معلمي
أحيانا و عندما أبقي لنفسي ... أتذكر أشياء عديدة في طفولتي ... مثلا أذكر مدرستي ، و أصدقائي ، و مديرنا البشوش ، و أكثر ما اذكره معلمي "عبد الحميد" ...لا أكاد اصدق أنه ابتسم لي خصيصا ذات صباح بارد ... لكم شعرت بالدفء وقتها ... كنت اقضي الساعات و أنا أفكر كيف يتحدث مع غيرنا نحن الصغار؟ ...... كيف ينام ، هل مغمض العينين مثلنا ؟....هل يصرخ؟ ... هل يأكل ؟...هل ... و هل ....و هل.....؟؟؟؟؟؟؟
لحد اليوم مازلت أذكر دموعي الغزيرة التي سقطت لحظة كنت أرقبه و هو مقبل على صفنا بمئزره الناصع و خطواته الثابتة ... كان الجو ممطرا ، و كان فناء المدرسة مبللا ... انزلق معلمي و سقط ....كل قلوبنا سقطت معه ... هل يعقل .... هل يسقط المعلم ؟ ....هل يسقط ؟؟؟..
بكيت كثيرا يومها ، و مازلت احتفظ ببعض الدموع كلما تذكرت الحادثة .... و لطالما بعد هذا تساءلت لماذا هذا الرسم الخرافي لمعلمي .... و لماذا نحن اليوم لا نُشَكّلُ في ذهن تلاميذنا و طلابنا كأبطال خرافيين .........
مازال معلمي " عبد الحميد" حيا يزاول مهنته بصعوبة السنين المتعاقبة عليه ....و لكن ذاكرة أطفالنا ماتت ... أكيد ما عادت ترسمه بتلك الألوان النادرة ، و تلك الخرافة الموغلة في الصفاء و البراءة .
تحية إليه ... و لذاكرتي الصغيرة التي كانت جميلة .
أنا
تحية لكل معلم في عيده العالمي هذا .
التعليقات (0)