كتب حسن عصفور / ربما البال الفلسطيني العام مشغول الى حد الارهاق بما يحدث من تطورات صفقة شاليط واتمامها من عدمه ، رغم كل التسريبات المختلفة حول قرب اتمامها أول ايام عيد الاضحى الجمعة القادمة ، وهي قضية تفرض ذاتها على المشهد السياسي في فلسطين وما حولها ، والى حين اتمامها أو تأجيلها سننتظر ..
في فلسطين راجت دوما مقولات أو تعابير قد تماثل بعض غيرها من بلاد ، لكنها تتميز بما لا لغيرها ، فمنذ قنبلة عباس الأخيرة فقط ، تم البحث قاموسا في كيف يمكن معالجة ما يجد على وضع السلطة العام ، خاصة أن تلك القنبلة تتزامن مع نهاية الولاية الزمنية قانونا للرئيس والمجلس التشريعي ما يفرض وضعا خاصا يتطلب تفكيرا خاصا لمعالجة تلك الحالة التي ستكون قائمة بعد يوم 25 يناير القادم ..
ونظرا لخطف قطاع غزة من قبل حماس ، واصرارها على رفض كل أشكال المصالحة أو المساومة للتوافق الوطني ، وتعزيزها محميتها الذاتية فلا مكان للاجراء الديمقراطي لحل الأزمة كما يحدث في اي مكان آخر ، وبدلا من صب الجهد العام لفرض عزلة سياسية – اجتماعية واعلان قطيعة تامة مع الطرف الذي يصر على ابقاء الانقسام – الأزمة بكل مخاطرها المعروفة على المشروع الوطني ، اتجه البعض بشكل غريب البحث عن صيغ تعايش مع الانقسام والانقلاب ، بل والإبتعاد عن ساحة وضع النقط على الحروف لتحديد الطرف المسؤول عن ذلك ، وهو طرف معلوم تماما للقاصي والداني ، حماس التي ترفض صراحة وجهارا نهارا أي صيغة مصالحة مهما كان شكلها ومضمونها ووزنها وطرفها ، بل سترفضها حتى لو جاءت من أقرب حلفائها ، افتراضا أن لها حلفاء اصلا ، لأن القضية ليست قضية بند هنا أو نص هناك فتلك لعبة لا اكثر ، ولقد تجاوبت مصر مع كثير مما أرادته حماس ولكنها لا تبحث نصا بل تبحث مشروعا ..
ولقد جاءت محاولة النائب جميل مجدلاوي الأخيرة لجسر الهوة بين ما تريد حماس وما تريده فتح ، فجاء الرفض والتجاهل من حماس دمشق ( رغم ما يقال موافقة حماس غزة عليها ) ، وليحاول غيره قوى وفصائل صياغة اي ورقة تقترب جدا من مطالب حماس وسيكون مصيرها ذات المصير ، بحث فكلام فملاحظات فتوضيحات فبعض الكلمات ، الى أن يذهب زمن ويحدث جديدا تختبئ خلفه حماس ..
جوهر الأزمة هنا والذي يجب الاعتراف به صراحة ، أن حماس لن تتنازل عن سلطتها المطلقة التي اختطفتها خارج القانون الا بضمان عودتها ثانية بشروط محسنة ، فلن توافق حماس على اي مبادرة أو ورقة أو وثيقة تتضمن اجراء الانتخابات في زمن أقل من عامين على الأقل ، بشرط أن يتم خلال العامين رفع الحصار السياسي والاقتصادي عن حماس وعن محميتها والاعتراف بأن حكومة حماس هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ، وأن يتم منح حماس وقوتها الأمنية حضورا كاملا في الضفة الغربية وأن تبقى حماس صاحبة اليد العليا في المسألة الأمنية ( كما تفعل اسرائيل دوما ) الى جانب صياغة جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية تمنح الباب العالي في دمشق خالد مشعل رئاستها ، ونقاط تماثل هذه المطالب .. باختصار مطلوب وثيقة تعلن صراحة : انتهى عهد فتح وتحالفها وبدأ عهد حماس ومن تريد معها .. تلك المعادلة المطلوبة لارضاء حماس لاأكثر ولا أقل ودون ذلك ، ملهاة زمنية .. وما حديث لا يجوز فعل كذا ولا تفعلوا كذا الى حين التوافق موضوعيا يسيرون في نهج حماس مع التقدير للنوايا الحسنة فالسياسة لا تسير بمنطق كهذا ابدا..
المجلس المركزي القادم ، ورغم ضحالة التحضيرات السياسية وغياب اللقاءات الجادة لرسم مستقبل المشهد الفلسطيني في ظل الأزمة ينتظره سؤال كبير يطرح دوما بمناسبة أو غير مناسبة لكنه سيكون موجودا بقوة يوم 15 – 12 القادم : الى أين ؟ وما العمل ؟ ..
ملاحظة : شالوم اليهودي يريد التنغيص على أبناء فتح والجبهة الشعبية ..ولكن لن تكون صفقة بلا مروان وسعدات يا سلفان ..
التعليقات (0)