معسل سلوم !! مرحلة التوهان

عدت في اواخر التسعينات الى الرياض قادما من القاهرة التى تعرفت فيها على سم قاتل اسمه معسل السلوم ..الناس تذهب لبقاع الدنيا للعلوم وانا اذهب لأكتشاف السلوم !!

معسل مميت صناعته اكثر جرما من صناعه السجائر سرعان ما يحول الاسنان قلاع سوداء مهدمة وكأن غزوا للتتار قد لفاها واحرق ابراجها ..معسل رخيص يعلم الله وحده ما محتواه واشك ان شجرة التنباك تربطها علاقة به

عدت لأجد من دخلوا في نادى الشيشه قد تكاثروا بشكل يصعب تفسيرة ونظرية التفاحة الفاسدة لا تكفي للتبرير هذا الانتشار تطورت المقاهي فبدلا من ان تكون غرف شبة مظلمة يدخلها روادها وقد غطوا وجوههم اصبحت اشبه بالكباريهات من قوة الاضاءة وحسن الديكور ونوعية من يخدمك دمجت معها المطاعم بأنواعها وعرضت فيها القنوات ولكل مدخن تلفازه وجلسته فقط عليه ان يكون كالقطار القديم ويرهن صدره لهم لينعم بكل هذه المسليات ..

دخل ايضا للمجال جنسيات تعرف كيف تخرج الاموال ووجدوا في الرقابه المنعدمة فرصة فخلطوا المعسلات بنشارة الخشب واكثروا من مادة الجلسرين الطبي ورفعوا الاسعار لأعلى مستوى فلقد اكتشفوا انهم كل ما رفعوا السعر زاد الطلب على المعسل

سرنا مع التيار واصبحت المقاهي مقرنا وبيتنا الاول فلو حسبنا ساعات الجلوس سيتفوق المقهى على البيت وعلى العمل ومما ساعد في حالتى ان عملي كان بالانتاج وليس بحضور او انصراف فبمجرد ان انتج الهدف يحق لي ان انصرف وكان المقهى هو من يستقبلنى

المقهى في السعوديه وفي الرياض تحديد كان في تلك الفترة ملجأ الهاربين من العمل والزوجه ومن الحالة الاقتصاديه وحالنا كالمستجير من الرمضاء بالنار

بعد سنوات كبرنا على المقهى وايضا اغلاق المقاهي القريبة ونقل اغلبها لمسافات بعيده جعلنا ننتقل لمرحلة الشقق العزابية وفعلا تم واخترنا شقة قريبة من بيوتنا تحولت الى مقهى خاص ساهمت الشقة ان تكون عملية التدخين اكثر فلو قلنا ان اليوم 24 ساعة فلا ابالغ لو قلت اننا كنا ندخن 12 ساعة

في كل شقة ستجد ما هو اشبه بالصيدلية فالمدخن بحاجه الى بنادول او اسبرين وايضا بحاجه الى فيتامين c فوار وجيب مدمن الشيشه كذلك فأما فونلين او بنادول

ان العدو الذي نواجهه ليس مجرد انبوب نحاسي ولي مصنوع من القماش انه آفة مدعومة اسقطت الكثيرين وما زالت , الرجلة طويلة والمسألة ما زالت شد وجذب والرحلة ما زالت في اولها

غدا نلتقي