كل قنوات الأخبار ليست محايدة... وكل قناة منها تتوجه إلى العالم بأفكارها الخاصة وهذه قاعدة تكاد تكون قاعدة ثابتة ليس في ذلك شك ...وحيث أن لكل قناة إخبارية مالكا سواء كان دولة أو حزبا أو هيئة سياسية فإن من الطبيعي أن تنشر ما تعتقد وما تراه في صالحها ..ومن المعروف أيضا أن العالم ينقسم إلى صديق وعدو وأن المصالح متضاربة ومتناقضة وقلما تتفق جهتان على هدف واحد...أو فكرة واحدة وحتى البدهيات تتناقض من مجتمع إلى مجتمع ويختلف على توصيفها كل الناس ومثال ذلك اختلافهم على تعريف الإرهاب والمقاومة فهي من ناحية مقاومة ومن الجهة المعادية إرهاب وبالإضافة إلى ذلك فالأحزاب تختلف في نظرتها إلى طريقة الحكم وترتيب الأولويات وشكل السياسة زأسس التعامل ...إلخ.....ولذلك نجد كل وسيلة إخبارية تبث ما يتفق مع توجهها ...وكل الوسائل تتوجه إلى نفس المتلقي في أرجاء العالم ومن هنا صار من أهم صفات المتلقي الجيد أن يفرز الأخبار وينسبها إلى الناشر ويفكر في حقيقتها قبل أن تستقر في وجدانه...لم يعد من المسموح أن يكون المتلقي بسيطا ...لأن الناشر أصبح حاذقا وماهرا وماكرا وربما مقنعا جدا في تزيين أخباره وتحليلاته حتى تبدو صحيحة وحقيقية ....نرى في المجتمع الواحد فرقا متصارعة تغلو في العداء لبعضها حتى أن الخيانة تكون في آخر الأمر وجهة نظر!!! ولا مانع من هدم الدولة إذا كان في ذلك إعلاء لفكرة حزب أو تحقيق مصلحته على حساب شعبه أو حتى تحقيق مصلحة زعيم الحزب إذا كان يغدق على أنصاره العطاء ...وبالطبع لا يكون ذلك بلا عائد فالذي يدفع الفاتورة في النهاية هو الشعب المخدوع والمسروق ...شهدنا ذلك في تجمع 14 آذار في لبنان وفي حزب البعث العراقي والسوري والحزب الوطني في مصر ....والمطلوب كما قلنا مشاهد ومستمع ومتلق من نوع خاص جديد يقلب الأخبار في عقله قبل أن يضعها في الذاكرة....هي مهمة صعبة ومجهدة ولكنها ضرورة قصوى....وعلى محطات التلفزة أن تعلم أن الشعب ليس (hard disc) تخزن فيه المعلومات سواء كانت صحيحة أو مغرضة ومزيفة
التعليقات (0)