معضلة الادراك
العربي لجوهر البناء القومي الحديث
بقلم : ناصر دمج
اقتبس اسلوب التغير السريع والديناميكي في بناء وهدم النظم السياسيه للدول على اختلاف انواعها في العصر الحديث ،عن منهاج التغيير الروسي (البروسترايكا أي اعادة البناء والتكوين والفلاسفوس الانفتاح والمكاشفة والمصارحة ) الذي ادخله الى حيز الوجود الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف ، وفي ضوء ذلك حدث ما حدث في أوروبا الشرقية كامتداد موضوعي لتفكك الاتحاد السوفياتي .
ولربما ان التغيير ذهب الى ما هو أبعد من ذلك بعد أن لجأت دول بكاملها من شرق أوروبا إلى غربها الرأسمالي كالمجر وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الغربية وبولندا بعد أن تمكن مواطنوها من الاطاحة بحكامهم، بمعنى أن تغيير عظيم قد تم واكتمل بموجب عوامل دفع وانضاج متعددة في تلك الرقعة من العالم ( أوروبا الشرقية ) لتنتقل هذه العدوى الى العديد من الدول كتشيلي ونيكاراغوا وجنوب أفريقيا وتيمور الشرقيه وغيرهما ، مما ادى الى نشوء تحول كيفي واسع لطبيعة وأشكال وتراكيب التكتلات والتجمعات الاقليمية والدولية وتأثرت العلاقات القديمة بين دول الشمال والجنوب والشرق والغرب واخذت لنفسها اشكال جديدة ، بعد ان اختفى عن ساحة الصراع العالمي العدو التقليدي للراسمالية ، وزج بالاسلام بدل منه في هذه المواجهة مع الغرب الراسمالي فمضت الى الفراغ دول عديده وحل مكانها دول جديده وهي التي ورثت الاتحاد السوفياتي السابق واعيد انتاج علاقات العالم برمته مع بعضه البعض باستثناء العالم العربي ، الى ذلك تلاشى دور واهمية منظمات عالمية واقليميه كبرى مثل الامم المتحدة التي حل مكانها مجلس الامن ومنظمة دول عدم الانحيار ومنظمة المؤتمر الاسلامي وعموم منظمات دول الجنوب بوجه عام .
ولعل ما يلفت النظر اثناء التدقيق في جوهر الدوافع المسببه للتغيير في الدول التي حصل على أراضيها هو بروز العامل القومي كقوة دفع في تبرير التحول وتثبيته كحتمية تاريخية ، فلم يخطر على بال حكام اليمنين والكوريتين فتح حوار من أجل وحدة بلديهما الا بعد أن لاحظا ما لاحظاه في اوروبا وخاصة في الالمانيتين فنجحت المساعي في الاولى بالقوة وما زالت الثانية تسعى إلى توحيد وفديهما بوفد واحد لدى منظمة الامم المتحد اذا لعل العامل القومي الذي تم استغلاله بمكر كبير من قبل الدول الراسمالية وتغذية صراع الاثنيات شكل السبب الرئيس لهذه التحولات الكبرى في اكثر من قارة في العالم ، ومن دون شك ان كافة هذه المتغيرات تخدم بالضرورة المصالح الاستراتيجيه العليا للدول الراسمالية ، التي ستضطر لاحقا الى العودة لطرق الغزو العسكري المباشر لانجاز ما استعصى تنفيذ بواسطة المؤامرة عن بعد كما حدث في العراق والصومال ، لدرجة ان انطباعا قد تولد لدى العديد من المراقبين اتجاه ما حدث منذ بداية تسعينيات القرن العشرين وحتى نهايته بانه توطئه لحرب عالمية ثالثة لان ما كان سببا في تفجير الحرب العالمية الثانية هي ذات المعضلة..القومية.
أما هذا الصعود بعد نصف قرن من الهبوط الغابر لذات المسألة، فانه جاء تماما كفعل معاكس لحركة التاريخ الحديث للعالم ، وهذا بحد ذاته من صلب الفرضيات الحركية لاحداث التاريخ، اثناء تكراره لاحداثه وفقا لكارل ماركس ، وفي خلاصة هذا التفاعل اتضح بأن ما حدث هو حرب فعلية ولكنها على نتائج الحرب العالمية الثانيه التي كرست الاتحاد السوفياتي كقوة عظمى على مستوى العالم نصفها شرقي والاخر غربي ، انها حرب اعادة بناء القوميات التي حاربتها الشيوعيه بضراوة بالغة خلال النصف الاول من القرن العشرين ، اي انها اعادة مبررة لصهر القوميات واعادة تركيبها وفقا لارادة المنتصر في الحرب الباردة ، فما حدث تقريبا بل اكيدا هو قضاء على نتائج وتبعات الحرب العالمية الثانية التي قدمت للبشرية نظاما دوليا قائما على التقاسم القسرى بعد التقسيم الاكثر قصرية لمناطق ودول الشمال والجنوب بما في ذلك الوطن العربي ، الذي ما زال بمنأى عن اكمال حالة الادراك الفعلية كضرورية استهلاليه للمشاركة بفاعلية في لعبة الامم الكونيه .
على النقيض تماما مما حدث للاوروبين الذين استجابوا لنداء التاريخ وعملوا بشكل بناء لانجاز حلمهم في انتشال بلدانهم من قبضة الوحش النازي وبراثين الهيمنة الامريكيه، ولم يكن لذلك ان يحدث اكتمال عناصر الادراك الذاتية والموضوعة لعملية التغيير القائمة على:-
أولا/توفر اللبنات الاساسية للتطور والعمل الايجابي المشترك والناجح.
ثانيا/الاصرار على اعادة الصورة الذاتية لبلادهم الى اطارها التاريخي.
ثالثا/تنفيذ قناعاتهم على شكل قرارات عنيدة لاعادة بناء قومياتهم على حد السيف كاداه مناسبة وناجعة لانجاز التحولات التاريخية .
اذا من الواضح بان قانون ما يحكم مثل هذه الاعمال البنائية في حياة القوميات التي يحتاجها العرب وينشدونهافي دساتيرهم وبرامجهم وخطاباتهم. ولكن وفي معرض توضيح العلة الرئيسية في الادراك العربي لجوهر البناء القومي الحديث يبدو واضحا بان ميكانزمات التطور والتغير الفردي والمشترك للوطن العربي قد ربط مؤثرها الايجابي بصورة طردية مع ميكانزمات التطور للغرب الاوروبي والامريكي، فلن يستقيم للعرب أي امر طالما بقيت خيرات العرب هي مصدر رخاء ورفاهية الغرب بوجه عام .
فالعرب عبر انظمتهم المتعددة يعملون بمنهج عمل واحد قائم على دعم الاقتصاد الاوروبي والامريكي لكي يتمكن هذا الاقتصاد من دعم الانظمة العربية في البلاد العربية عبر انخراطهم ببرامج مؤسسات الاقتصاد الرأسمالي الكبرى وتخزين الاموال في البنوك الغربية ، وربط مشروعات التنمية في الداخل العربي بقروض ومنح المؤسسات الراسمالية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وذلك بعد ان تتعهد الدول المقترضة بانتهاج سياسة البنك المقرض وهي المعدة بشكل مسبق بما يخدم القضاء على أي امكانية للتفوق العربي على اسرائيل في أي مجال من المجالات ، الامر الذي ساهم في تردي مشروعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في العالم العربي لابل ووقوع الانظمة العربية في شرك الديون التي لايمكن الفكاك منها باي حال من الاحوال بسبب مربط حديدي قيد هذه الانظمة من الجهات الاربعة الى ما لانهاية :-
1- حجم القروض " الديون " .
2- نسبة فوائد القروض .
3- شروط المساعدات المباشرة .
4- شحنات ألاسلحة المشروطه..
فتضاعفت اعباء الديون العربية لدرجة ان كافة برامج التنمية المحلية مصممة في حديها الاقصى MINIMALST والادنىMAXIMALIST لتسديد الديون وفوائد الديون الامر الذي حول هذه الحكومات الى حكومات مكبلة عاجزة عن تقديم اي شئ يذكر لشعوبها على كافة المستويات وفي مقدمتها التنمية الاجتماعية المستدامة ، والبحث العلمي ، والنمو الاقتصادي ، واخيرا الفتح العسكري ، حيث وصلت نسبة الديون العربية خلال العقد الاخير من القرن العشرين الى مستوى مرعب وخطير وفقا للجدول التالي:-
جــــدول ديـــون الدول العربيـــــة
الدولة رقم المديونية الــــــدول الـــدائنة
جمهورية مصر 100 مليار أمـــريكا فرنسا/بريطانيا
السودان 110 مليار أمـــريكا فرنسا/بريطانيا
ليبيا 20مليار روســـيا - -
تونس 20مليار روســـيا - -
الجزائر 20مليار روســـيا - -
الامارات/قطر 20مليار أمـــريكا فرنسا/بريطانيا
السعودية/البحرين 25مليار أمـــريكا فرنسا/بريطانيا
الاردن 15مليار أمـــريكا فرنسا/بريطانيا
اليمن 19مليار - - -
عمان 18مليار أمـــريكا فرنسا/بريطانيا
موريتانيا 22مليار - - -
الصومال 27مليار - - -
جيبوتي 18مليار - - -
المملكة المغربية 32مليار أمـــريكا فرنسا/بريطانيا
الجمهورية اللبنانية 60مليار أمـــريكا فرنسا/الكويت
الجمهورية العراقية " قبل الاحتلال " 200مليار بريطانيا/فرنسا/السعودية
الجمهورية السورية 100مليار روسيا/فرنسا
على الرغم من ان معظم الدول العربية المدينة تعد من اكثر دول العالم المنتجة والمصدرة للعديد من السلع الضرورية وفي مقدمتها البترول ،كجمهورية العراق والمملكة العربية السعوديه ودولة الامارات ومملكة البحرين والجزائر وليبيا ،ولكن بسبب سوء الادارة والتفريط الحكومي من قبل رؤساء وحكومات تلك الدول ولعل الجدول التالي يوضح نصيب الدول العربية في امتلاك البترول.
امدادات النفط في العالم
تمتلك المملكة العربية السعودية اكبر احتياط نفطي مثبت في العالم وتعتبر اكبر مصدر للنفط في الغالم بينما يعد الاتحاد السوفياتي اكبر منتج للنفط في العالم ولكن معظم انتاجه يخصص للاستهلاك المحلي.
الاحتياطات النفطية الانتاج التصدير
بليون برميل/كانون الاول 1990. مليون برميل/ يومياً تموز (يوليو) 1990 مليون برميل/ يومياً كانون الاول 1989
السعودية 225,0 الاتحادالسوفياتي 11,8 غرب افريقيا 2,15 م
العراق "قبل الاحتلال" 100,0 امريكا 7,1 روسيا 1,73 م
الامارات 98,1 السعودية 5,3 اوروباالشرقية 1,73 م
الكويت 94,5 العراق 3,4 الصين 1,73 م
ايران 92,9 ايران 3,0 الشرق الاوسط 11,68 م
فنزويلا 58,5 المكسيك 2,5 الولايات المتحدة 132الف
الاتحاد السوفيتي 56,4 الامارات 2,0
المكسيك 34,1 فنزويلا 2,0
امريكا 24,1 الكويت 1,7
الصين 24,0 نيجيريا 1,7
ليبيا 22,8 بريطانيا 1,7 المصدر:بتروليوم انتليجنس ويكلي.
على الرغم من ادراك العرب لدور الغرب في تمزيق جوهر بنائهم السليم، فانهم ما زالوا يولون كل اهتمامهم لدعم الاقتصاد الامريكي اكثر ما يولون برامجهم وخططهم التنموية في الداخل العربي .
ان هذا المسلك هو جزء من الدور الوظيفي للانظمة العربية ، المقرون بتعهدات الحماية له ولوجوده من الغرب الراسمالي فثمة ابدية لهذا الدور في مسلكية الانظمة السياسية والاقتصادية وحتى التنموية ، فهي لن تتمكن من احداث أي تغيير في هذا المنهج ، انما التغيير المامول والذي تحتاجه الشعوب لاسترداد ثرواتها يتمثل بالخلاص من هذه الانظمة وتعهداتها وارتباطاتها السياسية والعسكرية المتعدده ، دون ذلك فان الامور ستبقى على ما هي عليه والشعوب وحدها ستتلقى المردوده الاستراتيجي المدمر للثروات ، لا بل عاملا هداما لاية امكانية لبناء نظام قومي عربي حر ، طالما انه لم يتم الاحتكام الى منهاج اكثر جذرية وشمولية وهذا بحد ذاته بحاجة الى قوة منفذة قادرة على مواجهة كافة العقبات والتحديات ، وهنا سيتم التعرف على وجه اخر لمعضلة عدم تمكن النظام العربي من بلورة نظام سياسي واقتصادي وعسكري مشترك ، وتتجلى المعضلة في غياب القدرة العربية الرسميه على الحسم بين متطلبات النظام الغربي الذي يستنزف ثروات الامة ، ومتطلبات هذه الامة في استرداد ثرواتها وتوظيفها في التنمية التنمية والتحرر والانعتاق .
في تقدير القوة العربية المحتملة
تبدو امكانية مغادرة العرب لمربع العجز الذي دخلوه قبل ماية عام ممكنه ، لان هذا الامر كان وما زال مقترن بالارادة والامكانيات التي تعززها ، حيث سيلاقي هذا الثنائي الانتصار في طريقه ، ولان قوة الدول والشعوب ايضا هي مسالة نسبية وليست كليه مطلقة ، حيث اننا لم نتعرف من خلال قرائتنا للتاريخ على دولة او قوة بشرية ما استاثرت بحكم العالم طيلة الوقت ، حتى في ذروة سيطرة اعتى القوى والامبراطوريات على مساحات متفاوته من هذا الكوكب ، كان هناك قوى اخرى تتهيا دوما للحد من نفوذ هذه الامبراطورية او تلك او القضاء على نفوذها نهائيا ، ولعل سبب ذلك هو القوة النسبية المتناضرة بين القوى المتصارعة في التاريخ على الدوام أي ان الوزن النسبي للدول والقوى الثورية ايضا هو امر قابل للضمور او التطور وهذا مقرون بالارادة السياسية لدى تلك القوى او الدول كما اسلفنا ، أي انك ستجد دائما قوي تصعد واخرى تزول ولعل دليلنا الى ذلك هو نموذج فيناك اركوف لتحديد القوة النسبية لاضلاع المثلث الاستراتيجي للدول العظمى وهي الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفياتي والصين الشعبية وهما مرتبتان على اضلاع المثلث من A - C ويساوي وبالتدرج نزولاً من 1-2-3 أي ان هناك فروق نوعية بين اضلاع المثلث اعطت افضلية للرقم 1 عن 3 ، ولكن هناك فرصة امام دول اخرى لتحل محل واحدة من هذه الدول مستقبلا وهو ما حصل بين الصين الشعبية والمملكة المتحدة حيث تمكنت الصين مع بداية الالفية الجديدة ان تحتل مكان المملكة المتحدة بسبب ضمور عوامل القوة النسبية لدى الاخيرة وازدهارها لدى الصين الشعبية ، امام ذلك يصبح من الممكن من الناحية العقلية ان تحل واحدة من الدول العربية او اكثر مكان ايا من الدول الثلاث المشكلة لاضلاع المثلث الاستراتيجي او تنافس واحدة من الدول الثلاث التالية والمرشحة لتكون احد اضلاع هذا المثلث وهما فرنسا وبريطانيا مرة اخرى واسرائيل .
يعني ذلك بان التاريخ لا يمنع احد من تبوء المكان الافضل من بين مواقعه ، لكنه ايضا لا يقدم أي مساعده للمتقاعسين ، لكن الطريق الى المجد مفتوح على اقصى اتساع امام المغامرين والفاتحين الذين يحاولون الامساك بالشمس ، اي ان الطريق مفتوحة امام العرب للانتقال من كونهم كم كبير الى كم نوعي فاعل قادر على بلورة نفسه بالاتجاه المطلوب والملائم مع كون الامة العربية ذات حضارة ومواقع جغرافيه استراتيجية هامة في هذه الدنيا ، وهذه عناصر غنية تساعد في انضاج مساعي الانتقال الكيفي واذا اردنا في هذا المقام البحث عن قدرة القوة العربية الراهنة والمسقبليه فان هدفنا من ذلك هو الاجابة على السؤال المحوري هنا وهو هل بإمكان العرب ان يتحولوا من كم مبعثر وكبير الى كم نوعي متين ؟ واطلاق العنان للاستنتاجات المنطقية في تأكيد أو نفي هذه الامكانية وصولا الى مزاحمة واحدة من الدول المشكلة لاضلاع المثلث الاسترتيجي او مثلث الظل الاحتياطي الذي يليه .
لعل اسرائيل هي الدولة الأخيرة في سداسي النموذج الكوني للقوة الاستراتيجيه مما يجعل من منافستها واجب وفرض عين على كافة العرب ، وما اكثر طرق المنافسة التي تبدا من صناعة لعب الاطفال مرورا بالتصنيع الزراعي والعسكري والبحث العلمي وصولا الى التوازن والتفوق العسكري ، عندها يمكن للعرب تجاوز خطوط العجز والاعاقة كافة وشق دربهم كقوة لا يستهان بها على طول الشاطئ الشرقي والجنوبي للبحر الابيض المتوسط وجانبي البحر الاحمر وشمال المحيط الهندي اي السيطرة من جديد على قلب العالم القديم.
ولان انتقال الدول من حالة الضعف هي عملية انتقال حضارية شاملة على كافة الصعد ، فان الدول العربية بحاجة لادخال تحسينات جوهرية في الداخل العربي ويتمثل ذلك في اطلاق الحريات الديمقراطية ورفع مستوى الاهتمام بحقوق الانسان وخصصة الاقتصاد وتشجيع الاستثمار وتهيئة مناخات فعلية لمجتمع مدني فعال بما يكفل دورا بناء له في النهضة الشاملة التي تنشدها الامة ، ومن الجدير ذكره بان هذه الاهداف لن تتحقق في ظل النظام السياسي العربي الراهن بدون ضغط المجتمع المدني والاحزاب السياسية بشكل فعال .
ان الاشارات الحداثية المنبعثة من الخليج العربي في المضمار التجاري وسوق العقارات ومزاحمة امارة دبي من خلال شركاتها العملاقة لكبريات الشركات الغربية في غير مجال ومجال امر يبعث على الفرح الحقيقي ، لكن الاستغلال الامثل لعائدات النفط والغاز العربيين فيما لو وظفت تجاه البرامج والخطط التي تضمن للامة مستقبلا زاهرا فان ذلك سيكون ذي جدوى اكبر وانجع ، علما ان الاهتمام بالعمران هو امر حضاري وفي منتهى الاهمية لكنه سيكون مظهرا بلا مضمون اذا لم يقترن ذلك بخطط يعتد بها لتحقيق النهضة الشامله ، وفي صلب هذه الخطط تطوير البحث العلمي وانشاء محطات الطاقة الذرية ، وتطوير الجيوش وصولا الى التوازن الاستراتيجي مع العدو الاسرائيلي ، كما كان عليه الحال مع الجمهورية العراقية قبل سقوط نظام صدام حسين حيث انفقت خلال السنوات الوقعة بين 1980م- 1990م اكثر من 48 مليار دولار لاغراض البحث العلمي والتطوير النوعي ، لكن هذا المشروع منى بانتكاسة مع احتلال صدام حسين للكويت في اغسطس 1990م ، وفي هذا الاطار حاولت مجموعة اخرى من الدول العربية حذو العراق وخاصة في مضمار المنشأت النووية.
جدول منشآت الطاقة النووية العاملة والمستقبلة في الوطن العربي
الدولة نمط المفاعل الطاقة الاجمالية ميجا واط ك مبرمجة عاملة الوضع الراهن السنة المنشأ الموقع
تونس - 50 قيد التخطيط 1980 - قابس
الجزائر تطويع مكثف لتغطية المفاعلات ، قاصرة على بناء مفاعلاتها الخاصة
السعودية بحث لا توجد مفاعلات كبيرة قبل عام 2000 6 قيد البحث 1977 فرنسا الظهران
العراق بحث اوزوريس مفاعل سريع التولد
70
600 عاملة
قيد التخطيط
قيد الانفاق
قيد الانفاق
قيد التنفيذ 1968
1980
1975
1975 الاتحاد السوفياتي
فرنسا
فرنسا
فرنسا ؟
-
-
-
الكويت بحث
50
3600 قيد التخطيط
قيد التخطيط -
2000 -
المملكة المتحدة وآخرون -
-
الجماهيرية العربية الليبية مفاعل ماء ثقيل 550
660 قيد الاتفاق
قيد الاتفاق
قيد الاتفاق
قيد التنفيذ -
- الااتحاد السوفياتي
فرنسا
-
-
مصر بحث
مفاعل ماء خفبف
مفاعل ماء خفبف
مفاعل ماء خفبف
مفاعل ماء خفبف
مفاعل ماء خفبف
مفاعلات ماء ثقيل وماء خفيف
مفاعلات ماء ثقيل وماء خفيف
مفاعلات ماء ثقيل وماء خفيف
مفاعلات ماء ثقيل وماء خفيف
2
2
600
600
600
600
600
600
1000
1000
1000 عاملة
اعلن معها
قيد التخطيط
قيد التخطيط
قيد التخطيط
قيد التخطيط
قيد التخطيط
قيد التخطيط
قيد التخطيط
قيد التخطيط
قيد التخطيط
1961
1980
1983
1985
1989
1990
1991
1993
1995
1997
1999 الاتحاد الوفسيتي
الاتحاد السوفيتي
الولايات المتحدة الامريكية سيدي كرير"
-
-
-
-
-
-
-
- انشاص
انشاص
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
المجموع 6605 2000
الخلاصة:
ثمة مخرج اذا من حالة الهوان العربي وهو خلع رداء التبعية والولاء للغربي المستعمر ناهب خيرات الامة ، وهذا الطريق مفتوح اولا امام الانظمة المطالبة برفع مستوى الحريات لشعوبها واطلاق حياة مدنية فعالة بلا قيود ، ستساهم في اثراء الحراك الاجتماعي والثقافي المؤدي الى بعث طاقات الشباب والطلاب والعلماء والمفكرين داخل الوطن ، اما الطريق الثاني فانه مفتوح امام الجماهير وقوامه خلع الانظمة من مكانها واقامة انظمة حكم وطنية منحازة لمصالح بلادها فقط لا غير ، الامر الذي سيكفل اولا حل الخلافات العربية العربية وفتح مجالات التعاون بين العرب بشكل بناء ، وسيساهم في التغلب على معضلة الفشل في البناء القومي الحديث للوطن العربي .
ــــــــــــ
1- الدكتورة درية شفيق بسيوني (المثلث الاستراتيجي وتوزنات القوى في الثمانينات) السياسة الدولية العدد 101 يوليو1990.
2- الدكتور عبد المنعم سعيد واللواء طلعت احمد مسلم – خبيراً ورئيسا وحدة العلاقات الدولية بمركز الدراسات الاستراتيجية بالاهرام السياسة الدولية العدد المؤي ص6 ابريل 1990.
3- نفس المصدر ص53.
4- خالد عزمي (العراق واسرائيل- نحو الردع المتبادل) السياسة الدولية العدد 101، ص 236 يوليو 1960.
التعليقات (0)