لا شكّ أنّ الإتفاق النووي المبدأي بين الدول الست الكبرى والنظام الإيراني رغم كونه في إطار تجريبي سيستمر لفترة ستة أشهر ولا يمكن التكهّن بما ستأوول إليه الأمور إلّا أنه يعدّ خطوة مهمّة نحو تجاوز العقبات للوصول الى مرحلة الحد الأدنى من كبح لجام النظام القائم على التهديد و كذلك للحيلولة دون مواجهة المخاطر الناجمة حول تطوير البرنامج النووي الإيراني لوصول ملالي طهران الى تقنية تصنيع القنبلة النووية وما لهذه المرحلة من مخاطر حقيقية على أمن المنطقة والعالم.
إنّ السباق النووي الذي سينجم عن توصّل النظام الإيراني لتقنية نووية تسليحية قد يضع الشرق الأوسط في مهبّ ريح السباق النووي وهذه المرحلة لا تحمد عقباها إذا ما فشلت المجموعة الدولية في ترويض حكام طهران التخلّي عن برنامجهم النووي التسليحي في مقابل ضمانات يمكن أن تقدم بعدم مهاجمة هذا النظام في المستقبل.
إنّ نتاج التوافق الأخير بين المجموعة الدولية الستة وطهران قد أوضح للعلن وجود خاسرين و رابحين في الصفقة الأخيرة التي عقدتها حكومة روحاني المعتدلة والمدعومة من المرشد علي خامنئي فإنّ حكومة روحاني الذي تمكن من تنفيذ بعض وعوده خلال مائة يوم من تسلمه للسلطة والمرشد الإيراني الذي سيحصل على أموال النفط لبسط نفوذه في البلاد نتيجة الإتفاق هما الطرفان الرابحان في إيران إضافة الى الدول الست التي أبرمت الإتفاق هي الرابح الأكبر في التوصل لصيغة هذا التوافق.
إنّ متشددي الحرس الثوري الإيراني و المؤسسة العسكرية التي تريد الهيمنة على القرار السياسي والإقتصادي في إيران هي الخاسرالأكبر في الإتفاق .من هنا تحاول أن تضع عقبات أمام أي توافق نهائي لردأ المخاطر التي يهددها بسبب العزلة التي قد يفرضها المعتدلون في إيران في حال نجحوا في التوصل الى توافق نهائي مع الغرب. كما لا ننسى أنّ الدول العربية يمكنها أن تتحول الى خاسر أو رابح وذلك يعتمد على السياسة العربية التي تنتهج ضمن مجموعة متكاملة في إطار العمل العربي المشترك حيال إيران وليس دول وشخصيات تنفذ أجندات قطرية حيال الدولة الإيرانية التي تعتبر نفسها المنتصر في هذا الإتفاق الأخير.
التعليقات (0)