مستخلص بحث قدم في المؤتمر النبوي لجامعة بغداد كلية التربية ابن رشد
بعنوان
معالم تربية النبي(صلى الله عليه واله وسلم)( الإمام علي (عليه السلام)أنموذجا )
الباحثان
م.درحيم هملي معارج م .د سيد جلوب سيد
تربية الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) لعلي (عليه السلام) تربية تميزت عن باق التربيات الأخرى لكونها صدرت من خاتم الأنبياء (صلى الله عليه واله وسلم) وسيد الكائنات وتلقها أمير المؤمنين وسيد العرب والعجم (عليه السلام)فكان المربي على درجة عالية من التربية والخلق (انك على خلق عظيم )والمتلقي على درجة كبيرة من الطاعة فكانت خير تربية لاجتماع شرطين أساسيين
1- مكانة المربي
2-واستيعاب المتلقي
ولو قورنت تربية النبي(صلى الله عليه واله وسلم) لعلي(عليه السلام) مع باق الانبياء كابن نوح وزوجة لوط واولاد يعقوب لكانت معالم تربية النبي(صلى الله عليه واله وسلم) اكثر وضوحا وتكاملا بالرغم من ان المربي هو نبي(نوح ولوط ويعقوب ) الا ان المتلقي لم يستوعب هذه التربية ولم يستطع ان يحولها الى دروس سلوكية ويقدمها أنموذجا سلوكيا لخصوص الناس وعمومهم كعلي (عليه السلام) ولان تربية النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لعلي(عليه السلام) مستمدة من الوحي الرباني تركت اثارا سلوكية أصبحت دروسا للإنسانية جمعاء فان اثار تربية النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لعلي لا تعد ولا تحصى يذكر الباحثان منها :
اولا : مبيت علي(عليه السلام) في فراش النبي (صلى الله عليه واله وسلم) :
حينما اجتمعت مشيخة قريش ورؤساء قبائلهم في دار الندوة يتداولون الامر، ويتذاكرون في كيفية تنفيذ المؤامرة والخلاص من النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ومن دعوته، واشترك معهم إبليس لعنه الله بصفة رجل غريب جاء من نجد ودخل معهم، فلمّا أنكروه قال: إنّي من نجد أسمع منكم وأُشير عليكم.
وبعد المناقشات والمداولات، استقر رأيهم على أن تخرج قريش من كل قبيلة منهم رجلاً شجاعاً كما يعتقدون ، وعند الفجر تكون ساعة الصفر للهجوم على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ويضربوه ضربة رجل واحد ويقتلوه، وعند ذلك يتفرّق دمه (صلى الله عليه واله وسلم) بين قبائل قريش، فحينئذ لا يستطيع بنو هاشم قتال جميع قبائل قريش والاخذ بثأره(صلى الله عليه واله وسلم) ، فيضطرون عند ذلك بقبول ديته(صلى الله عليه واله وسلم) ، والرضوخ لجمعهم.
وكان أبو لهب وخالد بن الوليد مع المشركين مشتركان في المؤامرة اذ وجدوا علي(عليه السلام) في فراش النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فخابوا خيبة كبيرة ، فنزل الامين جبرائيل بهذه الاية المباركة: (وإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَو يَقْتُلُوكَ أوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ واللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ)الانفال آية 30 فقدم الامير (عليه السلام) بذلك اروع صورة من صور التضحية اذ ضحى بكل غال ونفيس في سبيل حماية الإسلام والنبوة المتمثلة بمحمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم) .
ثانيا :الشجاعة الفائقة :
تلك الشجاعة التي أنقذت المسلمين أكثر من مرة حينما بلغت القلوب الحناجر وجلبت إليهم النصر ابتداء بمعركة بدر وانتهاء بآخر معارك النبي (صلى الله عليه واله وسلم) اذ ذكر الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) شجاعة علي (عليه السلام) في اكثر من حديث : كحديث يوم الخندق قائلا (صلى الله عليه واله وسلم) :
ضربة علي يوم الخندق تعادل عمل الثقلين
الاخوة :
لما جمع النبي (صلى الله عليه واله وسلم) عشيرته وصنع لهم طعاما ودعاهم الى الاسلام قال (صلى الله عليه واله وسلم) (من يؤازرني على هذا الامر على ان يكون اخي ووصي وخليفتي فيكم من بعدي ) فقال علي (عليه السلام) (انا ) فقال (صلى الله عليه واله وسلم) ( هذا اخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا )
وحينما اخا النبي(صلى الله عليه واله وسلم) بين المهاجرين والانصار ترك علي(عليه السلام) لنفسه ليكون اخوه قائلا (صلى الله عليه واله وسلم) علي اخي وخليفتي من بعدي .
الامانة :
امانة الامة لعلي(عليه السلام) واستخلافه للخلافة بعده (صلى الله عليه واله وسلم) اذ قال (صلى الله عليه واله وسلم) من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه وفي حديث اخر له (صلى الله عليه واله وسلم) لايؤدي عني الا علي .
قضاء علي (عليه السلام) واعلميته :
قال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) أقضاكم علي
وقال (صلى الله عليه واله وسلم) انا مدينة العلم وعلي بابها
وقال عمر بن الخطاب لا معضلة الا لها ابو الحسن وفي قول اخر لولا علي لهلك عمر وفي قول اخر حينما ساله احد المسلمين فتوى فادار عمر بنظره اذ كان علي ع من الحاضرين في المسجد فقال عمر لا يفتي احد وعلي في المسجد .
ايمانه :
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) (لو ان السموات والارض موضوعتان في كفة وايمان علي في كفة لرجح ايمان علي )
وقال (صلى الله عليه واله وسلم) (علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يرد علي الحوض يوم القيامة )
زواجه من فاطمة الزهراء (عليه السلام) :
جمع الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ابو بكر وعمر وعثمان والانصار وخطب (صلى الله عليه واله وسلم) فاطمة لعلي (عليه السلام) فتحدث بكلام طويل وقال فيما قال ( ان الله امرني ان ازوج فاطمة من علي) فجمع شملهما وبارك لهما فكان زواج علي من (عليه السلام)فاطمة كرامة له وزواج فاطمة (عليها السلام) من علي (عليه السلام)كرامة لها .
التعليقات (0)