معركة الحق مع الباطل؟
يقول ربنا الكريم فى كتابه العزيز (كنتم خير أمة اخرجت للناس ،تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله) يقول رسول الكريم صلى الله عليه وسلم ان هذا الامر اي هذا الدين سينصر من طرف العجم ويقول كذلك "ويل للعرب من شر قد اقترب" ان الدين عند الله الأسلام منذ ان خلق الله البشر وإن أعضم أمة عرفها التاريخ البشري هي امة خاتم الأ نبياء وإمام المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا بشهادة القرأن والسنة فأمة سيدنا محمد أخر أمة الدنيا وهي اول أمة عند الله فى الدنيا وفى الأخرة والمسلم هو خير بشر وخير مخلوق يمشي على الأرض بنفس مؤمنة وأمة سيدنا محمد تكون خير امة حينما تتمسك بدينها وشرع نبيها ولما كانت متمسكة بدينها عاملة بشرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ملكت المشارق والمغارب وفتحت الدنيا بكلمة لاإله إلاالله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النصر معها وحليفها أينما توجهت الأنها ما كنت تريد من وراء ذلك مالا ولا جاها ولم تكون تريد استعمار بلا د الناس وإنما كانت تريد إنقاذ البشرية من الضلا ل إلى الهدى وكان هدفها الوحيد إخراج الناس من الكفر إلى الأيمان ومن الشرك إلى التوحيد الخالص الله لاشريك له وتحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وفى ضرف ثلا ثين سنة من الدعوة إلى الله كان الأسلام يطل على حدود الصين شرقا وعلى ارض الأ مازيغ غربا ورفع صوت الحق فى بلاد الأ مازيغ الأ حراروفى الهند ورفع المؤذن صوته فى افغنستان والبوسنة والشيشان بكلمة الله أكبرلاإله إلاالله محمد رسول الله وبعد ذلك دخل الناس فى دين الله أفواجا فى جزر أندونسيا بدون مواجهة وإنما تأثروا بأخلاق التجارالمسليمون الذين كانوا يزورون أندونسيا بقصد التجارة وفى نفس الوقت يدعون الناس إلى الله بالمعاملة الطيبة والأخلاق الفاضلة و استمرت الدعوة إلى الله حتى بلغ الأسلام إلى جميع القارات وتحقق كلام ووعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اخبر أن رسالة ستبلغ مابلغ الليل والنهار وسيبلغ الاسلام اقاصى الارض بعز عزيز او بذل ذليل وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى إن هو إلاوحي يوحى ثم متحنت هذه الأمة العظيمة فى بعض الفترات من تاريخها المجيد وابتليت بحكام منحرفين عن نهج السلف الصالح فكانوا يفسدون فى الأرض ولايصلحون وكانت الأمة تعيش محنتها حتى يرحمها الله بخليفة راشيد أو حاكم مؤمن مصلح فينقدها من محنتها ويعيد لها عزتها وكرامتها و وكان أعداؤها يغتنمون فرصة وجود الحاكمين بأمرهم فيستعملونهم لخدمة مصالحهم ,وبلوغ أهدافهم فا أعداء الأمة فى المشرق استغلوا أمثال هؤلاءالحاكمين فعادوا إلى فلسطين وإلى القدس الشريف بعدما حررها الفاروق عمرضي الله عنه فعاثوا فيها فسادا وبقي القدس اسيرا فى يد المستعمرما يزيد على تسعين سنة،حتى رحم الله امة الأسلام امة سيدنا محمد، بحاكم عادل وإمام صالح مصلح ; صلاح الدين الأيوبي الكردي رحمه الله وجزاه الله عن أمة سيدنا محمد ،فرد فلسطين إلى أصحابها الشرعيين الأصليين،وفى الغرب الأسلامي،ابتلى المسليمين فى الأندلس والمغرب الأ سلامي بأمراء السوء والفساد وملوك الطوائف فجزأو إسبانيا إداريا إلى 17 ولاية وهي
الأندلس وأراغوان و ستورياش وقشتالة ليون وقشتالة مانشة وقطلونية وإسترامدورة وجليقية ومرسية ونبارة وبلنسية ،فاستغل أعداؤها الفرصة ،فعادوا إلى الأ ندلس من جديد ولما أخذت الدول النصرانية تلتهم الدويلات الإسلامية ، استنجد الأندلسيون بلأمازيغ المسليمين فعبر إلى الأندلس أمير المسلمين يوسف بن تاشفين الأمازيغي المرابطي بجيش عظيم هزم به القوات النصرانية في معركة الزلاقة سنة 1086 م ، ثم ضم الأندلس إلى المغرب وقضى على ملوك الطوائف ، غير أن النصارى احتفظوا بالأراضي التي احتلوها ، مثل طليطلة الثغر الأوسط ، ولما ضعفت الدولة المرابطية أخذت الأندلس تتجزأ ثانية .
فاستنجد المسلمون بالموحدين الأمازيغ سنة 1145 م فأنجدهم بعد أن ضاعت مناطق أخرى في شرق الأندلس مثل سرقسطة .
