إن كثيرا من الناس يعتقد بأن التصوير شيء سهل ولكن الحقيقة أنه مثلما يرصد فنان الفن التشكيلي بريشته نواحي الجمال، يرصد المصور بنظرته الفنية الخاصة أدق وأروع صور الجمال من خلال تركيزه على زاوية الجمال التي لا يتسنى للمصور العادي التقاطها، لان هذا الفن الجميل يعتمد على النظرة المتذوقة والإبداعية للفنان ولكن هناك العديد من المعوقات التي حدت من إبرازه لدينا، منها عدم وجود خطة تسويقية جيدة له، ولفنانيه، وعدم وجود وعي وثقافة صورية لدى الناس، أو لدى بعض الجهات.
وفناني فن التصوير الضوئي رجالا ونساءا ًيعانون ولكن معاناة الرجال اهون من النساء فالرجال بإمكانهم عمل ورش عمل مشتركة فيما بينهم وتطوير أنفسهم بالدراسة وأخذ أحدث الدورات بالخارج طالما هي لا تتوفر هنا بالإضافة لقدرتهم على السفر وحرية التنقل التي تفتح لهم المجال الواسع للمشاركة في المعارض المختلفة داخل وخارج البلاد.
ومحدودية الحركة والتنقل بسرعة من اهم المعوقات التي تعيق المرأة عن ممارستها لفن التصوير الضوئي ولهذا نجد المرأة تبدع وتركز على التصوير الداخلي أكثر من التصوير الخارجي والطبيعة، بالإضافة لعدم قدرتها على المشاركة بالمعارض الخارجية أو السفر للخارج للدراسة وتطوير الذات.
كما انها تضطر لبذل جهدا مضاعفا لتثبت موهبتها للناس ولتقول للعالم كله إنها موجودة بسبب عدم تفهم المجتمع لها وعدم إتاحة الفرصة لها للتنقل والمشاركة في المعارض وفعاليات التصوير المختلفة ،والتعبير عن مواطن الجمال سواء من خلال توفير الدراسات الأكاديمية الخاصة بذلك، أو اتاحة الفرصة لها للمشاركة في فعاليات ومعارض التصوير المختلفة، ومسألة الدعم هذه ليست قاصرة على الجهات المسؤولة عن رعاية الثقافة والفن والأدب فحسب بل هي أيضا تشمل الأهل والمجتمع فمن الواجب على الأهل دعم موهبة أبنائهم وتشجيعهم.
ومن أهم العوامل التي أدت الى عدم الاهتمام بهذا الفن أنه لا يوجد معرفة بفن التصوير الضوئي، وأن له متخصصين، بالإضافة إلى أنه لا يوجد دراسات أكاديمية تعطي هاويات هذا الفن فرصة أن يتحولن لمبدعات كما يحدث بالخارج. كذلك لا توجد معارض تعطي الناس ثقافة بصرية يستطيع المتردد عليها التمييز بين الرائع والجيد، بالإضافة إلى أن الإعلام لم يسلط الضوء على التصوير الضوئي ولم يمنحه حقه بالرعاية والتعريف كما يفعل مع الفنون الأخرى.
وهذه العوائق لا تقتصر على الفنانات فقط بل تمتد لكي تشمل حتى الفنانين من الرجال بالإضافة إلى المعوقات الأخرى ومن بينها العدد القليل جدا من المجلات المهتمة بهذا المجال وغياب الدورات المتخصصة وعدم وجود جماعة رسمية حقيقية وفعالة لفن التصوير الضوئي.
وفنان التصوير الضوئي يلاقي استخفافا على الرغم من موهبته التي تجعله يستعرض زوايا لا يراها المصور العادي مما يجعل الناس ترى صورا لمناظر رأتها كثيرا ولكن عدسته تجعلهم ينظرون لها وكأنهم يرونها للمرة الأولى، فالفنان الضوئي من شأنه أن يبرز جمال منطقته وحضارتها وتراثها ليصبح سفيرا لجمال منطقته وبلده ومن حقه أن يأخذ وضعه، ومسؤولية نشر الوعي الفني تقع على الفرد أولا وعلى الجهات المسؤولة ثانيا لتقديم الدعم المعنوي الحقيقي لإثبات وجودهم بالإضافة لحاجتهم لورش عمل ومحاضرات ومعارض لفن التصوير الضوئي والاعتراف بهم كفنانين وفنانات.
التعليقات (0)