يبدو من المنطق و بدون ادني شك أن شريحة العمال هي الشريحة الأكثر تضررا ومعاناة في قطاع غزة ، فالقصة بدأت قبل حوالي تسع سنوات ، وبالتحديد مع شرارة" انتفاضة الأقصى الثانية"، وبدون شك أن ما دفعني لكتابة هذا المقال هي مأساة الشريحة المغيبة و المهمشة عن الواقع الفلسطيني ، والتي في تقدير الكثيرون أنها قد تناست بمرور الأعوام ، فأصبحت تلك القضية إعلامية اكثر مما هي إنسانية ، وعلاوة على ذلك... فان شريحة العمال الفلسطينيين في قطاع غزة تتصدر شرائح المجتمع الفلسطيني حيث أنهم يمثلون ما يفوق 42% من باقي الشرائح الأخرى .
إلى جانب ذلك ونحن على أبواب دخول الشهر الكريم يستعد الفلسطينيون في قطاع غزة، على غرار المسلمين في أنحاء العالم لاستقبال شهر رمضان المبارك ، ولكن أغلب سكان القطاع سيستقبلون هذا الشهر في حالة من العوز والفقر فاقمها الحصار وتداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة ، فلو أنك تجولت في شوارع قطاع غزة سيستوقفك منظر من يجلسون إلى جانب الطرقات طوال ساعات النهار وأوقات الليل بسبب شبح الفقر وعامل البطالة الذي يخيم على القطاع ، وباختصار أن العامل الغزي لا يستطيع تلبية احتياجات المنزل الأساسية بسبب ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وعدم توافر فرص العمل البديلة ، والجدير ذكره أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن قرابة 200 ألف عامل في قطاع غزة يعيلون مئات آلاف الأسر، باتوا تحت خط الفقر والجوع، بعد أن أغلقت 97% من المصانع أبوابها أمام الباحثين عن فرصة عمل لتحصيل قوتهم اليومي ، أي ما نسبته 85% من سكان قطاع غزة اصبحوا يعتمدون اعتمادا كلي على المساعدات الغذائية التي تقدمها الاونروا وجمعيات خيرية أخرى من حين إلى آخر ،
إلى جانب ذلك يدخل علينا شهر الخير هذا العام ولم يطرأ تغير ملموس إذا ما قورن بسابقه في الأعوام التسع الماضية ، ولعل العامل الفلسطيني اصبح لا يذكر إلا في ثلاثة مواسم وهي :
" عيد العمال ـ شهر رمضان- عيد الفطر والأضحى" ، ففي تقدير العديد من الناس إن سلفة أو مكافأة أو راتب ( أسموها ما شئتم ) الــــ 100 دولار أصبحت لأغراض إعلامية فقط ، وكما أطلق عليها البعض أنها " موسمية" والجدير ذكره أن شهر رمضان المبارك يطرق أبواب فقراء القطاع والعاطلين عن العمل والباحثين عن لقمة عيش تستر أسرهم في هذا الشهر الفضيل ، لن تكفيه الـــ 100دولار لسد متطلبات الحياة الصعبة ، لان هذه الشريحة تتطلع إلى مستقبل افضل لها ولأبنائها ،لأنه هناك أحد عشر شهرا آخر في السنة يعانون الأمرين كل يوم وكل ساعة ولحظة لعدم قدرتهم على توفير احتياجات ومتطلبات الحياة .
و خلاصة القول أن واقع الحصار الإسرائيلي قد دفن الكثير من أحلام العمال الفلسطينيين في العيش بكرامة وتوفير لقمة العيش التي تسد رمق عائلاتهم وأطفالهم, ليعيشوا في وضع اقتصادي صعب لا يجدوا فيه أدنى متطلبات الحياة.
- فألم يحن الوقت بعد كل هذا لكي يأخذ العامل الفلسطيني جزء من حقه الذي غاب في ظل الحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية؟؟؟
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه دائما إلى متي سيظل العامل وحده الصابر المحتسب الذي يعاني ويلات التبعات السياسية والاقتصادية داخليا وخارجيا؟؟؟ أم 100 دولار المواسم والأعياد هي الحل الدائم لقضيتهم الإنسانية؟
الكاتب : محمد ابو طبق
m.tbk@hotmail.com
التعليقات (0)