معمعة فكرية وإعلامية وأخرى سياسية!!
علي بطيح العمري
قامت هيئة كبار العلماء بإصدار فتوى حول عمل المرأة كاشيرة وهذا داخل ضمن عملها وهي المخولة بإصدار الفتاوى .. لم يتعامل معها الناس على أن الهيئة جهة اختصاص من حقها إبداء رأيها حيال أي قضية .. ولم يتعامل الإعلام مع الفتوى على أنها رأي وكل يدلي برأيه .. بل عوملت هذه الهيئة بألفاظ نابية نشرتها الصحف الرسمية التي تدعي أنها لا تنشر الألفاظ الخادشة خذ مثلا هذه العناوين:
"العلماء يمارس عليهم ضغوط".. "تم استدراج العلماء بهذه الفتوى"، "تسلط الفتاوى المتشددة"، "وقعت اللجنة في الحبائل" .. "وعلى العلماء ألا يكونوا ضحية التزييف"،"نطالب الآن بتصويب هذه الفتوى والرجوع عنها " "الفتوى نابعة من موقف تقليدي من المرأة"، "هذه الفتوى بصراحة في منتهى الضعف؛ فهي تفتقر إلى التأصيل الشرعي، وتنتصر للعادات والتقاليد.. "إذا قاس الناس على هذه الفتوى فكل العاملات في وظائف الاستقبال في المستشفيات والمراكز الصحية مُذْنِبَات".
اليوم نعيش "معمعة" فكرية وإعلامية .. فإذا لم نحترم الرأي الآخر ولم نحترم هؤلاء العلماء إن لم يكن لعلمهم فلسنهم فأي حرية ينادى بها؟ وأي رأي آخر يراد للناس أن يصغوا إليه.
العقلاء هم من يستفيد من دروس هذه المعمعة التي يروجها الإعلام اليوم وللأسف ويتبين لهم أن مصطلحات الحرية والرأي هي ما كان على شاكلة "من لم يكن معي فهو ضدي".
في عالم الكرة أسوأ الأشياء أن يكون المعلق الرياضي وكذا الحكم منحازاً إلى فريق ضد آخر إذ يحسن بالمعلق أن يكون متوازناً ومحايداً .. وكذا الوزير أو الأمير أو المسؤول يفترض فيه أن يكون مظلة للجميع لا أن ينحاز لفئة دون أخرى فإذا أغلقت مخيماً أو مركزاً يفترض أن تبادر إلى إقفال المهرجانات الغنائية .. ومن لم يسلك مسلك "المحايدة" حتماً ستجل في تاريخه سوابق لا قبل للعالم وللناس بها!!
تقول صاحبة المعالي إنها ترجو أن ترى من فتيات اليوم من يتربع على عرش وزارة !! من حق المرأة أن تحلم لكن القضية ليس قضية وزير أو وزيرة القضية قضية من يقوم بحمل الأمانة وينفذ القرارات التي للأسف أن بعض الوزارات تتلكأ في تنفيذ وتطبيق الأنظمة فخرجت علينا اجتهادات وتصريحات خاطئة كانت سبباً في الاحتراب الاجتماعي بين مؤيد ومعارض وحجة المعارض أن الأنظمة تمنع ، يقابله السكوت المريب للمؤيد حيال أي فكرة!!.. فإذا فشلت "الشنبات" فشلاً ذريعاً في الإدارة فهل تنجح "المساحيق" في وضع الأمور في مواضعها؟!!
على مدار أكثر من ستين سنة والعرب يطاردون "السلام" طمعاً ورهباً ، رغم أن كل الدلائل تشير إلى أن "إسرائيل" ذبحت حمامة السلام ودفنتها!!
فيا أيها العرب ارجعوا إلى قرآنكم فهو خير شاهد على تشخيص وفضح المكونات الشخصية للقوم ، لكن القوم يمعمعون ولا زالوا يعيشون المعمعة حتى تعمعمعوا ومعمعوا كل الأجيال حتى قاربت إسرائيل على ابتلاع محبوبتنا فلسطين.
أخيراً ..
آمل أن لا أكون قد أثقلت عليكم بهذه "المعمعات" الفكرية والإعلامية والإدارية ولا أنسى الأخرى السياسية ، وكل عام ونحن إلى الله أقرب ، ومن العايدين "قبل الزحمة" على رأي التعبير المحلي.
ولكم تحياااااتي.
للتواصل
alomary2008@hotmail.com
مغرب الجمعة 6/12/1431
التعليقات (0)