معارضين إيرانيين: الحکومة العراقية و يونامي حولوا عيدنا الى عزاء

نزار جاف من بون
خلال واحدة من أسوأ عمليات النقل التي تجرى لسکان أشرف الى مخي ليبرتي و التي بدأت منذ فترة وجيزة، توفي المعارض الايراني المهندس "برديا امير مستوفيان" أحد سکان أشرف و أحد أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، عقب نوبة قلبية إنتابته من جراء الارهاق المفرط بحسب ماجاء في تقرير الطبيب العراقي.
وقد تبين لنا من خلال سلسلة إتصالات هاتفية مع سکان مخيم ليبرتي من الذين کانوا ضمن الوجبة الاخيرة، أن عملية نقل الوجبة الثالثة من سکان أشرف الى مخيم ليبرتي، و التي صادفت موعدا قريبا جدا من العيد الوطني الايراني المعروف"نوروز" وهو عيد رأس السنة الايرانية، تم إجرائها قسرا وعلى الضد من رغبة و إرادة سکان أشرف الذين کانوا يطلبون تأجيلها الى يوم 23 آذار القادم، لکن الحکومة العراقية و يونامي رفضا الطلب المذکور و أصروا على أن تتم العملية في يوم الاحد 18 آذار الجاري، حيث ان عملية النقل المذکورة قد بدأت بتفتيش الامتعة من الساعة الثامنة من صباح الاحد 18 آذار و استمرت حتى ظهر يوم الاثنين 19 آذار، ثم بدأ بعد ذلك عملية تفتيش المنقولين، وخلال إحدى المراحل من عملية التفتيش غير العادية قامت القوات الضاربة الخاصة المسماة بقوة"سوآت" بالهجوم على السکان و إنهالت عليهم ضربا مبرحا بالهراوات الکهربائية و تعرض المهندس برديا امير مستوفيان وهو أحد سکان أشرف المنقولين ضمن الوجبة الثالثة الى مخيم ليبرتي، لنوبة قلبية عند وصوله الى المخيم بسبب ضغط الارهاق الشديد الذي تعرض له و الذي استمر زهاء 48 ساعة مما اودى بحياته و بسبب هذا الحادث المأساوي المؤسف إنقلب عيد هؤلاء المعارضين الايرانيين الى عزاء لفقدانهم أحد رفاق دربهم.
يشار الى أن المهندس برديا مستوفيان، قد کان 44 عاما، و مهندسا بارزا في مجال الکهرباء، إلتحق بصفوف منظمة مجاهدي خلق قبل 20 عاما للنضال ضد النظام الديني في إيران.
وأکد السيد "مبشر" في إتصال هاتفي معه في مخيم ليبرتي، والذي کان أحد المنقولين في الوجبة الثالثة، بأن عملية النقل قد تمت وسط أجواء بوليسية بحتة و إفتقرت لکل القوانين الدولية القوانين و المعايير المعمول بها المتعارف عليها، وأشار الى عمليات التفتيش الاسثنائية الغريبة التي تعرض لها و رفاقه موضحا بأنه ليس لها مثيل من حيث القسوة و الاستهانة بشخصية و کرامة المنقولين، وقال بأنهم"أي سکان أشرف"، کانوا يرغبون بأن تجرى عملية النقل بعد العيد"عيد نوروز في 21 آذار"، و نقلوا رغبتهم هذه الى الامم المتحدة و الحکومة العراقية لکنهما رفضا ذلك و أصرا بصورة عجيبة و غريبة على أن تتم عملية النقل على الرغم من رغبة و إرادة السکان، وأضاف بأن لعيد نوروز معنى و مکانة خاصة جدا في قلب و نفس الشعب الايراني و انهم"کما هو حال الشعب الايراني" کانوا قد أعدوا و حضروا للإحتفال بعيد نوروز لکنهم أجبروا على ترك کل ماحضروه و أعدوه. وفي إجابة له على سؤال بخصوص المهندس مستوفيان، قال مبشر: أن المهندس مستوفيان و بعد أن إنتهت عمليات النقل و التفتيش و وصل الى ليبرتي، توجه الى احدى الکرفانات لإداء الصلاة لکنه لم يخرج و عندما ذهبنا إليه لنرافقه الى إحتفالية عيد نوروز، وجدناه جثة هامدة و فورا قمنا بنقله الى طبيب عراقي في ليبرتي حيث أعلن الطبيب بأن سبب الوفاة يعود الى نوبة قلبية ناتجة عن الارهاق و الضغط.
ومن خلال الاتصال الهاتفي، قالت"معصومه‌"، وهي احدى المنقولات ضمن الوجبة الثالثة، بأن عدم الاکتراث بطلب و رغبة سکان أشرف في تأجيل عملية نقلهم بضعة أيام أخرى لکي يحتفلوا بعيد رأس السنة الايرانية الجديدة، هو بمثابة مکافأة و هدية کبيرة للنظام الايراني الذي يتربص بسکان أشرف الاحرار شرا لأنهم يمثلون اهم معارضة حقيقية بوجهه، وقالت معصومه‌، ان الطريقة و الاسلوب غير الانساني و غير اللائق الذي تم من خلاله نقل الوجبة الثالثة من سکان أشرف الى مخيم ليبرتي، والتي کانت تفتقر لأبسط المعايير المتعارف عليها بهذا الخصوص، أکدت للعالم أجمع بأن العملية برمتها قد جرت وکأن النظام الايراني هو من يشرف عليها وقد جاء وفاة أخونا برديا امير مستوفيان من جراء الضغوط غير العادية و الارهاق الاستثنائي الذي تعرضنا له جميعا ليثبت للعالم و بصورة واضحة جدا حقيقة مايجري من تعسف و جور و إنتهاك لحقوق و کرامة و إنسانية سکان أشرف واننا نرفع صوتنا و نحث المجتمع الدولي على الالتفات لنا و حمياتنا من الفاشية الدينية المجرمة التي لاتريد أن تترکنا و شأننا و لاتکف عن خططها و دسائسها المشبوهة و الخبيثة. وأشارت معصومه‌ الى أن حادثة وفاة المهندس مستوفيان المؤلمة و التي ماکانت تحدث لو أن الحکومة العراقية و يونامي قد إستجابوا لطلبنا المشروع بتأجيل النقل من 18 آذار الى 23 آذار، وانهما مسؤولان عن تحويل إحتفالنا بعيد رأس السنة الايرانية لهذا العام الى عزاء.
وقال فرد آخر من المنقولين في الوجبة الثالثة و يدعى"أبو ذر"، ان الاصرار الملفت للنظر من جانب الحکومة العراقية و الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة و المسؤولين في يونامي على إجراء عملية نقل الوجبة الثالثة في 18 آذار عوضا عن 23 آذار کما أقترح سکان أشرف و ممثلهم الخاص شفويا و تحريريا، يعود الى الضغط القوي الذي مارسه النظام الايراني وان ماجرى هو فقط من أجل إرضاءه، وأکد بأن النظام الايراني يعتبر إجراء عملية النقل و على الضد من رغبة سکان أشرف بمثابة إنتصار لإرادته وان مشيئته فوق الحکومة العراقية و منظمة الامم المتحدة. ولفت أبو ذر الانظار الى أن عملية تفتيش أمتعة المنقولين قد إستغرقت زهاء 29 ساعة، أما تفتيشنا کأفراد فقد إستغرق هو الآخر قرابة 19 ساعة، وهي مدة غير معقولة و بعيدة عن المنطق، ولاأدري هل هناك في العالم هکذا عملية تفتيش لأفراد محميين بموجب قوانين جنيف الخاصة بالاسرى و اللاجئين؟