علي جبار عطية
الأربعاء 29-08-2012
لعل القارىء الكريم قد يتذكر حلقة من حلقات مسلسل للفنان المبدع دريد لحام تحكي قصة دائرة تفشى فيها الروتين واستدعى الحال تدخلاً من الجهات العليا فارسلوا لجنة تفتيش واستعداداً لدخول اللجنة تشكلت لجنة لاستقبالها وكان من ضمن مراسيم الاستقبال شراء كباب لغداء اللجنة!
لكن الذي حصل ان اللجنة التفتيشية لم تأت مما استلزم تشكيل لجنة اخرى تدعى (لجنة الكباب) تتولى شراء ثلاجة لحفظ الكباب ومتابعته !!
تذكرت هذه الحلقة الفريدة الساخرة قبيل انتهاء شهر رمضان وكانت النية معقودة على شراء كيلو كباب مشوي بسعر (18) الف دينار فماذا حصل؟
لقد استلزم ذلك مراجعة صانع الكباب وشاويه قبل الفطور وبعد الفطور ولم احظ بشيء!
وبعد ثلاثة ايام راجعت الرجل ظهراً فضرب لي موعداً عصراً وحين جئت في موعدي حدد لي موعداً آخر هو قبل الفطور بنصف ساعة ولدى حضوري حصلت مناوشة كلامية ساخنة بين عامله واحد الزبائن السمان لم تنته نهاية سعيدة الا بتهديد بجلب العشيرة!
وتدخل الاخيار فيما بعد للصلح بعد يوم بعد ان وصلت الى الفصل العشائري (هذا ما عرفته بعد يومين)!
وعرفت في اثناء شيه للكباب انه يستهلك يومياً خلال الشهر الكريم (30ـ 40) كغم من اللحم ويعتذر عن تلبية طلبات الكثير من الزبائن لعدم قدرته على الايفاء بطلباتهم وحين سلمني كيلو الكباب علقت ان هذا ليس كباباً بل هو معاملة كباب وكأنني في دائرة حكومية من دوائر دولة متخلفة!
لكن من جانب آخر ادركت ان هناك قوة شرائية جيدة تدفع الناس الى تخير الاطعمة والاشربة وتأكد لي ذلك في اول يوم من ايام العيد لدى رؤيتي طوابير من الناس واقفين امام محال الكاهي والقيمر ذكرتني بطوابير المنتظرين للحصول على جواز السفر ايام النظام البائد وقوالب الثلج في عصر الديمقراطية فقلت سبحان مغير الاحوال و(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)!
التعليقات (0)