مَرَّ أسبوعان ..
وأنا هنا بداخلِ مِعطفي القديم ..
لَبِسْتُهُ مُضطرّاً ..
واستقبَلني راضِياً مُشتاقاً ..
وراحَ زَمانْ ..
كانَ لي فيهِ مِعْطَفانْ ..
غيرَ ذلكَ القديم ..
لكنّهُ مِنْ حُبِّهِ ..
أَحبَّ الانتظار ..
بِداخلِ الدُّولابْ ..
يُخالِطُ الأصحابْ ..
يمكثونَ فَترةً ويذهبون ..
يتركونَهُ وحيداً ويُسرِعون ..
يدَاهُ تَرجُفانْ ..
ولَوْنُهُ مِنْ كَثْرَةِ الغُبارِ باهِتٌ ..
والحُزْنُ في عينيهِ بَانْ ..
هذا .. لهُ عامانْ ..
وجُئْتُهُ فَضَمَّني ..
ولَمَّني وعَمَّني ..
كأنَّهُ إنسانْ ..
ومَرَّ أُسبوعانْ ..
وأنا هُنا بِداخلِ مِعْطَفي القديم ..
أَحْمِلُهُ بِراحَتي ..
أوْ يَكتفي بِساعدي ..
في كُلَّ وَقْت ..
لكنَّهُ كأَدْمُعي ..
يَحْتارُ في المَساءْ ..
يَهُدُّهُ التَّعَب ..
فيَسْتَريحُ فوقَ مِسمارِ الجِدارْ ..
ينتظرُ الأذانْ ..
ليبدأَ المِشوارْ ..
مِنْ أَوَّلِ النّهارْ ..
أَجِدُني .. أَقول:
أَمَرَّ أُسبوعانْ؟
وأَنا هُنا بِداخلِ مِعْطَفي القديم ..
أنتظرْ المَزادْ؟
لكنّني إنسانْ ..
يَسْجُنُني الحَنانْ ..
بمَعطَفي القديم ..
التعليقات (0)