مواضيع اليوم

معارك القاعدة في الكويت... من فيلكا إلى أم الهيمان

suzan khwatmi

2009-08-13 09:52:16

0

أول اعتداء نفذ على فندق عدن عام 1992


معارك القاعدة في الكويت... من فيلكا إلى أم الهيمان


كتب: سالم ايوب

مقدمة


بعد أن أحبطت الأجهزة الأمنية الكويتية مخططًا ارهابيًّا كان يستهدف تفجير معسكر عريفجان الذي توجد به القوات الاميركية خلال أوائل أيام شهر رمضان الفضيل، وبعض المؤسسات الحساسة في الكويت، منها مقر جهاز أمن الدولة، أحيل المتهمون وقوامهم ستة مواطنين كويتيين إلى النيابة العامة للاستماع إلى اقوالهم.
وذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية الكويتية أن الخلية تضم ستة كويتيين، فيما ذهب بعض المحللين إلى أنه ربما فيه إشارة إلى أن الشبكة قد تضم جنسيات أخرى سيعلن عنها في التفاصيل اللاحقة.
وتوجد القاعدة العسكرية الأميركية الرئيسية في الكويت في منطقة معسكر عريفجان، وقد تكلف انشاؤها 200 مليون دولار. وتستوعب القاعدة 15 ألف جندي، وتتمتع بحراسة جيدة. وتقع قاعدة عريفجان على بعد 70 كيلومتراً من الحدود الشمالية للسعودية. وهي القاعدة الكويتية الرئيسية التي يستخدمها الجيش الأميركي كنقطة انطلاق الإمدادات والتموين للقوات الأميركية في العراق، ومن المرجح أن يكون معسكر عريفجان الممر الرئيسي للقوات الأميركية خلال انسحابها من العراق.

ففي واحدة من العمليات الاستخباراتية الناجحة شاركت فيها مخابرات اكثر من دولة خليجية، تم احباط خطة لتنظيم القاعدة تستهدف تفجير أكبر قاعدة عسكرية كويتية يستخدمها الجيش الأميركي في الكويت. وتاتي هذه العملية لتدق جرس الانذار من جديد الى تنام قوة التيار السلفي المتشدد وتغلغله الى كافة اجهزة الدولة في الكويت بما فيها اجهزة امن الدولة والمخابرات.
وهذا يعد ناقوس خطر حيث سبق ان حذر عدد من المحللين العسكريين والأمنيين بالكويت من مخاطر الخلايا الارهابية النائمة خصوصا تلك ذات الصلة بتنظيم القاعدة، وقد أكد مصدر أمني ان افراد الخلية الارهابية قد اعترفوا تفصيليا بشراء شاحنة كانوا يعتزمون تعبئتها بالسماد الكيماوي والمواد الكيماوية وعبوات الغاز لاقتحام معسكر القوات الأميركية في عريفجان وتفجيره. وكانت بداية الخيط للكشف عن هذه الخلية الارهابية قد بدأت من العاصمة البحرينية المنامة اذ إن أجهزة الأمن الكويتية تلقت معلومات من السلطات الأمنية في المنامة تفيد بوجود خلية ارهابية في الكويت على اتصال مع خلايا نائمة في البحرين، ولقد عزز تلك الشكوك والمخاوف ان الاجهزة الأمنية الكويتية كانت تراقب بالفعل بعض أفراد هذه الخلية التي تبين لاحقًا أنها تابعة لتنظيم "القاعدة".
وقال مصدر أمني مقرب من أجواء التحقيق أن أحد المعتقلين "كان ضالعاً في التخطيط للهجوم الإرهابي الذي استهدف القوات الأميركية في جزيرة "فيلكا" في العام 2002"، وقتل فيه جندي أميركي، وأصيب آخر. وتأتي عملية إحباط خطة الهجوم لتنظيم القاعدة في الكويت على أهداف أميركية وكويتية حيوية، لتسلط الضوء على التمدد الخطير للتنظيمات التكفيرية، حيث تشكل هذه التنظيمات المتشددة حاضنة طبيعية وميسورة لخلايا تنظيم القاعدة.
وتشير بعض المصادر الأمنية، ان الحل الوحيد والناجح لتوجيه ضربة قاصمة ومهلكة لذيول القاعدة في الكويت، هو بمراجعة أمنية حقيقية وجذرية للتمدد الخطير للتنظيمات المتشددة في أجهزة الدولة وفي قطاعات مالية وسياسية وثقافية، وتحديدا في القطاع الأخير حيث يصفه البعض، النشاط الثقافي والتنظيمي السلفي المتشدد، بأنه يمارس عمله بعيدا عن رقابة حقيقية، مستثمرا أجواء التحزب العشائري والطائفي المتعصب في الكويت التي ظلت حتى الآن بعيدة عن تنفيذ عمليات خطيرة لتنظيم القاعدة باستثناء عمليات متفرقة لاسباب عديدة منها، إبعاد الأنظار عن النمو المضطرد والقوي لهذا التيار في الكويت وسيطرته على مجموعات شبابية سلفية واسعة مستغلين حالات التعصب العشائري الذي يساهم بتحقيق إنجازات سياسية ووظيفية كبيرة في الانتخابات البرلمانية والبلدية وفي مجال الجمعيات والمبرات وكافة الأنشطة الاجتماعية والثقافية.

أول هجوم ضد غربيين بالكويت


ففي أول هجوم من نوعه بالكويت بتاريخ 11 اكتوبر، منذ بدء قصف أفغانستان، قتل رجل كندي وأصيبت زوجته الفليبينية بجروح خطيرة عندما أطلق، مهاجم من شبه القارة الهندية كان يرتدي لباسا باكستانيا ويعتمر عمامة داكنة اللون، النار عليهما من داخل سيارة، بينما كانا عائدين من مطعم للوجبات السريعة قرب منزلهما، وفر هاربا حسب رواية الزوجة التي أصيبت بثلاث رصاصات، وأعلن في وقته أن القتيل يدعى "لوك" في العقد الخامس من العمر ويعمل فني طائرات في قاعدة أحمد الجابر الجوية. وأدخلت زوجة القتيل إلى غرفة العناية المركزة في مستشفى العدان ولاحقاً نجت من الموت. ويعتبر هذا الهجوم أول عمل إرهابي تتعرض له الكويت، بعد القصف الأميركي لأفغانستان. بينما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الهجوم قد يكون له علاقة بالقصف على أفغانستان.

"فيلكا".. ومناورة المارينز


فقد استيقظت الكويت في 9 اكتوبر 2002 على عمليات مداهمة واعتقالات استمرت طوال الليل من سلطات الأمن للوصول الى دوافع الاعتداء الذي نفذه الكويتيان أنس الكندري وجاسم الهاجري ضد القوات الأميركية في جزيرة فيلكا، وقتل فيه جندي أميركي وجرح آخر، كما قتل المهاجمان. وكانت القوات الأميركية الموجودة في الجزيرة لمناورات "ايغر ميس 2000" قد اعتقلت حوالي 30 شخصا في فيلكا مباشرة بعد الحادث وسلمتهم الى السلطات الكويتية للتحقيق معهم، كما اعتقلت اجهزة الامن الكويتية حوالي 65 شخصا في مناطق متفرقة في اطار التحقيق في القضية، ثم اطلقت سراح بعضهم في وقت لاحق. واستلزمت الحملة استنفار جميع القطاعات الامنية وتطلبت الحصول على أذونات من وكلاء النيابة في منازلهم لمداهمة بعض المنازل في منطقتي الرميثية وسلوى، حيث يسكن المهاجمان. وبدأت وزارة الداخلية حملة لاعادة التحقيق مع جميع الكويتيين الذين عادوا من افغانستان في الفترة الماضية في مسعى لكشف جميع خيوط القضية والوصول الى الدوافع الحقيقية للعملية.
وكشفت التحقيقات ان المهاجمين ينتميان الى جماعة اسلامية متطرفة قريبة من تنظيم "القاعدة" وكانا قد شاركا في الحرب في افغانستان، لكنهما تمكنا من الفرار والعودة الى الكويت، وأشارت الى وجود صلة قرابة بين الكندري وثلاثة معتقلين آخرين في قاعدة غوانتانامو الأميركية احدهم على صلات وثيقة به. ويقيم الكندري في منطقة الرميثية وكان يتردد باستمرار على نفس المسجد الذي كان يصلي فيه الناطق الرسمي باسم "القاعدة" المختفي سليمان ابو غيث وهو متأثر به وكان يتردد عليه باستمرار ليصحبه في جولاته وزياراته. وهناك من يردد انه صلى في المسجد قبل ان يتوجه الى فيلكا لتنفيذ العملية مع الهاجري.
وسبق للكندري ان خضع لتحقيق مكثف من قبل جهاز أمن الدولة ثم أفرج عنه بعد فتح ملف له. أما جاسم الهاجري فقد خضع بدوره لتحقيق مماثل كونه حارب في أفغانستان وفي البوسنة. ويعرف عنه بان وضعه المادي جيد وكان يعمل في وزارة النفط قبل ان يستقيل.
وتركزت التحقيقات على معرفة الطريقة التي وصل بها المسلحان الى فيلكا، رغم الاجراءات الامنية المكثفة المفروضة هناك. وأشارت التحقيقات في هذا الشأن الى ان اشخاصا داخل فيلكا ساعدوا الكندري والهاجري على الدخول، وجهزوا لهما الاسلحة التي استعملت في الهجوم وهي رشاشات كلاشنيكوف من طراز "اي كي47".
واستهدف الهجوم حوالي 50 جنديا أميركيا كانوا انتهوا لتوهم من التمرينات وباشروا بجمع اغراضهم، ورد الجنود الأميركيون بغزارة على مصدر النيران فقتلوا المهاجمين على الفور.

دهس بقاعدة العديري


ففي القاعدة الأميركية في الكويت بتاريخ 30 مارس 2003 دهس سائق شاحنة مصري الجنسية طابورا للجنود الأميركيين فأصاب 15 منهم بجراح، حيث اقتحم سائق شاحنة حشدا من الجنود الأميركيين في متجر داخل قاعدة "العديري" شمالي الكويت، وأكد الناطق العسكري الأميركي الحادث دون أن يتمكن من إعطاء إيضاحات بشأن ما إذا كان الحادث متعمدا بشكل فردي أو أن للشخص علاقات مع تنظيم القاعدة، وأعلن في وقته أن السائق في حال خطرة بعد إصابته بجرحين خلال إطلاق النار عليه في معسكر الأديرع.

استهداف "عالية" و"غالية"


استطاعت قوات الأمن الكويت أن تحبط هجوماً على مجمع سكني أميركي بعد أن ألقت القبض على مواطن قرب مجمع يسكنه عشرات الضباط الأميركيين وفي سيارته قنابل مولوتوف. وسلم الرجل نفسه دون أي مقاومة ولم يحدث شيء. وقد اعترف المقبوض عليه بأنه وضع تلك القنابل في سيارته وأنه تلقى أوامر عبر شبكة الإنترنت بتنفيذ هجوم. ويبلغ عمر الشاب المقبوض عليه 17 عاماً، وقد اعتقل أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة في أحد الأبراج السكنية "عالية وغالية" التي يقطنها رعايا أميركيون بمنطقة الفنطاس التي تبعد نحو 30 كلم جنوب العاصمة.

خلية أسود الجزيرة


توفي قائد الخلية الإرهابية، التي فككتها قوات الأمن الكويتية، إثر أزمة قلبية وذلك بعد أيام على استسلامه للسلطات الأمنية إثر عملية نوعية في منطقة مبارك الكبير بدأت من حولي ثم ام الهيمان وأخيراً السالمية خلال يناير وفبراير 2005. وكان عامر خليف العنزي 29 سنة، قائد خلية "اسود الجزيرة" التابعة لـ "كتائب الحرمين"، قد أدلى بمعلومات لرجال الأمن سهلت في كشف المزيد من الغموض المحيط بنشاط الخلايا الإرهابية وديناميكية عملها والمصادر التي تمولها في الكويت والسعودية، بدءاً بمسجد الجهراء الذي كان يتخذه منبرا لنشر الفكر المتطرف حيث كان إماما وخطيبا سابقا فيه.
وعند انضمامه للخلية، سافر العنزي إلى السعودية للتنسيق مع أبو زياد السعودي الممول الرئيسي والمنسق العام للخلايا الإرهابية في الكويت، في الوقت الذي توجه فيه شقيقه ناصر إلى العراق للقتال في صفوف مجموعة الاصولي الاردني أبو مصعب الزرقاوي.
وبعد عودة العنزي من السعودية ممولا بنصف مليون ريال تقريبا، بدأ باختيار أعضاء الخلية والإشراف على تدريبهم على استخدام السلاح والتصويب الدقيق لا سيما عند منطقة الرأس بالإضافة إلى صنع المتفجرات. وأنشأت الخلية مختبرا مجهزا بالكامل لصنع المواد المتفجرة بمساعدة زوجة العنزي، حسب ما أدلى به هذا الأخير من اعترافات قبل وفاته. وبعد ذلك اتفق العنزي مع عناصره على تنفيذ عمليات إرهابية بالتنسيق مع خليتي المطلوبين خالد الدوسري ومحسن الفضلي اللذين خططا لاغتيال ضباط في وزارة الداخلية، واشترطا على العنزي تنفيذ ست عمليات مقابل استمرار تدفق الإمدادات على خليته.
وفي أوائل يناير 2005، توجه كل من عامر العنزي وفواز العتيبي إلى ميدان حولي لتبديل سيارة مستأجرة، وكان يرافقهما ظايف مجروز وشقيق عامر، ناصر، الذي سارع إلى إطلاق النار على رجال الأمن وعلى زميله فواز العتيبي فور إحساسه بوجود كمين من رجال أمن الدولة للقبض عليهم.
وتوجه المطلوبون بعدها إلى منزل أم الهيمان قبل ان يداهمهم رجال الأمن، إلا ان المطلوبين تمكنوا من الفرار بمساعدة محسن الفضلي والانتشار في منطقة السالمية التي شهدت مصرع ناصر واعتقال مشبوهين أرشدوا السلطات الأمنية على مكان عامر في منطقة مبارك الكبير حيث سلم نفسه هناك مع ثلاثة من رفاقه.
وأسدل الستار على تنظيم "أسود الجزيرة" عندما أصدرت محكمة الجنايات الكويتية أحكاما بإعدام ستة أشخاص. وتأتي هذه الأحكام في إطار قضية مجموعة مسلحة يشتبه في ارتباطها بتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن، نفذت عمليات مسلحة دامية في يناير وفبراير 2005 بالكويت.
وقرأ القاضي هاني الحمدان الحكم الذي شمل ستة أحكام بالإعدام في حق ثلاثة كويتيين وثلاثة بدون جنسية، إضافة إلى حكم بالسجن المؤبد على كويتي وتبرئة سبعة متهمين من المجموعة المكونة من 37 شخصا هم 25 كويتيا وسبعة بدون جنسية وأردنيان وسعودي وأسترالي وصومالي يحاكم 10 منهم غيابيا.
كما أصدر القاضي أحكاما بالسجن تراوحت بين أربعة أشهر و15 عاما على باقي المتهمين البالغ عددهم 22 شخصا. وامتنع القاضي عن النطق بالحكم في حق المرأة الوحيدة التي تحاكم ضمن المجموعة وهي نهى العنزي أرملة الزعيم المفترض للمجموعة والتي أفرج عنها بكفالة بسبب إصابتها بالسرطان.

تحذيرات


يذكر أن عددا من الخبراء حذروا من خطورة الخلايا النائمة ومن أن يؤدي انسحاب القوات الأميركية من العراق إلى حالة من الفوضى التي قد تحدث على الحدود على الجانب العراقي، ما يؤدي إلى تسرب عناصر إرهابية وإجرامية عبرها، ومن ثم طالبوا بإسناد مهمة الحدود إلى وزارة الدفاع بدلاً من الوضع الحالي إذ تقوم بتأمين الحدود عناصر من وزارة الداخلية.
وتعد هذه المحاولة، كشف الخلية الإرهابية، هي الثامنة التي يتم رصدها تجاه القوات الأميركية والتي تعرضت من قبل لست عمليات ولمحاولات اعتداء هي التالية:
1ـ هجوم فيلكا على قوات أميركية خلال اجراء مناورة في اكتوبر 2002.
2ـ تعرض جنود أميركيين لاطلاق نار 14 اكتوبر 2002 دون حدوث أي اصابات.
3- اطلاق نار على "هامفي" لجنود أميركيين في يناير 2003.
4ـ مارس 2003، سائق شاحنة مصري يستهدف دهسًا مجموعة من الجنود في قاعدة أميركية بالكويت.
5ـ حادثا اطلاق نار على قافلة جنود أميركية واصابة 4 جنود بجروح في 14 ديسمبر 2003.
6ـ احباط استهداف لمجمع عالية وغالية بالنفطاس عندما ألقي القبض على شاب حاول زرع عبوة ناسفة.
7- تفكيك خلية أسود الجزيرة 2005.


كادر


تأسيس تنظيم القاعدة


لم تظهر القاعدة بشكلها الحالي كشبكة شاملة للارهاب الدولي إلا عام 1998. وفي 26 مايو 1998 قال أسامة بن لادن في مؤتمر صحافي بثت شبكة "سي ان ان" الأميركية مقاطع منه في اغسطس 2002 انه شكل جبهة "للجهاد ضد الصليبيين واليهود" بهدف قتل الأميركيين مدنيين وعسكريين.
بن لادن - المولود عام 1957 في الرياض بالسعودية لأمه علية غانم السورية الأصل وأبيه محمد عوض بن لادن اليمني الأصل- هو الولد الثالث والأربعون بين إخوته الثلاثة والخمسين. كان هادئ الطبع وفارع الطول يبلغ 190.5 سنتمترا، كما كان متعلقا بأمه وقد تزوج زواجه الأول ببنت خاله نجوى غانم التي أنجبت له أحد عشر طفلا. وتزوج بعدها أربع نساء.
وفي بيشاور أسس بن لادن "بيت الأنصار" عام 1984 لاستقبال المجاهدين المتطوعين وتدريبهم في المعسكرات التي يشرف عليها قادة أفغان مثل سياف ورباني وحكمتيار. وبحلول عام 1986 أصبحت لبن لادن معسكراته المستقلة في مختلف أرجاء أفغانستان. وفي عام 1989 أسس مكتبا لتسجيل المجاهدين وإعلام عائلات من يقتل منهم عرف باسم القاعدة ومن هنا نشأ إسم التنظيم.
وفي عام 1989 عاد بن لادن إلى السعودية حيث وضع تحت الإقامة الجبرية، وما إن غزت القوات العراقية الكويت، وقررت السعودية دعوة القوات الأميركية للدفاع عن المملكة حتى قرر بن لادن حمل السلاح لمواجهة الوجود الأميركي في الجزيرة العربية.
وشكلت حرب تحرير الكويت (1991) نقطة تحول بالنسبة لبن لادن على مستوى عدائه للولايات المتحدة خصوصا بعد ان انتشرت القوات الاميركية بكثافة في شبه الجزيرة العربية.
ومن السعودية سافر بن لادن إلى باكستان بعدما توسط أحد أقاربه لدى الدولة السعودية للحصول له على جواز سفر، ثم حل بأفغانستان حيث كان التناحر بين الفصائل الأفغانية المسلحة سائدا، فانتقل في ديسمبر 1991 إلى السودان حيث استثمر الكثير من أمواله، وغادر السودان شبه مطرود في مايو 1996 إلى أفغانستان.
واصبحت افغانستان التي استقر فيها بن لادن عام 1996 القاعدة الخلفية لتنظيمه الى ان دخلها الأميركيون واطاحوا بنظام الطالبان الذي استقبل بن لادن "كضيف شرف". وهو تمكن بتلك الصفة من انشاء معسكرات تدريب وتجنيد على أرض أفغانستان للراغبين بالمشاركة في "الجهاد".
وبحسب تقديرات اجهزة الاستخبارات الغربية تمول القاعدة وتدرب وتستعمل مجموعات أخرى عديدة في عشرات الدول (من 35 الى 60 دولة) وخصوصا في الشيشان وبورما واريتريا واوزبكستان والجزائر والبوسنة.
نهاية

 

كادر


أبرز الهجمات التي تبناها تنظيم القاعدة او نسبت اليه:


1992: تفجير فندق عدن عام 1992، في اول اعتداء لتنظيم القاعدة الذي استهدف القوات الأميركية.
1993: في 26 فبراير الولايات المتحدة: عملية تفجير في مركز التجارة العالمي في نيويورك تسفر عن ستة قتلى والف جريح.
1995: 13 نوفمبر - السعودية: انفجار سيارة مفخخة في الرياض امام مبنى للحرس الوطني السعودي يؤدي الى مقتل خمسة جنود اميركيين وهنديين.
1996: 25 يونيو - السعودية: شاحنة مفخخة تدمر مدخل القاعدة الاميركية في الخبر قرب الظهران (شرق) وتسفر عن سقوط 19 قتيلا جميعهم أميركيون و386 جريحا.
1998: 7 اغسطس - كينيا وتانزانيا: سيارتان مفخختان تنفجران قرب سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام وتسفران عن 224 قتيلا بينهم 12 اميركيا والاف الجرحى.
2000: 12 اكتوبر - اليمن: مقتل 17 جنديا اميركيا وجرح 38 اخرين في عملية انتحارية تستهدف المدمرة الاميركية "كول" في عدن.
2001: 11 سبتمبر - الولايات المتحدة: انتحاريون يخطفون اربع طائرات تضرب اثنتان منها برجي التجارة العالمي في نيويورك فيما تسقط الثالثة فوق مبنى وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في واشنطن وتتحطم الرابعة في بنسلفانيا. الحصيلة الاخيرة 2978 قتيلا.
2002: تضاف اليها سلسلة الاعتداءات في الرياض بين ابريل ونوفمبر 2002 وسلسلة الاعتداءات في اسطنبول ضد كنس يهودية ومصالح بريطانية اسفرت عن مقتل 63 شخصا في نوفمبر 2002. والاعتداء على مرقص في جزيرة بالي الاندونيسية في اكتوبر 2002 اسفر عن مقتل مئتين وشخصين معظمهم من السياح الاستراليين.
2004: وقد تبنت القاعدة وعبر تنظيمات مرتبطة بها اعتداءات مارس 2004 في مدريد التي اسفرت عن مصرع 191 شخصا واصابة الفين اخرين.
2005: اعتداءات السابع من يوليو 2005 في لندن.
نهاية


كادر


الشبكة العسكرية الأميركية بالشرق الأوسط


في هذا الإطار، يمكن رصد أهم مواقع انتشار التسهيلات العسكرية الأميركية - ومعها عناصر القوات البريطانية - في الشرق الأوسط، خاصة في المنطقة المحيطة بالعراق، كالتالى:

البحرين:
تتمتع القوات الأميركية بوجود عسكري قوي في البحرين، فهناك تسهيلات عسكرية مختلفة في ميناء سالمان ومطار المحرق وقاعدة الشيخ عيسى الجوية، لكن قاعدة الجفير العسكرية، القريبة من المنامة، تمثل واحدة من أهم القواعد العسكرية في الخليج، حيث تضم مركز قيادة الأسطول الخامس الأميركي، ومركز قيادة القوات الخاصة. ويتمركز في البحرين ما بين 860 و1200 عسكري، إضافة إلى وحدة عسكرية بريطانية.

الكويت:
تتمركز عناصر مختلفة من القوات الأميركية في كل المواقع العسكرية الكويتية الرئيسية تقريبا، حيث تعمل بصورة مشتركة مع جيش الكويت، في قاعدة أحمد الجابر الجوية ومعسكر الدوحة وجزيرة فيليكا ومطار الكويت الجوي وميناء الأحمدي، لكن أهم المواقع العسكرية الأميركية توجد في قاعدة علي السالم ومعسكر عريفجان، حيث تتمركز قوة جوية وبرية رئيسية، وعناصر تابعة لقيادة الجيش الأميركي. ويبلغ عدد القوات الأميركية في الكويت حوالي 10 آلاف عسكري، مع حوالي 522 دبابة، ومعدات للواء مدرع (ثلاث كتائب)، وحوالي 52 مقاتلة و75 هليوكبتر مسلحة أباتشي ووحدات باتريوت.

الأردن:
توجد علاقات عسكرية مفتوحة بين الأردن والولايات المتحدة تتيح وجودا عسكريا أميركيا قويا وقت الضرورة. لكن في الوقت الحالى توجد تسهيلات عسكرية أميركية في قاعدة الشهيد موفق الجوية بالزرقاء، يوجد فيها حوالي 1200 عسكري تابعين للقوات الجوية، وميناء العقبة الذي تقدم فيه خدمات مختلفة للقوات البحرية. وتجرى بانتظام تدريبات عسكرية مشتركة بين الجانبين تصل القوات المشاركة فيها أحيانا إلى 10 آلاف جندي، وتبقى القوات الأميركية في إطارها لفترات طويلة في الأردن.

قطر:
أصبح الوجود العسكرى الأميركي في قطر يتسم بالقوة في الفترة الأخيرة، فقد كانت التسهيلات العسكرية الأميركية تتركز في وجود مخازن أسلحة ومعدات لتشكيل عسكري بحجم لواء، وتسهيلات مختلفة في معسكر السيلية ومطار الدوحة الدولي ومنطقة أم سعيد. لكن قاعدة العديد العسكرية تحولت إلى واحدة من أهم القواعد العسكرية الأميركية في الخليج، خاصة بعد نقل مقر القيادة المركزية من فلوريدا إليها. ويبلغ حجم القوات الأميركية فى قطر 3000 جندي و175 دبابة، وعددا من طائرات الاستطلاع، وقوة كبيرة للعمل ضد الألغام، إضافة إلى المعدات العسكرية المخزنة.

السعودية:
كانت التسهيلات العسكرية السعودية - ولا تزال على بعض المستويات - تمثل أقوى مواقع تواجد للقوات الأميركية في الخليج منذ العام 1990، فهناك تسهيلات عسكرية مختلفة لعناصر متعددة من القوات الأميركية في الدمام والهفوف والخبر وتبوك وينبع وقاعدة الملك عبد العزيز بالظهران وقاعدة الملك فهد البحرية بجدة وقاعدة الملك خالد الجوية بأبها، وقاعدة الرياض العسكرية، وقاعدة الطائف العسكرية، لكن قاعدة الأمير سلطان الجوية جنوب الرياض هي أقوى مواقع التواجد العسكري الأميركي في السعودية، حيث يوجد بها حوالي 5100 جندي أميركي، وتضم قيادة القوات الجوية الأميركية في الخليج، التي نقلت بعض عناصرها إلى قطر، يضاف إليها 42 مقاتلة إف 15 وإف 16 وإف 117. كما تتواجد بالقاعدة نفسها عناصر عسكرية بريطانية (200 جندي) وفرنسية (130 جندي) تدعمها طائرت تورنادو وميراج، وطائرات نقل عسكرية.

عُمان:
أصبحت عمان واحدة من أكثر مواقع الوجود العسكري في المنطقة فعالية، خاصة بعد مشاركة القوات الأميركية والبريطانية المتواجدة بها في حرب أفغانستان. وتتركز التسهيلات العسكرية الممنوحة للولايات المتحدة في ميناء قابوس بمسقط وميناء صلالة ومطار السيب الدولي. وتتعدد المواقع العسكرية الرئيسية التي تتواجد بها القوات الأميركية في عمان، فهناك عناصر رئيسية تابعة للقوات الجوية في قاعدة المثنى الجوية وقاعدة تيمور الجوية، وتمثل قاعدة مصيرة العسكرية واحدة من أقوى مواقع التمركز العسكري الأميركي- البريطاني في الخليج. ويتمركز فى عمان حوالي 3000 عسكري أميركي، وعناصر مختلفة تابعة للقوات الجوية والبحرية.

الإمارات العربية:
تتمتع القوات الأميركية بعناصر مختلفة من التسهيلات العسكرية في عدد من المواقع الإماراتية، كقاعدة الظافرة الجوية بأبو ظبي ومطار الفجيرة الدولي، وعدد من الموانئ البحرية كميناء زايد ومينائي رشيد وجبل علي بدبي وميناء الفجيرة. ويتواجد في الإمارات حوالي 500 عسكري أميركي وبعض طائرات الاستطلاع.

اليمن:
تتمتع الوحدات العسكرية الأميركية بتسهيلات مختلفة في اليمن، اتسع نطاقها في إطار الحملة الأميركية ضد الإرهاب لتشمل عناصر مختلفة للدعم والتدريب خاصة بالساحة اليمنية نفسها، لكن التسهيلات العسكرية التقليدية في اليمن كانت تتركز عادة في ميناء عدن ذي الموقع الإستراتيجي، الذي يعتبر محطة رئيسية لخدمات الوقود والصيانة الخاصة بالوحدات البحرية الأميركية، والذي شهد واقعة استهداف المدمرة يو إس إس كول في أكتوبر 2000.

جيبوتي:
كانت جيبوتي تقع دائما ضمن "دائرة فرنسا"، حيث تتمركز بقاعدة جيبوتي العسكرية قوة فرنسية كبيرة العدد يصل عددها إلى 3900 جندي، تتألف من قوات تابعة لمشاة البحرية والفرقة الأجنبية، تدعمها مقاتلات ميراج وهليوكبتر مسلح، وتوجد بها مخازن أسلحة ومعدات للطوارئ. لكن القوات البحرية والجوية الأميركية تتمتع بتسهيلات في الموانئ والمطارات بجيبوتي، كما تتمركز عناصر من قوة عمليات القرن الأفريقي في معسكر المنير التابع لفرنسا، أضيفت إليها إلى محطة عسكرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، تتبعها طائرات من دون طيار (بريداتور) تقوم بمهام استطلاعية وقتالية.

مصر:
ترتبط مصر بعلاقات عسكرية قوية متعددة المستويات مع الولايات المتحدة، تتخذ شكل تعاون تسليحي ومساعدات عسكرية وتدريبات مشتركة. وتشمل التسهيلات العسكرية المقدمة إلى الولايات المتحدة في مصر، تسهيلات للقوات البحرية في الموانئ مثل بورسعيد والسويس والغردقة والتي تكتسب أهميتها في ظل المرور المكثف بقناة السويس، وتسهيلات خاصة بعمليات تدريب النجم الساطع الدورية المشتركة التي أصبحت متعددة الأطراف في بعض المواقع العسكرية في الساحل الشمالى. لكن أهم التسهيلات المقدمة للقوات الجوية الأميركية في مصر توجد في قاعدة غرب القاهرة الجوية.

تركيا:
تركيا هي الدولة الوحيدة العضو في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) بالشرق الأوسط، وتربطها علاقات عسكرية قوية مع الولايات المتحدة. وتوجد فيها -إضافة إلى تسهيلات عسكرية في معظم الموانئ والمطارات- واحدة من كبرى القواعد العسكرية التابعة للناتو (الولايات المتحدة) في المنطقة، وهي قاعدة إنجيرليك الجوية التي تضم حوالي 1700 جندي أميركي، وتتمركز بها 36 مقاتلة من طرازات مختلفة، تعمل عادة في إطار مهام مراقبة منطقة الحظر الجوي شمال العراق، ويمكن زيادتها في حالة الحرب بأعداد كبيرة، وتجري في القواعد التركية عمليات توسع عسكرية هامة بتمويل أميركي في الوقت الحالي، بما يمكن من حشد أعداد هائلة من القوات والمقاتلات وقت الحاجة.

إسرائيل:
تستند العلاقات العسكرية الأميركية – الإسرائيلية على اتفاقات تحالف إستراتيجي متطورة تضمن تعاونا عسكريا معقدا بين الجانبين، توجد في إطاره شبكة تسهيلات عسكرية أميركية في معظم المواقع العسكرية الإسرائيلية، منها ستة مواقع عسكرية، أهمها الموقع 51 والموقع 53 والموقع 54، التي يتم فيها تخزين أسلحة معدات طوارئ خاصة بالقوات الجوية والقوات البحرية والقوات الخاصة الأميركية، وهي معدات يمكن أن تستخدمها القوات الإسرائيلية نفسها وقت الحاجة كما حدث فى حرب أكتوبر 1973.
نهاية

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !