مواضيع اليوم

معادلة أدبية.. بين الفزيع والشنطي

nasser damaj

2009-05-20 07:51:05

0

معادلة أدبية.. بين الفزيع والشنطي..

 

الثقافية ـ عبدالحفيظ الشمري.

بين قطبي المعادلة «بما أن» و«إذن» تنطلق أولى الرؤى لتصوغ فن الممكن في زمن الخيال المرتبط عادة في الإبداع.. هو «الخيال» جوهر العلاقة، وهو الفن اللازم إذا ما أعمل المبدع أداته في حفر تلك الأخاديد والعابر نحو القارئ.

معادلة الإبداع «بما أن» و«إذن» حالة من الاستنطاق المدهش لما لدى كل مبدع أو فنان.. فها نحن هنا وعبر هذه الزاوية «معادلة أدبية» نستضيف قطبين مهمين من أقطاب إبداعنا القصصي هما القاص خليل الفزيع وعالمه السردي المتمثل بمجموعة من الإصدارات والكتابات والأنشطة المنبرية، وطرف المعادلة الآخر هو الناقد الدكتور محمد الشنطي وما يحمله من طروحات نقدية ذات نزعة تفردية بالعمل المحلي، إذ أخذ هذا الناقد على عاتقه مهمة استشراف إبداعنا المحلي لاسيما الروائي أو القصصي.. «بما أن» القاص خليل الفزيع أخذ بحكاية البحر ورحلة الإنسان البسيط بين النخل والماء عاملاً مجتهداً، وإنساناً مثابراً.. وبما ان أداة القاص الفزيع دائماً ما يستجلي حقيقة «حكايات الغوص في الخليج العربي».. تلك المليئة بالشجن والأحزان .

 هناك رؤية ترتكز عليها طروحات الكاتب «الفزيع» تتمثل في واقعية الطرح، وعفوية العبارة، بل هي تجربة خاصة تقترب من الأنانية في وصف حالة المكان وتحديداً أمكنة ما قبل النفط، وزمن تلك الفاقة والعوز.. والأحلام البسيطة.

بما أن خليل الفزيع رسم صورة الواقع، وتبسط في نقلها، وأخلص في محاكاتها من الأجدى أن نقف على رؤية أخرى.. وخير من يظهر في الطرف الآخر لهذه المعادلة هو الناقد محمد الشنطي.

إذن الناقد الدكتور محمد الشنطي ينبري لتجربة الفزيع ليصفها في سياق طروحاته النقدية حول الإبداع السعودي حيث تؤكد مقولته في تجربة الفزيع بأن «خليلاً» يحرص دائماً على وضوح الرؤية في القصة طالما انها في الأصل حكاية لا تحتمل التأويل.. بل إن تجربة «الفزيع» كما يشير الناقد الشنطي تعتمد على مفهوم «التعبير» إذ ترتبط القصة لديه بالموقف المباشر والمغزى المقصود.

إذن الناقد الشنطي يقف في الطرف الآخر من معادلة الإبداع موضحاً أهمية، وضرورة شرطية الجمال حيث يرى إن «الفزيع» ينتصر دائماً للماضي ويغلبه على الحاضر، إذ تتمثل هذه «الشرطية» الجمالية في نظرته الودود لذلك العالم البسيط، المشحون بالبراءة والعفوية حتى أضحت هذه السمة لوناً فنياً اندرجت تحت لوائه العديد من الأسماء الثقافية والإبداعية التي لا يزال يتواصل بعضها بنفس هذه المنطلقات الفنية المباشرة وليس أدل على ذلك من تجربة الأستاذ الفزيع ومن جايله في هذه المراحل المتلاحقة من تحولات الأدب والإبداع المحلي بوجه خاص.

إذن الناقد الدكتور محمد الشنطي أرسى مفهوم«التعبيرية» لدى القاص الفزيع حيث قدم هذه الظاهرة الفنية وكأنها سمة حقيقية يمكن له أن يجادل بها كثيراً لاسيما وأن النقد الأدبي انبرى لمثل هذه الإبداعات والكتابات حتى أشبعها بحثاً وتحليلاً لم تحظ بمثله الإبداعات الحديثة إذ نجد أن جل هذه الطروحات قد انحاز إلى لغة الماضوية في تقديم الرؤى النقدية.

شهادات الناقد الشنطي كثيرة في مجال هذه المعادلة وقطبها الأول «الفزيع» وردت في أكثر من دراسة نقدية وظهرت في العديد من الإصدارات التي ساهم فيها الناقد مبينا رسالة الإبداع من منطلق «التعبيرية» التي وجد فيها الأستاذ الفزيع مثالاً قوياً وواضحاً.

 

            المجلة الثقافية ـ جريدة الجزيرة ـ 14 أبريل 2003




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات