مواضيع اليوم

معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا.. "صراع من اجل الغد”


عبد الهادي فنجان الساعدي
الأحد 02-10-2011 طباعة المقال


عندما دعيت لزيارة معهد التاريخ العربي والتراث العلمي واطلعت على الدراسة فيه واستمعت الى شكاوى طلبته تذكرت استاذي "رحمه الله" د.حمدي يونس عندما كان يقارن بين مستوى الدراسات الصباحية والدراسات المسائية في الجامعة المستنصرية فقال ان مستوى طلبة الدراسات الصباحية متقارب الا ان مستوى الدراسات المسائية متفاوت وقد يصل حد العبقرية في بعض الحالات .وبالامكان العودة الى هذه المقارنة بين هذا المعهد والكليات الاخرى التي يتخرج منها الكثير من الطلبة دون ان يحملوا معهم اية حصيلة من العلم او الامكانية التي تؤهلهم لقيادة الاجيال .
لقد اطلعت على بعض رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه فهالني المستوى المتدني لبعض هذه الرسائل والاطاريح وكتبت الكثير عنها في صحيفة الاهالي .ومن تلك الاطاريح ما كتب عن "النياحة في العراق وايران وبلاد الشام" .وفي ذات السنة فاز طبيبان امريكيان وطبيبة اسرائيلية بجائزة نوبل للطب اما بقية الجوائز فكانت من حصة طلاب اوربيين وامريكان واسرائيليين .
ويبقى التساؤل قائماً عن مستوى خريجي هذا المعهد بغض النظر عن اعدادهم وهل ان مستوياتهم هي اقل من مستويات طلاب الدراسات العليا في جامعات القطر وفي هذا المجال بالذات ،وكيف علمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأن مستويات هؤلاء الطلبة متدنية ،وان هذا المعهد غير مؤهل لتخريج هذه الاعداد الكبيرة من الطلبة في الحين الذي يدرس في هذا المعهد خيرة اساتذة البلد من اصحاب التجربة الطويلة .اليس الاحرى بوزارة التعليم العالي ان يكون تقييمها علمياً.او ان تضع مشرفين من الوزارة وذلك بتشكيل هيئة اشراف عليا من الوزارة لأن هذه الكليات والمعاهد الاهلية اصبحت واقعاً لا يمكن انكاره او غض النظر عنه اسوة بباقي دول العالم المتحضر.
يقول كونفوشيوس "لا تحيز في التدريس" وهنا يأتي دورنا لكي نترك خلفنا كل العلاقات الشخصية التي تمتاز بالضغينة على شخص العميد او المعهد بحد ذاته ،لأن ذلك يتبع القضايا الشخصية التي مجالها المجالس الاجتماعية او السياسية ولا يجب ان ينعكس ذلك سلباً على مستقبل الطلبة ومستواهم العلمي حيث اثبتت الوقائع بأن بعض طلبة هذا المعهد هم من اكفأ الطلبة في البلد في مجال اختصاصهم واذا كان الشك يراود المسؤلين عن التعليم العالي في العراق فعليه ان يبحث عن وسيلة اكثر علمية من هذه الوسائل القديمة التي تنم عن استمرار حالة التخلف في اذهان هؤلاء المسؤولين.ولا ننسى شهادة عالم الاثارالاستاذ الدكتور بهنام ابو الصوف في احد اللقاءات التلفزيونية على قناة الحرة عراق حيث اشاد بقوة ورصانة معهد التاريخ العربي وبالرسائل والاطاريح العلمية التي قدمت له والتي اشرف عليها خيرة العلماء والاساتذة .وقد كان عالمنا الجليل احد التدريسيين في هذا المعهد.
ان الجانب المادي مهم جداً حيث ان أي انجاز يتطلب فيضاً ماديا و فيضاًعلمياً وهذا يدعونا الى دعم هذا المعهد ليجتاز أي محنة تعترض طريقه فضلاً عن استقبالنا لطلبته والاعتراف بشهاداتهم اسوة بأقرانهم الذين يدرسون في الجامعات الحكومية على النفقة الخاصة والذين استثني منهم شرط العمر والمعدل وهم ايضا يدفعون مبالغ طائلة لغرض الدراسة حيث لم ينفرد المعهد وحده بهذا الموضوع ، واذا كانت الوزارة لا تملك الدعم الكافي لهذه المعاهد الاهلية فلا مانع لدى الطلبة من دفع رسوم تقترحها الوزارة على معادلة شهاداتهم كما ان الطلبة مستعدون لأختبارهم اذا لم تكتف بتقييم اللجان المتخصصة للمعادلة،حيث لا يمكن ان نخلق الكفاءات في الكليات والمعاهد الحكومية فقط ،وان هؤلاء الطلبة التجأوا لهذا المعهد بعد ان اغلقت كلياتهم باب القبول في وجوههم بعد اكثر من ثلاث او اربع محاولات من قبل الطلبة ،لذا بالامكان مد الوزارة يد العون للمعهد والطلبة الى ان يصلوا شاطىء الامان شاطىء خدمة للوطن .
لقد دأب المعهد على اتباع كل التعليمات وطرق التدريس المتبعة في جامعات ومعاهد القطر ومن ذلك تلقي الطلبة للدروس المنتظمة والمحاسبة الشديدة على الغيابات .
يبقى الهم الآخر الذي يجعل من ضعاف النفوس كنوابض بليدة للاستخفاف بهؤلاء الطلبة الذين لا يختلفون عن بقية طلاب المعاهد الاخرى الا بالتسمية ،ومما يحز في النفس ان هناك كفاءات علمية وثقافية وصحفية وسياسية تدرس في هذا المعهد وتكاد تكون عبقريات في زمن اصبحت فيه العبقريات نادرة الا اننا نسمع بأن هناك بعض موظفي الوزارة من ذوي الالقاب العلمية العالية يقفون ضد قرار الاعتراف بشهادة هذ المعهد .
نقف باجلال لكل كفاءة تحاول وضع لمسة لتطوير صورة هذا البلد العظيم ،ولا اعتقد بأن حمورابي او المتنبي او الجواهري قد درسوا في معاهد او جامعات حكومية المعترف بها وكم من كفاءة خرجت من معاهد اهلية وقفت لتقاتل في سبيل الوطن بطريقة اكثر فعالية من اجل هذا البلد .
لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ورجال الوزارة الاكفاء الوقوف هنا والتأمل في هذه المحنة التي يعاني منها الكثير من طلبة هذا المعهد واعتقد ان لهم القول الفصل بعد وضع هذا المعهد الرصين على المحك .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !