معبد للشعائر أثار الجدل
بناء معبد هندوسي بأبو ظبي عنوان الغضب الذي عج به موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" فسلطات أبو ظبي تعمل على تمويل بناء معبد هندوسي للجالية الهندية والغير هندية المؤمنة بتلك الديانة الغير سماوية , إقدام سلطات الإمارات على ذلك ليس بمستغرب إذا أخذنا في الاعتبار بلوغ عدد الأجانب المقيمين بالأمارات أكثر من نصف مجموع السكان الأصليين, الإيمان بأي ثقافة وديانة وفكرة ومنهج حقٌ للشخص وكل مؤمن يؤدي عباداته ويٌفكر بالطريقة التي يراها مناسبة وبالمكان المناسب لها أيضاً أو يراه مناسباً هذه هي الحقيقة الإنسانية التي لا تموت رغم سيل التطرف الجارف , لكن أليس من المنطق عدم نشر الكراهية بين المجتمعات بتبني مجموعات معينة وإشعال الحرب على أخرى لمجرد الاختلاف الفكري والتوجه السياسي , بعيداً عن تلك الكلمات الحقيقية وبصورة أشد وضوحاً أليس من العقل والمنطق تعظيم الجزيرة العربية المعظمة بنصوص نبوية كريمة فنص لا يجتمع دينان بجزيرة العرب ليس نصاً متطرفاً كما يتوهم البعض بل نص يحفظ لمعقل الإسلام قدسيته فوجود دين أخر متمثلاً في المنشآت المقامة لأجل ممارسة الطقوس والتعبد يعني أن الأجيال القادمة ستكون بين مطرقة التطرف أو سندان التبشير الديني القادم من الشرق أو الغرب ولا مناص من ذلك , التعايش بين الأديان والمذاهب والطوائف المختلفة واجب إنساني مقدس وعامل مهم لاستقرار الدول والمجتمعات وأداة سياسية تٌستخدم وقتما يشعر السياسي بالخطر فيوظفها لمواجهة خصومه وهذه هي الحقيقة , ليس من التعايش استيراد ثقافات وليس من التعايش القفز على النصوص الواضحة والصريحة وليس من التعايش مصافحة متطرف يضطهد مسلمين بأرضه وتلك فعلة الهندوس قديماً وحديثاً , صحيح أن التطرف ليس حكراً على أحد وليس معمماً على الجميع لكنه موجود بمختلف الديانات والثقافات والاتجاهات الفكرية والروحية , ما أقدمت عليه الإمارات ليس جريمة وإن كانت مخطئة في ذلك لكنه غباء فمع تجريمها العنف والكراهية بقانون واضح وصريح تٌحارب على جبهات متعددة تقف مع القتلة وتصطف بجانب أعداء العروبة والملة وسلوكها الشاذ سياسياً جعلها تجلب لمجتمعها الدعارة وتجلب لأصدقائها وجيرانها عادات وتقاليد وثقافات دخيلة فمتى تتوقف الإمارات عن إظهار السلوك السوي المتناقض فليس المشكلة في المعبد وبنيانه بل في عدم إغلاق مطاراتها بوجه عائلة الأسد وزمرته وعدم وإيقاف التحويلات المالية لمن يمارس الإجرام بليبيا وبغيرها من بلدان الربيع العربي فالحرية الحقيقة ليست مؤطرة بمزاجية وليست مداعاةً للقفز على الثوابت والحقائق وليست عبارة عن منشآت معينة تٌخصص لفئات قادمة بينما أهل البلد يحاكمون لأسباب سياسية وفكرية مشروعة فالحرية مسئولية لها أركانها وشروطها والغضب ليس على المعبد بل على تصرفات شاذة لا قيمة لها في خانة الحضارة والمعرفة والسلوك الإنساني ؟.
التعليقات (0)