وضعفت الدولة الموحدية وانهزم المسلمون انهزاما فادحا سنة 1212 م في معركة العقاب على يد القوات النصرانية ، وأصبح تدخل الدولة المغربية المرينية متواصلا لإنقاد ما تبقى من الأندلس ، لكن المرينيين لم يكونوا في قوة المرابطين والموحدين ، وأصبح المغاربة الأمازيغ يخوضون معارك دفاعية مع النصارى لأول مرة في التاريخ على أرض المغرب الأسلامي وسقطت مدن الإسلام الواحدة تلو الأخرى وكانت الفاجعة الكبرى بسقوط قرطبة سنة 1236 م و إشبيلية سنة 1248 م وكانت آخر عهد الأندلس لولا عبقرية محمد الغالب ابن الأحمر الذي استطاع أن يجمع الكلمة حوله في جبال الأندلس الجنوبية وبقيت الأندلس تشع بنورها في ذلك الجزء الصغير إلى سنة 1492 م واستنجد الأندلسيون بالمسلمين ، ولكن هذه المرة لم يكن هناك البطل الصنديد طارق بن زياد ولا يوسف بن تاشفين ولا صلاح الدين الأيوبي، بل بكى المسلمون في الشرق والغرب على الأندلس بكاء العاجز ، ونذبها الشعراء من أهلها ومن غيرهم إلى يومنا هذا كالشاعر الرندي صالح بن شريف المعروف بأبي البقاء الذي نظم قصيدة مطلعها :
لــكــــل شــيء إذا مــا تــم نـــقــصــــــان فــلا يــغـــر بــطــيــب العــيــش إنــســـان
إلى أن قال
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له هوى له أحد وانهد ثهلان
أصابها العين في الإسلام فارتأزت حتى خلت منه أقطار وبلدان
فاسأل بلنسية ما شأن مرسية و أين شاطبة أم أين جيان
و أين قرطبة دار العلوم فكم من عالم قد سما فيها له شن
و أين حمص وما تحويه من نزه ونهرها العذب فياض وملآن
قواعد كن أركان البلاد فما عسى البقاء إذا لم تبق أركان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف كما بكى لفراق الألف هيمان
على ديار من الإسلام خالية قد اقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المحاريب تبكي وهي جامدة حتى المنابر ترشي وهي عيدان فجزأو العالم الإسلامي كما تهوى نفوسهم مستهلكين لخيرات البلاد الإسلامية ومستغلين طاقاتها البشرية والمادية, وكان سبب ذلك فساد الأمراء فى الأرض الأندلس جوهرة الأسلام المفقوده ، وغدا يشتكي السلف الصالح بالخلف السيئ الذي ضيعوا الأمانة ، والويل لهم من حساب عسير يوم يقوم الناس لربي العالمين ،وفى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين للميلاد وقع انحراف في امة سيدنا محمد بسبب انحراف حكام الخلافة العثمانية فأصيب الأمة بالشتات والضياع ،فاغتنم الفرصة النصارا من جديد فدخلوا إلى بلاد المسليمين فى المشرق والمغرب ،وجزاوها إلى مستعمرات ووزعوها فيما بينهم وعاش المسليمين تحت نيران الأستعمارالقوات النصرانية حقبا من الزمن، ولما شعر المستعمر بيقضة المسليمين بدأ يفكر فى الخروج من بلاد المسليمين ، وقبل خروجه من المشرق الأ سلامي سلم ارض فلسطين لليهود أعداء الله والمرسلين ، وجزأو باقي بلاد المسليمين فى المشرق والمغرب إلى إمارات هزيلة، ودويلات ضعيفة ،وسلمها الحكام تربوا فى مدارس النصارى المستعمرين وشربو فى قلوبهم حب الكفر والضلا ل فسلموا لهم أرض الأسلام والمسليمين على شرط أن يحكموا بالطريقة التى ترضى المستعمر وأن يكون الحكم بالقنون الكافر وليس بشرع الله فقبلوا كل ذلك من أجل الجلوس على كرسي الحكم وإن كان ذلك سباب فى تدميرالأ مة فى دينها وأخلاقها وبعد الأستقلال المزعوم ،انقسم الحاكم المسليمون إلى قسمين طائفة منهم أعطت ولاء ها للشيوعين وطائفة أخرى أعطت ولاءها للغرب العلماني وعاش المسلمون المحنة ما بعدها محنة فى ظل الحاكم الشيوعين الأشتراكي والعلماني الرأسمالي وفي السنين الأخيرة رحمنا الله بصحوة إسلامية وهداية ربانية ، أيقضت الشباب المؤمن من سباته ونومه فبدأ يتحرك بدعوة إلى الله وينادي حكام المسليمين بالعودة إلى
الأ سلام الصحيح ،وتحكيم شرع الله ، بدل قونين الطواغيت ،وهنا بدأت المعركة من جديد بين معركة الحق والباطل معركة بين أهل الأمان وأهل الظلال ،فأيقضت الصحوة الربنية مضاجع الضالمين ومن ورائهم الصهيونية العالمية الحاقدة والمعركة الأن قائمة على أشدها بين أهل الحق المؤمنون الصادقين وأنصارالظالمين المنافقين ولالحاد وكل المسليمين المؤمن فى بلاد الدنيا مستعدون التضحية من أجل تحكيم شرع الله ،والعودة إلى الأسلام الصحيح وهوم فى أشد الحاجة إلى قيادة راشدة من العلماء العاملين المخلصين الصاديقين ، وإذا وجدت هذه القيادة فإن النصر فى النهاية سيكون اللمسليمين بإذن الله من أمة محمد بن عبد الله هذه الأمة العظيمة الخالدة إن شاء الله قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) قال رسول الله صلى الله عليه وصلم "لاتزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لايضرهم من خذلهم حتى ياتى أمرالله وهم كذلك".
بوجمعة بولحية.
التعليقات (0)