بلادي اليوم / متابعة
استطاع المشهد الحريني ان يكسر المعادلة قليلا لصالحه وياخذ مساحة جيدة من الصحافة والاعلام لينافس بذلك الملفات الشائكة والساخنة في المنطقة وليبين للعالم بأن الوضع في البحرين بدأ يغلي وان الثورة البحرينية هي واحدة من الثورات العربية التي لاتزال تصارع نظامها . ملف اقامة سباق الفورمولا الذي يسعى النظام من خلاله لتحقيق ضربته السياسية الكبيرة ليثبت للعالم بأن لا ازمة ولاعنف ولاضجيج ولاحتى ثورة مطالب اصلاحية وسياسية , مما قد يجهض انتفاضة الثوار المطالبة بالاصلاح والتغيير . الا ان ثوار 14 فبراير لم يقفوا مكتفوي اليدين من سيناريو قد يسحب البساط من تحت اقدامهم ويعطي شرعية زائفة للنظام الحاكم . حيث لاتزال المسيرات والتظاهرات والاعتصامات قائمة على قدم وساق في وقت قوبلت تلك التظاهرات والمسيرات السلمية بأعتداءات متكررة وانتهاكات جديدة . وفي سابقة ليست الاولى ولن تكون الاخيرة . اقدمت قوات الامن على اعتقال اكثر من 60 شخص في الايام القليلية الماضية في محاولة وصفها بعض الناشطين والمعارضين بانها " استباقية " لمنع الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بالغاء السباق الفورملا لتثبت السلطة بذلك صحة ما ذهبت اليه المنظمات الحقوقية والدولية كان اخرى ها منظمة العفو الدولية التي اكدت ان السلطة لاتزال تستخدم العنف المفرط تجها المحتجين ولم تنفذ ايا من توصيات بسيوني .
وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة المدير الاقليمي لمنظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا في بيان "تحاول السلطات تصوير البلاد على أنها على طريق الإصلاح لكن ما زلنا نتلقى تقارير عن التعذيب واستخدام القوة غير الضرورية والمفرطة ضد الاحتجاجات.. تتعامل إصلاحاتهم مع جزء بسيط من المشكلة فقط". .
هذا ووجهت "الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان" نداءً عاجلا إلى المفوّضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، مطالِبة اياها "بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب ضد حقوق الإنسان في البحرين".
ودعت الجمعية بيلاي "بصفتها المسئول الأممي الأول المعني بالدفاع عن حقوق الإنسان" إلى "اتخاذ كل الإجراءات الممكنة المتاحة لوقف تلك الانتهاكات التي زادت وتيرتها مؤخرا، والتي قد تتصاعد بعد تهديدات المسئولين في الحكومة".
في هذه الاثناء اكد تيار العمل الاسلامي احد ابرز قوى المعارضة البحرينية الى ان الاعتقالات الاخيرة التي نفذتها السلطة هي " خطوات احترازية " تزامنا مع عقد السباق الرياضي المذكور .
وقال القيادي في تيار العمل الدكتور راشد الراشد في تصريح خص به " بلادي اليوم " : ان النظام يسعى من خلال هذه الاعتقالات التعسفية الى اجراء خطوات احترازية مع تصاعد وتيرة المطالبات الشعبية المطالبة بالغاء السباق . متسائلا في ذات الوقت هل سيقدم النظام على سجن اغلبية ابناء الشعب البحريني لانهم يعارضون اقامة السباق . مشيرا الى ان تلك الخطوات تزيد من تعقيد الازمة بدل حلها .
واشار الراشد الى ان تم استقدام العديد من الكوادر الامنية ونشرهم في مختلف المدن والمناطق في البلاد وان قوات الامن من جيش وشرطة قد دخلت في حالة استنفار قصوى تحسبا لمسيرات شعبية عارمة ستعج بها البلاد في الساعات القادمة .
وبشأن السناريوهات المرتقبة ومنها سيناريو استخدام العنف من قبل المحتجين والمتظاهرين اكد الراشد ان العمليات الاخيرة التي شهدتها البلاد ( في اشارة الى تفجير مركز العكر وتكفيك عبوة قرب حلبة السباق ) مؤشرات تضع البلاد على حافة الهاوية . مبينا ان الثورة باستحداث اساليب وادوات جديدة لفرض ارادتها بعد ان يئست من المواقف الدولية .
وتابع قائلا : ماذا ننتظر من شخص يتم الاعتداء على عرضه وسفك دماء اخوانه وهدم منزله ؟ مبينا ان تلك الاعمال هذه لم تاتي من فراغ وان انتهاكات السلطة كلها مرشحات لتنامي خطاب المقاومة .
واضاف : ان الفعل يولد ردة فعل وان كل ما وصلت اليه الاوضاع من تدهور وتعقيد هي من صنيعة النظام الحاكم لان تماديه في القسوة والبطش والتنكيل بالمتظاهرين دفع الثوار الى للاقدام على تلك الاعمال . مبينا انها تندرج ضمن اطار الدفاع المقدس .
وكانت مركز شرطة العكر شهد تفجير عبوة ناسفة ادى الى اصابة سبعة عسكريين ولقد سارع اهالي المنطقة وقوى شخصيات المعارضة الى البراءة واستنكار ذلك ، وحمل بعضهم النظام الحاكم بنتاج ذلك لتشويه صورة المعارضة امام العالم .
http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=6615
التعليقات (0)