقدسة حيث لا تسمع الا لبيك اللهم لبيك كما طنين النحل، وكأن كل المخلوقات تسبح وتلبي وتكبر.......
اهلا وسهلا وطوبى لحجاج بيت الله الحرام وقد لبوا النداء، نداء رب العالمين الذي جاء على لسان سيدنا ابراهيم .......
ومع كل جديد لنقف مشدوهين مغتبطين بعظمة الموقف ومن وقف!! ولمن وقف ؟؟وحسن الختام .... الكل ينتظر وعدا من رب غفور رحيم ....اذهبوا فقد غفرت لكم
ولكن ايها الحجاج ايها الحجيج : تأكدوا ان تعودوا وقد عزمتم على المحافظة على هذا الكرم من رب العالمين ومالك الملك العزيز الجبار المتكبر سبحانه عودوا وقد عزمتم ان تؤدوا الحقوق الى اصحابها
فهذه الديار وتلكم الجبال والمشاعر الحرام ، تنتظر غيركم وقد لا تتاح الفرصة مرة ثانية الا لمسؤول او وزير يذهب كيف شاء ومتى شاء وحجا مبرورا للجميع
اخوتي اخواتي كل عام وانتم بخير وتقبل الله الطاعات
اخوكم عوني ظاهر
من أجمل الشعر الذي قيل في الحج ومناسكه قصيدة ابن الأمير الصنعاني والتي تُعد تعريفاً بشعائر الحج فهي تتناول جميع أعمال الحج من خروج الحاج من بيته وقيامه بهذه الفريضة حتى عودته إلى أهله ويقول في يوم عرفة :
وبعد زوال الشمس كان وقوفنا --- إلى الليل نبكي والدعاء أطلناه ،
فكم حامد كم ذاكرٍ ومسبحٍ--- وكم مذنب يشكو لمولاه بلواه ،
فكم خاضعٍ كم خاشعٍ متذلل --- وكم سائل مُدّت إلى الله كفاه ،
وساوى عزيز في الوقوف ذليلنا ---وكم ثوب عزّ في الوقوف لبسناه ،
وربّ دعانا ناظرٌ لخضوعنا ---خبيرٌ عليم بالذي أردناه ،
تجلى علينا بالمتابة والرضى ---وباهى بنا الأملاك حين وقفناه ،
وقال انظروا شعثاً وغُبراً جسومهم--- أجرنا أغثنا يا إلهاً دعوناه ،
وقد هجروا أموالهم وديارهم --- وأولادهم والكل يرفع شكواه ،
ألا فاشهدوا أني غفرت ذنوبهم --- ألا فانسخوا ما كان عنهم نسخناه ،
فيا صاحبي من مثلنا في مقامنا --- ومن ذا نال ما نحن نلناه ،
وعلى عرفات قد وقفنا بموقفٍ--- به الذنب مغفورٌ وفيه محوناه ،
فإبليسُ مغمومٌ لكثرة ما يرى --- من العتق محقوراً ذليلاً دحرناه ،
على رأسه يحثو التراب منادياً ---بأعوانه ويلاه ذا اليوم ويلاه ،
وظل إلى وقت الغروب وقوفنا --وقيل ادفعوا فالكل منكم قبلناه ،
أفيضوا وأنتم حامدون إلهكم ---إلى مشعرٍ جاء الكتاب بذكراه ،
ونحو منى ملنا بها كان عيدنا --- ونلنا بها ما كان القلب تمناه ،
فمن منكم بالله عيّد عيدنا ---- فعيد منى ربّ البريّة أعلاه
التعليقات (0)