مواضيع اليوم

معجزات احياء الموتى في الاناجيل عرض ونقد

www.lik.ps لايك

2010-01-11 11:32:11

0

معجزات إحياء الموتى
معجزة إحياء ابن وحيد لأُمه وهي أرملة من مدينة نايين
- فلما اقترب إلى باب المدينة اذا ميت محمول, ابن وحيد لأُمه وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة,
فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي,
ثم تقدّم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك أقول قم,
فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أُمه,
فأخذ الجميع خوف ومجدوا الإله,
قائلين قد قام فينا نبي عظيم, وافتقد الإله شعبه. (لوقا7/12-16)
في هذه المعجزة يقوم يسوع بإحياء ابن وحيد لأُمه الأرملة عندما كان الناس ذاهبون به إلى المقبرة ليدفنوه, وعندما رأى يسوع أُم الشاب تبكي تحنن إليها وقال لها لا تبكي ثم تقدم ولمس النعش وقال أيها الشاب لك أقول قم فجلس الشاب وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أُمه.
في هذه المعجزة نرى أن يسوع يتصرف بخلاف تصرفه مع المرأة الكنعانية والمرأة الفينيقية, فهنا نراه عندما ينظر إلى الأُم وهي تبكي يتحنن إليها ويقول لها معزياً لا تبكي ثم يتقدم ويلمس النعش ثم يخاطب الميت ويقول له لك أقول قم, وهذا ما لم نشاهده يقوم به إلا بعد إلحاح من المرأتين ورجاء من تلاميذه, وبعد محادثات مع المرأتين وتقريرهما أنهما كالكلاب فقال لهما ليكن لكما ما أردتما.
وهذا في ظن يسوع ليس عجيباً, لان هذه الأرملة من البنين ومن الخراف الضالة التي لم يرسل إلا إليها والذي لم يرسل تلاميذه إلا إليها, ولكن وبعد إحياء ذلك الشاب ماذا كان موقف الناس من هذه المعجزة؟
لقد مجّدوا الإله وهذا أمر طبيعي لكل إنسان يرى معجزات أقل من هذه, وصرّحوا بحقيقة شعورهم تجاه من قام بهذا العمل المعجز, فقالوا قد قام فينا نبي عظيم وليس كما قالت وتقول الأرواح النجسة والشياطين إذا رأوه انه ابن الإله.
معجزة إحياء بنت يايرس رئيس مجمع كانت قد ماتت
- وفيما هو يكلمهم اذا رئيس قد جاء فسجد له قائلاً ان ابنتي الآن ماتت,
لكن الآن تعال وضع يدك عليها فتحيا,
فقام يسوع وتبعه هو وتلاميذه,
ولما جاء الى بيت الرئيس ونظر المزمرين والجمع يضجون,
قال لهم تنحوا فان الصبية لم تمت لكنها نائمة,
فضحكوا عليه فلما أخرج الجمع دخل وأمسك بيدها فقامت الصبية,
فخرج ذلك الخبر الى تلك الارض كلها. (متّى9/18-26)
- وكان عند البحر واذا واحد من رؤساء المجمع اسمه يايرس جاء ولما رآه خرّ عند قدميه وطلب اليه كثيراً قائلاً ابنتي الصغيرة على آخر نسمة,
ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفى فتحيا,
وبينما هو يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين ابنتك ماتت,
لماذا تتعب المعلم بعد,
فسمع يسوع لوقته الكلمة التي قيلت فقال لرئيس المجمع لا تخف آمن فقط,
ولم يدع أحداً يتبعه, الا بطرس ويعقوب ويوحنا أخا يعقوب,
فجاء الى بيت رئيس المجمع ورأى ضجيجاً, يبكون ويولولون كثيراً, فدخل وقال لهم لماذا تضجون وتبكون,
لم تمت الصبية لكنها نائمة,
فضحكوا عليه,
أما هو فأخرج الجميع وأخذ أبا الصبية وامها والذين معه ودخل حيث كانت الصبية مضطجعة, وأمسك بيد الصبية وقال لها طليثا قومي الذي تفسيره يا صبية لك أقول قومي,
وللوقت قامت الصبية ومشت,
لأنها كانت ابنة اثنتي عشرة سنة,
فبهتوا بهتا عظيماً,
فأوصاهم كثيراً أن لا يعلم أحد بذلك. (مرقس5/21-43)
- واذا رجل اسمه يايرس قد جاء وكان رئيس المجمع فوقع عند قدمي يسوع وطلب اليه ان يدخل بيته,
لأنه كان له بنت وحيدة لها نحو اثنتي عشرة سنة وكانت في حال الموت,
وبينما هو يتكلم جاء واحد من دار رئيس المجمع قائلاً له قد ماتت ابنتك لا تتعب المعلم,
فسمع يسوع وأجابه قائلاً لا تخف آمن فقط فهي تشفى,
فلما جاء الى البيت لم يدع أحداً يدخل الا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبية وأُمها,
وكان الجميع يبكون عليها ويلطمون,
فقال لا تبكوا لم تمت لكنها نائمة,
فضحكوا عليه, عارفين انها ماتت,
فأخرج الجميع خارجاً وأمسك بيدها ونادى يا صبية قومي,
فرجعت روحها وقامت في الحال,
فبهت والداها, فأوصاهما أن لا يقولا لأحد عما كان. (لوقا8/41-56)
في هذه المعجزة يقوم يسوع بإحياء بنت يايرس, وهي واضحة من خلال النصوص الثلاثة التي ذكرت القصة, ولكن ما أود التنبيه عليه هو إصرار يسوع على عدم إظهار صفته ومعجزاته التي كان يعملها كما رأينا سابقاً, وهو يكرر نفس الموقف هنا فما هو السبب من وراء هذا التصرف؟!
معجزة إحياء لعازر شقيق مريم ومرثا من قرية بيت عنيا
- وكان انسان مريضاً وهو لعازر من بيت عنيا وهو أخ لمريم ومرثا,
فأرسلت الأُختان اليه قائلتين يا سيد هو ذا الذي تحبه مريض,
فلما سمع يسوع قال هذا المرض ليس للموت,
بل لأجل مجد الإله ليتمجد ابن الإله به,
وكان يسوع يُحب مرثا ةأُختها ولعازر,
فلما سمع أنه مريض مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين,
ثم بعد ذلك قال لتلاميذه لنذهب الى اليهودية أيضاً,
قال له التلاميذ يا معلم الآن كان اليهود يطلبون ان يرجموك وتذهب أيضاً الى هناك,
فقال لهم حبيبنا لعازر قد نام, لكني أذهب لأُوقظه,
فقال تلاميذه ان كان قد نام فهو يشفى,
ولكن يسوع يقول عن موته,
وهم ظنوا انه يقول عن رقاد الموت,
فقال لهم يسوع حينئذ علانية لعازر مات,
وأنا فرح لأجلكم أني لم أكن هناك, لتؤمنوا, ولكن لنذهب اليه,
فقال توما الذي يقال له التوأم للتلاميذ رفقائه لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معه,
فلما أتى يسوع وجد أنه قد صار له أربعة أيام في القبر,
فلما سمعت مرثا ان يسوع آت لاقته,
فقالت مرثا ليسوع لو كنت ههنا لم يمت اخي,
لكني الآن أيضاًً أعلم أن كل ما تطلب من الإله يعطيك الإله اياه,
قال لها يسوع سيقوم اخوك,
قالت له مرثا أنا أعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الاخير,
قال لها يسوع أنا القيامة والحياة,
من آمن بي ولو مات فسيحيا,
وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت الى الأبد,
أتؤمنين بهذا,
قالت له نعم يا سيد, أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الإله الآتي الى العالم,
ولما قالت هذا مضت ودعت مريم أُختها سرّاً,
قائلة المعلم قد حضر وهو يدعوك,
فمريم لما أتت الى حيث كان يسوع ورأته خرّت عند رجليه قائلة له يا سيد لو كنت موجوداً لم يمت اخي,
فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون,
انزعج بالروح واضطرب,
وقال أين وضعتموه, قالوا له يا سيد تعال وانظر,
بكى يسوع,
فقال اليهود انظروا كيف كان يحبه,
وقال بعض منهم ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت,
فانزعج يسوع أيضاً في نفسه,
وجاء الى القبر, وكان مغارة وقد وضع عليه حجر,
قال يسوع ارفعوا الحجر,
قالت له مرثا أُخت الميت يا سيد قد أنتن, لأن له أربعة أيام,
قال لها يسوع ألم أقل لك ان آمنت ترين مجداً للإله,
ورفع يسوع عينيه الى فوق وقال أيها الأب أشكرك لأنك سمعت لي,
وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي,
ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت,
ليؤمنوا أنك أرسلتني,
ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجاً,
فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة,
ووجهه ملفوف بمنديل,
فقال لهم يسوع حلّوه ودعوه يذهب. (يوحنا11/3-44)
هذه المعجزة تعتبرها الكنائس المختلفة أعظم معجزات يسوع وأكثرها وضوحا فيما تقوله عنه من صفات في قوانين إيمانها, لقوله الواضح هذا المرض ليس للموت, بل لأجل مجد الإله ليتمجد ابن الإله به, وقول مارثا الواضح في هذا الأمر, وهو قولها أنا قد آمنت انك أنت المسيح ابن الإله.
وأنا أقول إن هذه المعجزة هي أعظم معجزات يسوع التي كتبت في الأناجيل, وهي بهذا التفصيل الدقيق لمراحل صنعها تكون من أعظم الأدلة على عدم وجود الأقانيم أصلاً, سواء ثلاثة أو ثلاثين, وهي تنقض قوانين إيمان الكنائس المختلفة وإيمان الكنائس ذاته!
فالكنائس تستند في قوانين إيمانها على قول يسوع هذا المرض ليس للموت, بل لأجل مجد الإله ليتمجد ابن الإله به, وقول مارثا أنها قد آمنت ان يسوع هو المسيح ابن الإله, وبإحياء لعازر, فمن يستطيع إحياء الموتى إلا الرب, أو ابنه كما يقولون, سبحانه وتعالى عما يصفون ويشركون.
وفي الصفحات التالية سنقوم بقراءة متأنية للقصة لنرى صحة ما يقولون, وسأبدأ من اللحظة التي وصل فيها يسوع إلى القرية عندما لاقته مارثا وبدأ الحوار بينهما, فكما نقرأ فإن مارثا عندما علمت بقدوم يسوع إلى القرية سارعت للقائه, وعندما التقت به بادرت بالشكوى والحزن على أخيها لعازر قائلة لو كنت ههنا لم يمت أخي, وهذا حال كل إنسان يفقد حبيباً له, ولأنها كانت قد أرسلت له رسالة تخبره فيها إن لعازر مريض, وانه لو كان قد حضر قبل هذا الوقت لكان قد شفى أخاها ولما مات.
وأما الآن وقد مات فهي ترجو من يسوع أن يدعو لأخيها بالرحمة ودخول المملكة لأنها كما قالت لكني الآن أيضاً أعلم إن كل ما تطلب من الإله يعطيك الإله إياه, وما كادت تتنهي من بث شجونها وحزنها على أخيها ليسوع حتى جاءها الرد منه سريعا ومذهلاً, فقال لها يسوع سيقوم أخوك, ومن هول الرد وعدم إدراك معناه سارعت إلى القول: قالت له مرثا أنا أعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير, فهي تعلم أن أخاها سيقوم في القيامة في اليوم الأخير, وهي لهذا كانت ترجوه أن يفعل لأخيها شيئاً, كأن يدعو الإله أن يغفر ذنوبه لأنها تعلم ان كل ما يطلب من الإله فان الإله سيعطيه إياه.
ولكن ما كادت مارثا تنهي قولها بحسب علمها وإيمانها بان جميع الناس سيقومون في القيامة في اليوم الأخير حتى جاءها رد من يسوع شغلها عن كل همومها وحزنها على أخيها.
فقال لها يسوع أنا القيامة والحياة.
ولم يترك لها مجالاً للتفكير في الأمر إذ أتبعه بقوله من آمن بي ولو مات فسيحيا.
ويزيدها علماً جديداً بقوله: وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد.
وهذه الحقيقة التي أعلنها يسوع لمارثا لا يمكن إثبات صحتها بالبحث العلمي أو الجدل العقلي وإنما تحتاج إلى إيمان كي يؤمن الإنسان بها, لهذا أردف قائلاً ومتسائلاً أتؤمنين بهذا؟!
فماذا سيكون جواب مارثا ليسوع وهي تسمعه يقول انه هو القيامة والحياة وان من آمن به ولو مات فسيحيا, وأن كل من كان حياً وآمن به فلن يموت الى الأبد؟
قالت له نعم يا سيد, أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الإله الآتي إلى العالم.
لنتوقف قليلاً قبل استكمال المشاهد الأخرى مع أتباع الكنائس الطيبين الذين يقولون إنهم يؤمنون أن يسوع هو المسيح ابن الإله الآتي إلى العالم, فأقول لو سألت أياً منهم أتؤمن ان يسوع هو المسيح ابن الإله الآتي إلى العالم ؟
لوقع على ظهره من الضحك وهو يسمع هذا السؤال, ويجيبك وهو ما يزال يضحك مندهشاً, نعم بكل تأكيد أنا أؤمن أن يسوع هو ابن الإله الآتي إلى العالم, وكيف أكون من أتباع الكنيسة إن لم أُؤمن؟
وعندما تسأله أتؤمن ان يسوع هو القيامة والحياة يزداد ضحكه وقهقهته حتى إن جسمه لا يكاد يستقر في مكان ويجيبك بكل تأكيد ان يسوع هو القيامة والحياة.
وعندما تسأله هل تؤمن أن من آمن بيسوع ولو مات فسيحيا في الدنيا, هنا ينتصب واقفاً ويقول لك كلا, إن هذا سيحدث في القيامة في اليوم الأخير.
وهو كما نرى نفس جواب مارثا ليسوع قبل أن يبين لها حقيقة انه هو القيامة والحياة, والذي لم يرض منها ذلك الجواب, بل أصرّ على إعادة التأكيد على انه هو القيامة والحياة وان من آمن به ولو مات فسيحيا في الدنيا وليس كما قالت مارثا إن ذلك سيكون في القيامة قي اليوم الأخير.
لان يسوع أوضح لها انه هو القيامة والحياة وان من آمن به ولو مات فسيحيا في الدنيا, ولهذا كي يثبت صدق قوله أحيا لعازر.
فهل إيمان الكنائس المختلفة هو إيمان مارثا قبل أن تعرف أن يسوع هو القيامة والحياة وان من آمن به ولو مات فسيحيا, أم ان إيمانهم هو أن يسوع هو القيامة والحياة وان من آمن به ولو مات فسيحيا في الدنيا وكل من آمن به وحي فلن يموت إلى الأبد كما بينه لمارثا؟!
وإذا سألته عن قول يسوع وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد, فبماذا سيجيب؟
لنكمل ما تبقى من المعجزة.
ولمّا قالت هذا مضت ودعت مريم أُختها سرّاً, قائلة المعلم قد حضر وهو يدعوك, فمريم لما أتت إلى حيث كان يسوع ورأته خرّت عند رجليه قائلة له يا سيد لو كنت موجوداً لم يمت أخي.
وهنا نرى نفس الموقف الذي كان بين يسوع ومارثا فعندما جاءت مريم ورأت يسوع خرّت عند رجليه وبدأت تحزن وتشكو ليسوع موت أخيها, وانه لو أسرع بالمجيء لكان قد شفى أخاها لعازر من مرضه ولما مات, وهنا لم يكرر يسوع ما قاله لمارثا من انه القيامة والحياة وان من آمن به ولو مات فسيحيا وان كل من كان حياً وآمن به فلن يموت إلى الأبد, فالموقف هنا لا يحتاج إلى كلام, فكلامه قد قاله وانتهى منه والآن جاء وقت تنفيذ حقيقة ما قاله, وخاصة أن مريم ومن جاء معها بدئوا يبكون, وبدأ الجو مشحوناً بحالة عاطفية طاغية, فالوقت الآن للأفعال وليس للأقوال, حتى يثبت صدق كلامه لمارثا ولتلاميذه ولليهود الذين حضروا في ذلك المكان, فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون, فلما رأى يسوع هذا الموقف, انزعج بالروح واضطرب. فكأني بيسوع قد أحس ببعض المسؤولية لأنه تأخر بالمجيء فانزعج واضطرب لان هذا وقت تصحيح كل شيء.
وقال أين وضعتموه, قالوا له يا سيد تعال وانظر, ثم بكى يسوع.
وأنا أظن أن بكاء يسوع ليس من قبيل ما فهمه اليهود, بل هو بداية التضرع والدعاء والطلب كما هي عادته إذا أراد أن يقوم بأي عمل كما قرأنا في بعض النبوءات السابقة, وكما حدث في صلاته الأخيرة قبل إلقاء القبض عليه.
فقال اليهود انظروا كيف كان يحبه, وقال بعض منهم ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت, فانزعج يسوع أيضاً في نفسه.
وهنا نشاهد يسوع ينزعج مرة أُخرى! وجاء إلى القبر, وكان مغارة وقد وضع عليه حجر.
قال يسوع ارفعوا الحجر.
قالت له مرثا أُخت الميت يا سيد قد أنتن, لأن له أربعة أيام.
هنا نتوقف لنرى حقيقة ما صرحت به مارثا من قبل, وقولها إنها آمنت أن يسوع هو المسيح ابن الإله الآتي إلى العالم!
فنرى أن كلامها وإيمانها هناك قد تبخر هنا, ولم تظهر حقيقته لأنها لو آمنت أن يسوع المسيح ابن الإله الآتي إلى العالم بصدق, لما قالت له هذه الجملة العجيبة والغريبة يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام!
وهذا القول الذي يُعبّر عن عدم الإيمان بان يسوع يُحي الموتى في الدنيا وأن من يؤمن به وهو حيّ فلن يموت إلى الأبد, هو نفس موقف الكنائس إلى يومنا هذا, فلو سألتهم لماذا لا تفتحوا قبور أمواتكم وتنادونهم باسم يسوع المخلص لقالوا يا سيد قد أنتنوا لأن لهم أياماً في قبورهم, وقول يسوع ان من آمن به ولو مات فسيحيا ليس في هذه الحياة بل في القيامة في اليوم الأخير!
وهو نفس جواب مارثا الذي قدمناه سابقاً, والذي رفضه يسوع بقوله أنا القيامة والحياة وان من آمن بي ولو مات فسيحيا وان كل من كان حياً وآمن به فلن يموت إلى الأبد.
ولكن هل هذا هو موقف يسوع من كلامه عن أن من آمن به وان مات فسيحيا وأن كل من كان حياً وآمن به فلن يموت إلى الأبد؟
لنقرأ رد يسوع على مارثا, ومن بعدها على أتباع الكنائس إلى يومنا هذا:
قال لها يسوع ألم أقل لك إن آمنت ترين مجدا الإله.
نعم, يسوع يقول لمارثا, التي شكت في أن من يؤمن بيسوع ولو مات فسيحيا, ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الإله, فعليك التمسك بما قلته لك والإيمان بان من آمن بي ولو مات فسيحيا في الدنيا.
وهذا هو جواب يسوع للكنائس المختلفة الذين يقولون إن يسوع يقصد بكلامه هذا هو القيامة في اليوم الأخر.
وأنا اردد مع يسوع قائلاً ألم يقل لكم إن آمنتم ترون مجد الإله.
ولكن لماذا هم لا يرون مجد الإله؟
هل لأن يسوع قال إن من آمن به فسيحيا في هذه الدنيا وان كل من آمن به وهو حي فلن يموت إلى الأبد, كان يقصد به اليوم الأخير, وليس في هذه الدنيا؟
أم إنهم لا يرون مجد الإله لأنهم غير مؤمنين بكلامه الواضح الذي يتحدث عن القيامة في الدنيا وليس في اليوم الأخير, كما حذر يسوع مارثا من الشك بأقواله وعدم الإيمان بما أبلغها به قائلاً ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الإله؟
وهذا الكلام كما انه موجه إلى مارثا فهو موجه إلى كل من يدعي الإيمان بيسوع, إن آمنتم فسترون مجد الإله ولكن إن كنتم غير مؤمنين فلن تروا مجد الإله, وهم لم يروا مجد الإله منذ أكثر من تسعة عشر قرناً, لهذا فهم يموتون كما يموت باقي الناس ومن مات منهم فلا يحيا.
نكمل الحديث عن المعجزة, فيكتب يوحنا: ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال أيها الاب اشكرك لانك سمعت لي, وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي, في هذه الفقرة نرى يسوع, بعد رفع الحجر عن القبر, يرفع عينيه إلى فوق ويشكر أباه!
لماذا يشكر يسوع أباه؟
لأنه سمع له, ويسوع يعلم, كما كتب يوحنا, أن أباه يسمع له في كل حين, ولكن بعد عدة أيام في ليلة القبض عليه لم يخبرنا أن أباه سمع له وهو يصلي له ويدعوه كي لا يصلب مما اضطره وهو معلق على الصليب أن يصرخ لإلهه إلهي إلهي لماذا تركتني.
فإذا كان أب يسوع استجاب له ولم يرغب في صلبه ولكن إرادة إله يسوع غلبت إرادة أب يسوع, فمن الذي يستحق العبادة, أب يسوع أم إله يسوع؟
وأما إذا لم يستجب أب يسوع لصلاة يسوع بعدم صلبه فهذا ينقض قوانين إيمان الكنائس المختلفة التي تقول إن أب يسوع ويسوع والروح المقدس واحد ومن نفس الجوهر ولهم ذات الصفات والقدرات, لأننا نرى أن إرادة أب يسوع أقوى من إرادة يسوع مما يعني أن هذه الأقانيم الثلاثة ليست متساوية في الإرادة ولا في القدرات.
وبعد هذا يكتب يوحنا في إنجيله:
ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت, ليؤمنوا أنك أرسلتني, فيسوع هنا يقف ويتضرع راجياً من أبيه أن يقضي بإحياء لعازر إن لم يكن من أجله فمن أجل الجمع الواقف ليؤمنوا أنك أرسلتني!
وهذا القول استمرار لما سبق فهو ينقض قوانين إيمان الكنائس لأن المرسل غير الرسول.
وبعد هذا يكتب يوحنا:
ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجاً, فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة,
ووجهه ملفوف بمنديل, فقال لهم يسوع حلّوه ودعوه يذهب.
وهنا تنتهي المعجزة بإحياء لعازر تأكيداً لقول يسوع ان من آمن به ولو مات فسيحيا, ولكن يبقى قوله الآخر غير واقع ولا حقيقي وهو ان كل من كان حيّاً وآمن به فلن يموت إلى الأبد, إلا إذا قلنا ان الكنائس المختلفة ليست من أتباعه, لأنه لم يرسل إليهم بل أُرسل إلى خراف بيت إسرائيل الضالة!
وللاطلاع على المزيد من المواضيع حول الاناجيل ارجو التكرم بزيارة المواقع التالية:

http://historicaljesus.blogspot.com

http://gospelsources.blogspot.com

http://gospelspersons.blogspot.com

نادر عيسى




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات