مواضيع اليوم

معاً لمراجعة التراث الفقهي

Riyad .

2015-05-12 08:07:21

0

معاً لمراجعة التراث الفقهي

تشكل الفقه بفروعها المختلفة بجانب السنة النبوية " الأحاديث المروية عن النبي عليه الصلاة والسلام " تراثاً ضخماً وكبيراً تزهو به المكتبة الإسلامية والحضارة الإنسانية , ذلك التراث الضخم والكبير ومنذ القدم يقوم عليه طلبة علم وعلماء فهم أهل الصنعة والدراية بخبايا وتفاصيل ذلك التراث .

في خضم الثورة المعلوماتية لم يكن ذلك التراث بعيداً عن متناول اليد فبلمسة زر يمكن للشخص البحث والتنقيب والإطلاع على الشروحات والفتاوى والآراء والاختلافات الفقيهة في بعض المسائل , ويمكنه أيضاً البحث عن أي حديث والتأكد من صحته بالرجوع لبعض المواقع الموثوقة التي تعد على أصابع اليد الواحدة ومن النادر الرجوع لتلك المواقع الموثوقة خاصةً إذا كان الباحث يفتقد لمهارة البحث والتمييز بين الرديء والجيد ويفتقد أسس علمية تمكنه من التمييز بين الصحيح والمدسوس كذباً وزوراً .

أسماء كثيرة تصدرت المشهد الشرعي منذ القدم فأبن تيميه ليس الأخير والبخاري لن يكون الأول ولكل اسم ميدانه وفنه وصنعته التي تميز فيها وأجاد , اليوم ومع قلة البحث العلمي الجاد وتزايد أعداد المواقع الإلكترونية وغياب أوعية البحث العلمي الصحيحة والدقيقة والمتمثلة في المؤسسات والجامعات ومراكز البحوث المتخصصة يبرز تساؤل متى تنطلق عجلة المراجعات الشاملة وخصوصاً التراث الفقهي القديم وما تفرع منه حديثاً من فتاوى وآراء والأحاديث النبوية المجموعة بكٌتب الصحاح الستة " صحيح البخاري , مسلم , سنن أبي داوود , سنن الترمذي , سنن أبن ماجه " وشرحها بشكل دقيق ومفصل ونشرها بمواقع إلكترونية ودوريات علمية لتكون مرجعاً للباحث وقاطعةً لطريق المشككين في بعض الأحاديث ومنزلة السنة النبوية كمصدر من مصادر التشريع الإسلامي .

المراجعات الفقهية وإعادة شرح ودراسة كٌتب الأحاديث النبوية لا تنطلق من تشكيك بذلك التراث بل تقديراً لأهميته ومكانته العظيمة خاصة وأن هناك من يستغل ذلك التراث لتبرير أفعال وسلوكيات طائفية ودموية تحسب على التراث سلباً لا إيجاباً , لابد من إجراء مراجعات وتحقيقات معمقه لقطع طريق التشكيك وحفظ ذلك التراث وإبراز الجوانب الإنسانية التي يحتويها فالاختلافات الفقهية وتفعيلها داخل المجتمعات خطوة أساسية لصيانة التراث وإسكات خصومه من مختلف الانتماءات والتوجهات !.  

تعدد الآراء الفقهية ظاهرة طبيعية منذ القدم ومن الطبيعي احتضانها وتفعيلها داخل المجتمعات وعدم اتهام أصحابها ومعتنقيها بالزندقة أو بالتفسخ والانحلال , طريقة تفعيل تلك الآراء يبدأ بتضمين مناهج التعليم بتلك الآراء وبما يستجد وينتهي بإسكات الأصوات الداعية لمسخ المجتمع وحمله بالقوة والترهيب والترغيب على رأي واحد وانتقاص بقية الآراء الفقهية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ولا يوجد أفظع من السكوت عن الآراء المتعددة في مسائلة معينة وتقديم رأي واحد للجمهور والمجتمع فمن حق الإنسان اعتناق ما يراه مناسباً له !.

السنة النبوية قام على حفظها علماء وطلبة علم ومع ثورة المعلومات لم تعد جهود العلماء وطلبة العلم كافية لصيانتها وتجنيبها الدسائس والتشويه , اليوم ونحن في زمن الثورة المعلوماتية والفكرية يتوجب إطلاق عجلة البحث والمراجعة والتنقيب بشكل سريع وعلمي وعبر مؤسسات متخصصة فالمجتمعات من المحيط إلى الخليج تنتظر المراجعات الشاملة بشغف وتنتظر أيضاً البحث المعرفي والابتكارات العلمية المفيدة للمجتمعات فمتى تنطلق عجلة المراجعات والبحث والتنقيب بالتراث الفقهي وما تفرع منه فالأصل في البشرية التجديد ومواكبة العصر ولغاته المختلفة والمتجددة وليس الركون والعمل الفردي الغير مفيد في كثيرٍ من الأحيان !. 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات