مواضيع اليوم

معايير النجاح ليست واحدة بل ليس لها عدد

مهندس سامي عسكر

2013-06-05 13:29:12

0

معايير النجاح تختلف حسب نوع النشاط الإنساني ومجاله فنقول مثلا أن معيارالنجاح في مجال كرة القدم هو درجة إجادة اللعبة وإحراز الأهداف.. وفي مجال العلم إحراز التقدم والتجديد والكشف.. وفي مجال الصناعة إتقان المنتج ...ولكن يصعب جدا أن نقارن نجاح مهندس يقوم باختراع آلة أو تصميم جزء من آلة يجعل عملها أكثر دقة وأعلى إنتاجا بنجاح مدرس في إفهام الطلاب وتعليمهم الجديد... أو في مقارنة نجاح تاجر في مجال التجارة بتحقيق الربح بنجاح قائد طائرة في النصر على العدو .....واضح أن المقارنة تعتمدعلى قرب أو بعد الحكم عن الموضوع فمثلا لا يعتبر أستاذ الطب أن النجاح هو عدد توزيع الأغنية بقدرما يعتبره تحقيقا لعملية جراحية صعبة بمهارة ...ومعيار التفضيل أيضا يخضع لمزاج المستقبل فالذي يحب الجمال الأنثوي غير الذي يحب جمال الطبيعة غير من يهوى تلحين جملة موسيقية بنغم يطرب المستمع ويتآلف مع أصول فن الموسيقى كما أن لكل فن إنساني مذاقا مختلفا لا يقارن بغيره... فالنحت له محبوه وكذلك الرسم والتمثيل والغناء... وفي الأدب فنون مختلفة أيضا منها البلاغة والحكمة والشعر والقصة إلخ....ومن هنا نقول أن معيار النجاح ليس هو مطلقا تحقيق الربح والغنى!! وليس مطلقا الوصول إلى الأستاذية في العلم!! ...وإذا فكلمة النجاح ليس لها مدلول خاص ولكنها متعددة بتعدد الأنشطة الإنسانية ولا يمكن مقارنة نشاط بنشاط آخر فلكل نشاط مذاق ومعيار...أما في حالة الإعلام ومنه التدوين فالغالب أن رواد المدونات التي تعرض صورا فاضحة أكثر قراءة من أى مدونات أخرى فهل هذا دليل على تميز ونجاح؟ قد يكون ذلك صحيحا من وجهة نظر الذي يحب هذا النوع ولكن بالتأكيد ليس صحيحا من وجهة نظر الفائدة أو الاعتبارات الأخلاقية إذا وضعنا معيار الأخلاق واحدا من المعايير!!!
...وفي الفضائيات مثلا يمكن ملاحظة أن القنوات الي تعرض الفضائح وتنتقد بحق أو بغير حق أكثر مشاهدة من غيرها الجادة والرصينة فهل هذا نجاح؟.... وطبعا لا نقارن كل ذلك بالقنوات الإباحية إذا كان المشاهد منفلتا من الدين ومارقا من الفضيلة والشرف نعوذ بالله من كل ذلك....والنجاح والسعادة وغيرهما من مجالات التقييم ليس لأى منها تعريف قاطع مانع ويجمعها جميعا صفة واحدة أن النجاح هو إحراز الميزة الغائبة فسعادة الفقير في كسب المال وسعادة المريض في الشفاء من المرض وسعادة قارئ القرءان في إتمام حفظه وسعادة مشاهد الأفلام في البحث صباح مساء عن قنوات الأفلام التي لم يشاهدها وسعادة الطالب في اجتياز الاختبار والأعزب يرى أن الزواج هو غاية الأرب...مع أن ذلك ليس صحيحا مطلقا أيضا !!!!!!!!!!!!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !