تعنـي الأوجه الدلاليـة لمفهـوم الجـودة وعناصـرها فـي مـؤسسات التعليـم العالـي مـدى توافـق مخـرجات التعليـم العالـي ومتطلبـات سـوق الشغـل. التلاءم الذي لا يتـم ما لـم تتوافـر عناصـر ومواصفـات الجـودة: مدخـلات وعمـليات ومخرجـات التكويـن والتغذيـة الراجعـة، وكذا التفـاعلات المتواصلـة التـي تـؤدي إلـى تحقيـق الأهـداف المنشـودة في اتساق مندمج مشبع للحاجـة وملبـي لتوقعـات الأفراد والطلبـة والآباء وكـل الجهات المنتفعـة بالتعليـم العالـي. ولذلك يستدعـي تدبيـر معاييـر الجـودة في مؤسسـات التعليـم العالـي ممارسـة تربويـة وأسلوبا إداريـا للتحسين المستمـر.
وعليـه تكـون محـددات عناصـر الجـودة مشكلـة فـي توافـر وتفاعـل العناصـر التاليـة: رأي واحتياجات المستفيد، ومتطلبـات المجتمـع، والقوى الخارجيـة، ووجـود رؤيـة استـراتيجيـة فـي التدبيـر الإداري لمؤسسـة التعليـم العالـي، تحـدد الأهـداف وتعمـل علـى تصميـم التدبيـر الإداري القميـن بخلـق جـو مناسـب لسيرورة تفاعـل كامـل العمليـات والأنشطـة الإجرائيـة، حيـث يؤمـن ذلك ليونـة فـي انتقـال المعلـومات ووضـوح النتائـج والمخرجات، وحصـول توقعـات تصميـم العمـل. ويتجسـد تفاعـل عناصـر الجـودة الشاملـة علـى:
1 – مستـوى المؤسسـة: ويشمـل التخطيـط الإستراتيجـي، وتحديـد الأهـداف والمقاييـس العامـة والعمليات الأساسيـة، وتعييـن الأساتـذة وكافـة المتدخليـن فـي تحـريك وتفعيـل العمليـات التكوينيـة بحسـب الاختصاصات الإداريـة والبيداغوجيـة والعلميـة.
2 – مستـوى الإجـراء: يتضمـن دراسـة الإجـراءات التي تشمـل سير وكيفيـة العمـل ،حيـث أن معظـم عمليات التطوير والتحسيـن علـى الأداء تتـم فـي هـذا المستـوى.
3- مستـوى الأفـراد: لقيـاس أداء الأفـراد للمهام الموكلة إليهـم، وعـددهم لأداء مهـام التفاعـل ومراقبتهـا، ومدى خبـرة ومهارة العامليـن أداء هـذه المهام.
1- ضمـان الجـودة بمؤسسـات التعليـم العالـي: هـي ضمـان السيطـرة الشاملـة علـى الجـودة حتـى تجـري بصـورة فعالـة، أو بالأحـرى تتحـقق معاييـر وتوصيفـات تفاعـل العمليـات التكوينيـة وفـق أجنـدة دقيـقة محـددة الأهـداف الإجـرائيـة مـع حسـن تصميم العمليـات وجـودة التدبيـر الإداري والتحكـم فـي الأسلـوب والطرائـق لمنـع الانحـرافات والأخطـاء المعرقلـة لتحقق مخرجـات تكويـنية حسـب صنافـة معاييـر الجـودة المعمـول بهـا.
ضبـط الجـودة QC: تصميـم معاييـر مخططـة وفـق بيئـة التعليـم العالـي، وتنفيـذ جملـة مـن المقاييـس للفحص والاختبـار والمقارنـة بالمعاييـر للتأكـد مـن التوافـق مـع المواصفـات واتخـاذ الإجراءات التصحيحية. وعليـه فإن ضبـط الجودة يعنـي الكشـف عـن عن الاختـلالات بعـد حدوثهـا، خاصـة تلك التـي أعاقـت تحقق سمات الجودة المنشـودة في مخرجات التعليـم العالي.
السيطـرة علـى الجـودة بالتعليـم العالـي TQC: عمليـة نظاميـة يتم مـن خـلالها قياس الجـودة المتحققـة فعليـا ومقارنتهـا مـع المعاييـر وتصحيـح انحـرافاتها.
محـاور الجـودة: لا تقتصـر علـى جانـب دون الأخـرى في بنيـة مؤسسـات التعامـل، بـل تشمـل بصورة مندمجـة ومتكاملـة لكامـل عناصـر المنظومـة التكوينيـة، أي جـودة التأطيـر، وجـودة كفاءات أستـاذ التعليـم الجامعـي، وجـودة الطالـب لحظـة ولوجه لمؤسسـة التعليـم العالـي، وجـودة المناهـج التكوينيـة، وجـودة تدبيـر وتسييـر مؤسسـات التعليـم العالـي، وملاءمـة التجهيزات اللوجستيكيـة: الوسائـل الديداكتيكيـة والمبانـي... لضمـان نجـاح سيرورة العمليـات، ذلك لأن تفاعـل هـذه العنـاصـر يمـر عبـر ثلاثـة مكونـات رئيسـة هـي:
1- الأهـداف: أهداف استـراتيجيـة عمل مؤسسـات التعليـم العالـي.
2- تصميـم. المدخلات والمخرجات للمؤسسـة، وتحديد البدائل للإجراءات بمـا يتناسب مع النتائـج المرجـوة.
3- التدبيـر الإداري: صياغة أهـداف كل إدارة بشكل يتماشـى مع الأهداف العامـة للمؤسسـة، وتوزيع الموارد بحيث تتناسب الموارد البشرية مع طبيعـة احتياجات كل إدارة أي بناء علـى آليات تحديد قياس الأداء.
عبـد الفتاح الفاتحـي
التعليقات (0)