مواضيع اليوم

معاذ الكساسبة

Riyad .

2015-02-05 11:46:27

0

معاذ الكساسبة

حتى هذه اللحظة لم يستيقظ البعض من الغيبوبة الفكرية التي أصابته حتى بعد مشاهدته مقطع إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً بالنار , داعش التي قفزت على الثورة السورية فألتهمتها وحولتها لحجيم لا يٌطاق وعاثت بأرض العراق فساداً لا يقل عن فساد وإجرائم عصابات نوري المالكي المذهبية تحاول بمقاطع القتل وحز الرؤوس والحرق إرهاب العالم ودغدغة مشاعر المصابين بغيبوبة فكرية معقدة الرموز عصية عن فهم الحقائق أو على الأقل تقبل الرأي الحقيقي والصحيح !.

إحراق معاذ الكساسبة وقتل غيره بدم بارد وإحتلال أرضي داخل العراق وسوريا ونشر جيوب التطرف والإرهاب حول العالم جرائم حرب إبادة ترتكبها داعش وجه القاعدة القبيح والمولود المشوه للإسلام السياسي المتعدد الأسماء والألوان والإنتماءات المذهبية , داعش البعيدة كل البعد عن الدين نشأت بالعراق بعد إحتلاله مدعية المقاومة والدفاع المقدس لكنها تحولت بعد مدة لجيب دموي يمارس الإرهاب بحق العراقيين يقتل على الهوية ويتسلط على الآمنين في عملية مقززة وقذرة لا تقل همجية عن ممارسات مارستها السلطات العراقية قبل الغزو الأمريكي وبعده وكأن العراق كٌتب عليه الموت بدم بارد تحت بند الشعارات الكاذبة والزائفة قديماً وحديثاً .

داعش دخلت لساحة الصراع السوري فألتهمت الثورة السورية وحولتها لمذابح لا تقل إجراماً ودموية عن جرائم النظام الفاشي بقيادة المجرم بشار الذي أستفاد من وجود داعش بسوريا , فداعش تقاتل كل الفصائل الثورية المسلحة تستهدف الشعب السوري الثائر والمناطق المحررة فهي وجدت لتخدم بشار وتصفي الثورة السورية التي ما تزال صامدة بوجه داعش من جهة وبوجه بشار ونظامه وعصابته من جهة أخرى , داعش التي فككت وحدة الفصائل الثورية المسلحة السورية وحولتها لجيوب متصارعة تعلن نفسها اليوم وبعد تبنيها لعدد من العمليات الدموية منظمة تستهدف العالم بأسرة فبعد أن توارت القاعدة عن المشهد ظهرت داعش لتكمل دور القاتل المتلبس بلباس الدين والتدين فهدم الدين عملية معقدة ولا يوجد طريقة مثلى لهدمة ونزع القدسية عنه وعن أحكامة سوى ضربه بيد مرضى وممسوخين وجٌهال يدعون الإسلام وهم أبعد ما يكونون عن الإسلام كدين معاملات لا شعارات ..

داعش ومن قبلها القاعدة وغيرها من الحركات والفصائل المسلحة ذات الإنتماءات المذهبية والأهداف السياسية نشأت في بيئة يغلب عليها الجهل والحماقة والعاطفة والتهميش والإستبداد فنمت تلك الحركات والفصائل وتغذت عن ملفات وطنية وقومية وإقليمية وأستفادت من الجهل والعواطف الجياشة فتسلقت سلم إدعاء العلم وفتحت الأبواب للشواذ فكانت النتائج ما نراه بسوريا والعراق من فضائع دموية بشعة يندى لها الجبين ويغضب لأجلها كل مؤمن مسلم غيور على دينة الذي أٌقحم في صراعات طائفية ومذهبية وسياسية لا ينتصر فيها أحداً مهما بلغت قوته وإمكاناته .

مواجهة داعش العسكرية والفكرية هزيلة جداً وتلك معضلة وإشكالية نتائجها ستكون كارثية على المدى القريب , المواجهة العسكرية والفكرية يجب أن تكون أقوى وأشد فداعش لن تموت بسهولة فأفكارها المستمدة من أدبيات القاعدة وأدبيات الإسلام السياسي وتراث فقهاء قدماء أسقطت أرائهم على ممارسات داعش وأمثالها بحاجة لمواجهة فكرية حاسمة تضع النقاط على الحروف وتعيد تصحيح المسار وتفتح نوافذ المراجعات الفكرية والفقهية والنقدية للتراث فالمواجهة الفكرية الحاسمة ستنقذ المجتمعات من دواعش التنظير والتأييد والتنفيذ ؟.

داعش التي يبرر لها بعض الممسوخين والمٌحبطين والفاشلين والشواذ ويدعون أنها راعية للجهاد ومٌحرره للمناطق والمنقذ الممتطيء صهوة الجواد لن تحل قضايا العالم العربي والإسلامي بل ستعقدها أكثر وأكثر وستدمر ما تبقى للعرب والمسلمين من كرامة بشرية فهي تقتل على الهوية وتستدل بالنصوص الشرعية بعد أن تسقطها إسقاطاً همجياً  تمتحن الناس في عقائدها وولاءاتها وكل ما تقوم به يتعارض جملةً وتفصيلاً مع الإسلام كدين رحمة ومساواة وسماحة ووسطية وعدالة وقيم سمحه  ؟

داعش لن تنقذ العالم ولن تعيد خلافة هلامية وهمية يترقبها بعض من أٌصيب بلوثة عقلية , داعش بحاجة لأن تموت ليرتاح العالم من شرها وتتطهر أرض العراق وسوريا من نجاسة أفرادها الشاذين في الأقوال والأفعال والسلوك , داعش نبتة خبيثة صنعتها أراء وغذتها أخرى وعززت وجودها قضايا عالقة ولن تموت الإ بعد أن تموت كل أسباب وجودها ونموها .

معاذ الكساسبة المغدور به قٌتل على أيدي عصابة دموية بعد أن أرهابها من السماء فمعاذ هو المجاهد الحقيقي وأما غيره فواهمون وبعيدون عن الجهاد الفريضة المقدسة فالمجاهد الحقيقي لا يقوم به كلبٌ نار !....

نقطة : الجهاد الحقيقي يتمثل في طلب العلم والدفاع عن الإسلام الوسطي وتحسين صورته التي تشوهت عند غير المسلمين فضلاً عن بر الوالدين وطلب الرزق وأداء العبادات على الوجه الأكمل والجهاد بالنفس الذي تشوه كممارسة ومصطلح لا يكون الإ بضوابط شرعية لا يعرفها من يجهل أحكام الحيض والنفاس فهل سيعود إلى رشده من يبرر ويبربر بسلوكيات داعش وأمثالها ! أظن أن البعض لن يعود فالضلال متعدد الالوان واللباس  ؟؟ ...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات