مع القاسم بن الحسن عليه السلام

عشقٌ يحوي أسرار نهجٌ يرعى ثوار

فحسينٌ دربُ نجاةٍ وسفينٌ للأحرار

 

قاسمُ ريحانةُ بيتِ الأطهار قد شيّد صرحَ المجـــدِ ومنار

واختار الطفَّ طريقاً ليثور واختار الموتَ بعـــــزٍّ كشعار

 

قاسمُ أخلاقٌ حُسنٌ وكمالُ وصفٌ خلاّقٌ هيهات يطالُ

عزمٌ توّاقٌ عِزٌّ ونضالُ ولهُ آفــــــاقٌ قولٌ وفِعــالُ

 

 

زهرةُ حُسنٍ وبهاء جوهرُ عِزٍّ وإباء

معجمُ صدقٍ ووفاء ودروسٌ للشرفاء

 

قد جاء السبطَ يناديه لبيك فالروحُ وسيفي يا عمي تفديك

إرجع يا ولدي فالأمّ تناديك فأجاب الجـــــنةُ مثواها بيديك

 

سطّر أمجاداً رمزُ القيَمِ وبنى أوتاداً فوق القمم

مزَق أوغاداًً قبل الحُلُمِ ورمى أنداداً لابن الأَثِم

 

أبي قد أتاني لخلدٍ دعــــاني فأرضُ الطفوفِ طريقُ الجنـــانِ

أتاني بعصبه فُكها يوم كربه لأعلو بسيفي صنوف الهوانِ

 

فحشدُ الرجالِ يثير نــــضالي فزاد يـقـيني حسينُِ المعالي

بعزم الأسود سأُبقي جهودي بدربِ الحسينِ عزيزاً مُوالي

 

 

 

أيا … ابني بقى … حزني

 

أصاب الموتُ شبّانا وحزنُ القلبِ أعيانا

 

وبالســـــيفِ بلا… رُؤفِ

 

يســيلُ الدمعُ أحزانا لهــيباً بات بركانا

ودّعـــتــكَ الـــدنيا فــبــها لــم تـــــحيا فلها لا تأسى

سوف تلقى الأجرا حين لُـــــقيا الزهرا زفّةً لا تُنسى

 

إن من أدماكا قاسمُ أدماني

فالأبو ينعاكا وكذا ينعاني

 

أهواك لو تدري والعشقُ في الصدرِ بالقلبِ محفورُ

أنساك هيهاتٌ والــوجـــدُ أنــــَّاتٌ والدمعُ معذورُ

 

نهجُك القرآني يا عطوف القلبِ

هو مَن ربّاني أهــــتدي للدرب

 

قاسمُ وَحيٌ ودروس خــطٌّ للظلم يدوس

فحسينٌ طـــــودُ إباءٍ وعزيزٌ عزَّ نفوس

 

شِبلٌٌ جاء بالطفِّ وشــــباب نكــّس في الأرض أنوفاً ورقـاب

ريحٌ أرسلها الباري كعقاب بالسيف محاهم والعصفِ كعذاب

 

قاسمُ أسرارٌ حاروا فيهِ ولهُ آثارٌ لا تُمحيهِ

شبلٌ مغوارٌ مـــثلُ أبيهِ عزمٌ جبارٌ لا يثنــيهِ

 

 

قاسمُ نهجٌ وكفاح فوزٌ نصرٌ ورباح

فهداهُ صار ضياءً وطريقٌ للإنجاح

 

حزناً قد أجرى الكونُ ودموع وبكاهُ الدهرُ سنــــيــناً بخـــشوع

والزهرا حضرت تبكيهِ وتنوح وأتت في العرس الدامي بشموع

 

عُقِدت أحلامٌ فأتى الأجلُ فذٌّ وهُمامٌ وردٌ خَجِلُ

وبقت أوهامٌ غاب الأملُ وبك أقوامٌ حقًّا ثُكِلوا

 

أتــــاني خـيالي بسعدٍ مُحالِ وأحـــيا شموعاً بعرسِ الدلالِ

أتى بالخِضابِ بنزف المُصابِ فأجرَى دموعاً لأغلى العيالِ

 

أسى هزَّ قلبي فــتـُهتُ بدربي فجـــــرحٌ حريقٌ ورزءٌ قضى بي

رزايا دهــتني دموعٌ عمتــني وحــزنٌ عـميقٌ لفـــقدِ الحبـيبِ

 

 

بقى… همّي على… عمّي

 

فذي الآهاتُ أشجانُ ودمعُ العينِ حيرانُ

 

أيا… أمي فبــــــاللــــطم

 

مصابُ السبطِ بركانُ وحزنُ القلبِ نيرانُ

قد قضى مولانا بالطفِّ عُطشانا فـلهُ الآهاتُ

وبقى عُــــريانا للخيلِ مــيدانا فله الدمعاتُ

 

قد بكــــتكهُ زينب دهراً من الحزنِ

والجرحُ إذ يلهب جــمراً من الأنِّ

 

قد أتاكا المختار والوالدُ الــــــكرار والكلُّ مـــفطورُ

قد بكتكَ الزهرا كي ترويَ النحرا والضلعُ مكسورُ

 

فالقلبُ كم عُذّب تبقى بلا جندِ

والقادمُ الأصعب تقضي بلا لحد

 

منهج حقٍّ وثــــبات قدوةُ دينٍ ونجـــاة

فحسينٌ فيضُ عطاءٍ وملاذٌ في الكرُبات

 

قدّم في الطَفِ دروساً وعِظات ومضى للحقِّ يُضحّي بثـــبات

قد أحيا الدينَ وأمحى الظلُمات ومضى للخلد لأعلى الدرجات

 

قاوم أرجاساً سبطُ الطهرِ لم يُظهر يأســـاً ضدّ الجورِ

وبنى نبراساً رُغم القهرِ قد أرخص نفساً حقّاً ثوري

مشعلُ نورٍ ومصير صحوةُ فكرٍ وضمير

مصلحُ دينٍ وأمــير وسـبـيلٌ للتغـــيـيــر

 

ليثٌ قد هزَّ الطفَّ وهــــمام ومضى بثبات البأسِ لحِمام

فأصاب الظلمَ بيأسٍ وغمام وبقى للحق صراطــاً وإمام

 

أردى أنجاساً نسلَ الكفرِ أخمد أنـــفاساً بعد الصبرِ

قــتلوا عباساً وجهَ البدرِ أطفَوا فانوساً حين الغدرِ

إلهي رجائي بأهلِ الكساءِ تقبــــَّل دعاءً بهذا العزاءِ

تعالى ندائي لرحبِ السماءِ أجب لي عطاءً بحق الولاءِ

 

طوال السـنينِ تنامى حنيني لأرضِ الطفوفِ لقبرِ الحسينِ

سأبقى حسيني وهذا يقيـــني بلطمِ الكــــفوفِ وطبرِ الجبينِ

 

أيا… غالي بلا… والي

 

أطوفُ الِبيدَ مأسوره أعيشُ الدهرَ مكسوره

 

بآهـــــاتي وأنّـــــــاتي

 

سياطُ القوم مسعوره بذُلٍّ أمضي مزجوره

 

قد عماكِ اليسرُ وبكاكِ الدهرُ والدمعُ مدرارُ

قد رماكِ الهمُّ وأتاكِ الــغمُّ والدهرُ غدّارُ

 

إنّ مَـــــــن آذاكِ في النارِ مولاتي

في القلبِ ذكراكِ يغلي بآهــــــاتي

 

قد بكيتِ وجدا ولطمتِ الخدّا والقلبُ محزونُ

ورأيتِ الطهرا ولمحتِ النحرا والجسمُ مطعونُ

 

إنّ من يرعاكِ قد فاض يا زيــنب

بالآهِ يــــنعاكِ والشَيبُ قد خُضّب

811430