مواضيع اليوم

معا..لأجتثاث الفساد وسحق الأرهاب

كلكامش العراقي

2011-02-25 01:18:13

0

 أن كانت التظاهرات التي تشهدها الدول العربية عدوى فأن خطابات قادة ومسؤولي تلك الدول عدوى أيضا..

فالتظاهرات التي بدأت في تونس ضد الفقر والبطالة والفساد واجهها القادة العرب بالتسفيه والتخوين أول الأمر قبل أن ينصاعوا لها..على الأقل في مصر وتونس لغاية الآن..

المؤسف أن هذا الخطاب أنتقل الى العراق أيضا وتحديدا من خلال خطاب رئيس الوزراء الذي وإن لم يصل الى مهاجمة المتظاهرين بصورة مباشرة لكنه في نفس الوقت حكم على كل هؤلاء الغاضبين من الفساد المستشري في مؤسسات الدولة العراقية وكل المطالبين بحقوقهم في العمل والحرية والخدمات بالبعثيين وأنصار القاعدة وهذا الكلام يعد تحريفا كبيرا للوقائع كنا ننتظر من السيد رئيس الوزراء الأبتعاد عنه..

دولة الرئيس..لقد مل الشعب العراقي شماعة البعث وأزلامه التي علقتم عليها أخطائكم منذ التحرير ولغاية الآن..

نعم نحن ندرك الدور التخريبي للبعث وللقاعدة ولكننا في نفس الوقت نعرف البعث والبعثيين جيدا..ونعرف كالخفافيش لاتجرؤ على الظهور في النهار..ونعلم أنهم أجبن من أن يعلنوا عن أنفسهم...

أيضا دولة الرئيس كلنا ثقة بالشباب العراقي وقدرته على تمييز الأمور وقراءتها وهو أن أحس أن صوت هؤلاء سيكون كما قلت " اعلى صوتا منكم واكثر حماسا للمطالبة بكل ما من شانه اشاعة الفوضى والاخلال بالنظام العام وتعريض مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة للخطر في محاولة للانقضاض على كل ما حققتموه من مكتسبات في حياة ديمقراطية وانتخابات حرة وتبادل سلمي للسلطة واطلاق للحريات" فأن شبابنا ومثقفينا سينسحبون وهم لن يتشرفوا يوما بمسايرة الطغاة..أما عن أحتمال أشاعة العنف وأستخدام الأسلحة الكاتمة والأحزمة الناسفة فتلك سيدي مهمة قواتنا الأمنية والتي يمكن لها أن تخصص مداخل محددة لمنطقة التظاهر لتفتيش المتظاهرين ومنع أندساس الأجهات المغرضة بينهم..

أعتبروا المظاهرة واحدة من الطقوس الدينية التي توفر لها قواتنا الأمنية الحماية المكثفة ولتؤمنوها كما أمنتم كربلاء والنجف أيام الزيارات..

شباب العراق الحر يريد أن يعبر عن أستياءه والتظاهر دولة رئيس الوزراء حق كفله الدستور للعراقيين وووعودكم لم تأت للعراقيين بأي نتيجة والمشكلة أنكم  تشاهدون السراق والمفسدين بأم أعينكم ثم تتسترون عليهم..

أ بعد هذا تحذرون الشعب من التظاهر؟؟

أما كان الأجدر معاقبة المفسدين وتفعيل دور الأجهزة الرقابية وأيقاف هدر المال العام بدل تحذيرنا اليوم بأننا أن تظاهرنا للمطالبة بحقوقنا فسننفذ أجندات صدامية؟؟

أ نسيت سيدي رئيس الوزراء أن النظام السابق كان يعتبر كل من يعارضه عضوا في حزب الدعوة؟؟

أ هو تبادل للأدوار سيدي؟؟

هل صار كل من يعارض الحكومة العراقية اليوم بعثيا؟؟

أما عن كلامكم سيادة الرئيس عن أن بأمكان العراقيين التظاهر بأي وقت وأي مكان يشاؤون بأستثناء الغد فهو سيدي كلام غير واقعي أيضا..فمثلما هو ممكن أن يندس البعض في تظاهرة الغد فمن الممكن أن يندسون في التظاهرات القادمة..وحينها ستطالبوننا بأن علينا التوقف عن الأحتجاج أيضا...

لقد أستبشر العراقيون خيرا بالتغيير والخلاص من البعث ونظامه وأنتظروا منكم الكثير ولكنكم للأسف سيدي خيبتم أمال هذا الشعب الذي ضحى الكثير من أبناءه بأنفسهم في أيام الأنتخابات من أجل أن تصلوا الى السلطة وتحققوا أمانيه فتحدوا الموت وتحدوا المفخخات وتحدوا قذائف الهاون العشوائية وزحفوا نحو صناديق الأقتراع ليختاروا نوابا لهم..

ضحوا سيدي بالكثير ولكنكم للأسف لم تنصفوهم...

فتركتم البلد لأشهر بلا حكومة..ولما شكلتم الحكومة فجعتم الشعب بعدد الوزراء فيها حتى عدت أكبر وزارة في تاريخ العراق..لينضم اليكم السيد رئيس الجمهورية (ذو المهام التشريفية فقط) بطلبه تخصيص أربع نواب له..

لقد عاملتم الأمانة التي أئتمنكم عليها شعبكم الى كعكة تتقاسمونها...

أعلم أنكم ستقولون أن هذه الحكومة لم تأخذ الفرصة بعد..ولم يسنح لها الوقت لتقدم خدماتها للشعب..

ولكن سيدي دعنا نكن واقعيين..

أي خدمات يقدمها طبيب يشغل منصب وزير المالية؟؟

وأي خدمات يقدمها وزير لم يدرس في جامعة قط لوزارة التعليم العالي؟؟

وأي خدمات يقدمها وزير نقل لم يعرف العراقيون عنه إلا أنتهازيته..وبلاهته؟؟

وأي خدمات تقدمها وزارات الكهرباء والتخطيط وهي لغاية الآن بدون وزراء؟؟

بالطبع كلامي ليس أنتقادا لفرد أو حزب..الأنتقاد موجه لجميع الفرقاء السياسيين...

خطابك دولة الرئيس كان سيكون له معنى لو جاء قبل أسبوع أو أثنين وأعلن عن حزمة أصلاحات ربما أهمها

·         أنتخابات مبكرة لمجالس المحافظات التي فشلت بتقديم أي خدمات لمحافظاتها رغم مرور حوالي السنتين على تسنمها مهامها(وهذا الفشل له الأثر الأكبر في الأحباط الذي أصاب المواطنين).

·          خفض شامل لكل رواتب الدرجات الخاصة الى حدود معقولة ومقاربة لرواتب الموظفين العراقيين وأيقاف مهازل هدر المال العام من خلال النفقات الغير مبررة لتعيين نواب أو مستشارين.

·         ضمان عدم المساس بالحريات الخاصة وعدم تدخل المتخلفين والمتطرفين من أمثال رئيس مجلس محافظة بغداد ومحافظ البصرة بشؤون المواطنين الخاصة وتنصيب أنفسهم ولاة أمر علينا.

·         محاسبة كافة المفسدين والمرتشين ومزوري الشهادات بدل أصدار عفو عنهم.

·         تطبيق معايير صارمة حول المشاريع المنفذة لضمان عدم هدر المال العام.

·         وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

أما الآن فخطابك دولة الرئيس للأسف ليس له تأثير خاصة وأنه صيغ بطريقة لم تعتمد على كسب قلوب العراقيين وعقولهم.

كان الأجدر بكم سيدي أن تدعون الناس الى التعبير عن أنفسهم بحرية ولكن مع الألتزام بالقانون وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة والحرص على تجنب الفوضى لكان خطابا يتقبله الجميع ولن يستطيع أحد الأعتراض عليه..

عليكم سيدي تحمل مسؤولياتكم في ضمان أمن وسلامة المظاهرات ولا بأس بسحب القوات المخصصة كحمايات للمسؤولين يوم غد وتحويلها لحماية المتظاهرين فحياة المسؤول ليست أغلى من حياة شبابنا..

أيضا لابد من تحذير كل المتظاهرين والمدافعين عن الحرية والمطالبين بالحقوق المشروعة من أن مسؤوليتكم أكبر من مسؤولية الحكومة نفسها..

فعلى عاتقكم أيها الشباب تقع مسؤولية تقدبم وجه حضاري مشرق للعراق..وجه ليس فيه نار أو دخان..

وجه ليس فيه تجاوز على الممتلكات العامة والخاصة..

وجه يظهر تعاونكم مع القوات الأمنية لأنجاح المظاهرة وأيصال رسالة لكل المفسدين أن بأمكاننا أن نحتج بالطرق الحضارية وأن نطيح بهم من دون أراقة دماء..

وجه تفشلون فيه كل مخطط لنشر الفوضى و ضرب السلم الأهلي و الوحدة الوطنية من أي طرف كان..

وجه يظهر أننا نريد أن نمضي في طريقنا نحو بناء وطن ديمقراطي حر تحترم فيه حريات الجميع..وطن أساسه المواطنة وليس التقسيمات العرقية والدينية والقبلية..

أظهروا للجميع أن الشعب يريد اصلاح الخلل الموجود في النظام وليس العودة بالبلاد الى العهود المظلمة..عهود المليشيات والقاعدة وقبلها عهد التسلط البعثي والمقابر الجماعية..

وليبتعد الجميع..متظاهرين وحكومة...عن المواقف والخطابات الأنفعالية المتشنجة..

عاش العراق الحر..والموت للأرهاب والفساد والتخلف...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات