كل شيء يسقط من الزمن، ولكن أين يسقط الزمن؟
من يجمع شتات الأيام والسنوات والدهور؟
كيف يقيس الحزانى مادة زمنهم؟
لا أحد يسأل وليس من إجابة فالأيام تقاس كل آونة بطريقة مختلفة..
تقيس الست حياة أيامها بالمرارة، أو بسلامة العقل الذي يتحمل ما لا يطاق، وتقيس الليالي بثبات القلب وقدرته على احتمال المصاعب ومراوغة العوز أو مغالبة الجوع..
تحسب عمر ابنتها التي بلغت الرابعة عشر بسنوات الفقدان..
ما عادت بحاجة إلى أدوات قياس الزمن...
فلا الساعات ولا التقاويم ولا المنبهات الرنانة قادرة على قياس الوقت وتحديد مادة الزمن..
قلبها وحده، قلب المرأة هو الذي يحسب الزمان على وفق إيقاع خاص لا تدركه الآلات ولا روزنامات القرون الجديدة ولا يمكن لسواه أن يلاحق نبض الزمان الخفي..
تقيس حياة الأيام بما يتراكم على عتبات بيتها من غشاوة الأحزان التي تتصدى لها وتكنسها مع ما يتساقط من ورق الشجر الذاوي...
كان يقول لها: كل شيء يحدث بالتناقل..
ـ كيف؟
ـ إذا تعرضت لكارثة أو تسببت أحداث معينة في تدمير معنى الحياة لديك، فاعلمي أن هناك أناساً في الجانب الآخر من العالم قد نالوا رفاهاً أو حظوا بثروة على أنقاض ما فقدت..
ـ أكاد لا أفهم.. ما معنى كل هذا؟
التعليقات (0)