حكومة مصر أصبحت مثل أنبوبة معجون الأسنان ولكنها تحتوى في داخلها على معجون نتائج الثورة تضغط عليها جماهير الشعب يوم الثلاثاء لتحصل على كمية صغيرة من المعجون يوم الجمعه فيخرج منها بعض المعجون يوم الخميس...وقد فهم الثوار هذه التقنية منذ بدء الثورة فظلوا قابضين على الأنبوبة ووضعوا مؤخرتها الخلفية في ميدان التحرير وفمها في مبني مجلس الوزراء....ولكن المجلس العسكري يغلق الطريق أمام خروج المعجون إلا بكميات قليلة لكي يحافظ على بقاء الأنبوبة أطول فترة من الزمن حتى ينتهي مفعول النتائج أو مدة الصلاحية....هذا السباق بين الثوار الجادين في إخراج النتائج والمجلس العسكري الجاد في تعليق الأهداف الثورية إلا بالقدر المسموح لم يحقق مطالب الثوار ولم يحقق هدف المجلس العسكري في الإعاقة ...وربما يميل المجلس أحيانا لتخفيف الضغط ويمارس سلطته في سن القوانين المحبطة ليستطيع التأجيل بلا حرج... ويمارس بعض أساليب الحكومة السابقة في فتح مجالات السيطرة عبر الإعلان الدستوري وقانون الأحزاب ومجلس الشعب فحافظ في هذا الصدد على نسبة العمال والفلاحين الوهمية ورفع شرط تأسيس الأحزاب إلى 5 آلاف عضو بعد أن كان ألفا من الأعضاء...فأصبح تأسيس الحزب بالنسبة إلى الشباب شيئا مستحيلا عمليا...لن تجدي محاولات إعاقة الثورة... ولن يتوقف الثوار عن الضغط... ولم يتحقق لمجلس الوزراء حتى هذه الساعة قدرا حقيقيا من السلطة....وما زالت الثورة تحقق أهدافها ولكن كل شيئ له أوان ...لأن تتحقق الأهداف في أعوام خير من دفنها في عالم النسيان
التعليقات (0)