معضلة اجازة الاجتهاد
------------------------رعد السيد
" إن الطريقة التقليدية المتعارف عليها في أوساط الحوزات العلمية هي منح إجازة الاجتهاد لطلاب العلوم الإسلامية بعد بلوغهم القمة العالیة في الفقه و الأصول وهذه الشهادة العلمية تعتبر من أعلى الشهادات التي تمنح في الحوزات العلمیة " ولكن ماذا لو لم يجاز هذا المرجع من استاذه ؟؟ هل يقفل الباب ويتكئ ؟؟ هل يستجدي مثلا شهادة ؟ هل يرشى هذا وذاك لإجازته ؟ ام هل يزور خلسة لتغرير بالبسطاء والجاهلين ؟ وهل الاجازة باب لعلمية المجتهد ؟ وهل المجتهد لا يعلم انه مجتهد الا ان يجاز ؟
لذا نجد في النقاشات والمجادلات توجه اصابع الاقصاء والتهميش للسيد الصرخي وخصوصا على اجتهاده واعلميته بحجة انتفاء من اجاز له بالاجتهاد ؟؟ فلا يجوز ولا يحق ولا يمكن للسيد الصرخي ان يدعي الاجتهاد مطلقا !!
وانا في حقيقة الامر لا اعلم كيفية الاجازة ؟ هل مثلا يفتح المجيز الجمجمة ويرى الملكة لدى هذا المجتهد الجديد ؟ ام ان هناك زر يضيء بلون معين كي يكون دال على الاجتهاد حتى يجيزه ؟ ام يكون على طريقة زكريا (عليه السلام) انه لا يكلم الناس ثلاث ليال سويا ؟؟ اذن كيف يجاز المجتهد بالاجتهاد ؟؟
ثم متى كان الاجتهاد متوقف على اجازة الغير ؟ فهل الاجازة باب لالتصاق العلم بالذهن وبالتالي تتكون الملكة ؟
كل هذه الاسئلة وغيرها لا محل لها من الاعراب ، فالمجتهد يثبت اجتهاده واعلميته من خلال آثاره العلمية الاصولية والفقهية وهذه الاثار سواء كانت مطبوعة او مسموعة وبالتالي يمكن للمجيز ان يقيم تلك الاثار ويجيزه بالاجتهاد لو تنزلنا بتمامية اجازة الاجتهاد .
وهكذا تتلاطم الشبهات على السيد الصرخي بتهم وافتراءات فارغة من المحتوى العلمي والاخلاقي ، والكثير من الناس لا يقلدونه بحجة عدم حصوله على اجازة الاجتهاد .
ولو تنزلنا وقبلنا بضرورة اجازة الاجتهاد فالسيد الصرخي يمتلك تلك الاجازة من السيد محمد الصدر – قدس سره – عندما قدم له السيد كتابي [مبحث الضد ، حالات خاصة للأمر] وكتب السيد الصدر كمقدمة ( قد استقرأت في الجملة بعض مطالب هذا البحث الجليل الذي تفضل به هذا السيد الجليل دام عزه فوجدته وافيا بالمقصود مسيطرا على المطلوب مع الاخذ بنظر الاعتبار ما ذكره دام عزه في مقدمته اسأل الله حسن التوفيق له ولنا ولجميع المؤمنين ) مع الآخذ بنظر الاعتبار أن الكتاب فيه العديد من التعليقات التي لم يردّها السيد الصدر (قدس سره) وأمر السيد الحسني بتثبيتها كدليل على علميّته وأعلميّته على الآخرين.
وهكذا تستمر معاناة المراجع الاعلام في تثبيت اجتهادهم واعلميتهم حيث بواجهون بحجج واهية اما شهادة اهل الخبرة او اجازة الاجتهاد وعندما نقدمها لا يؤخذ بها ولا نعرف السبب لكننا نفهمها من باب (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) .
التعليقات (0)