علي جبار عطية
الأربعاء 21-11-2012
لفتت انتباهي عبارة خطها سائق سيارة (سايبا) على ظهر مركبته تقول (1+1=8 وبكيفي !)
وبقدر ما تشير هذه العبارة الى طرافتها فانها تشير الى مدى وعي السائق بمخالفته لبديهيات رياضية فضلا عن البديهيات الاجتماعية واللياقات العامة واذا اردنا ان نحمل المسألة محملا حسنا فيمكن القول ان السائق اراد بذلك تلطيف الاجواء المكتظة بمئات السيارات الواقفة بانتظار التفتيش الرمزي لها وقد نجح بذلك لكن ماذا تقول عن اعلان لشركة سياحية يستعمل معادلة رياضية بذكاء اذ جعل (5+1=5)!
اما كيف ذلك فعلى اساس ان من يحجز خمس تذاكر في الرحلة السياحية فان البطاقة السادسة مجانية او هكذا يفهم من الاعلان وربما عدوا مرافقة الطفل مجانياً !
غير ان هناك من اختار ان يمزح بين العدد والكلمة كما هو الحال في بائع الذرة المشوية الذي خط على محله عبارة (شا 100) !
وما دمنا قد وصلنا الى الرقم مئة فلا بأس ان نرفع سقف الاعداد فما رأيك بمن خط على ظهر شاحنته الصغيرة عبارة ( ألف عدو ولاصديق نذل ) !وهناك مطعم ناجح عنوانه (1000 عافية)!
لكن في الجانب الاخر لايمكن اغفال حسن ذوق صانعي هذه الاسماء واللافتات الاعلانية اذ يشعر المرء بمهارة مطلقيها وربما يتوقع لاصحابها تحصيلا دراسيا عاليا وثقافة جيدة ولا بد انهم درسوا علم التسويق وفن الاعلان واخذوا يهتمون باشياء مألوفة وغيرمألوفة في آن واحد للفت انتباه المتلقي فقد مل المستهلك تلك العناوين العريضة والعبارات المستهلكة من قبل (تنزيلات هائلة) و(اغتنم فرصتك) وعرف ما يقف وراءها من ابتزاز واخذ يبحث عن الجديد والطريف لكسر الروتين بل ان المواطن يسخر من عبارة تضعها امانة بغداد في الشوارع المحفورة طوال السنة فيقرأها مقلوبة كما يأتي (نعمل لازعاجكم ونأسف لخدمتكم)!
وكما مات سيبويه وفي فمه شيء من حتى يحار المرء في معرفة سر الليلة الاضافية في تعبير ( ألف ليلة وليلة !!)
التعليقات (0)