مواضيع اليوم

مطبة الحارة.. والمرشح البلدي عنتوش!!

علي الطائي

2011-07-28 03:27:06

0

 

مطبة الحارة.. والمرشح البلدي عنتوش!!


ضاق بالأهالي ذرعا تلك المطبة التي تتوسط بكبرياء حارتهم منذ سنوات طويلة.. لكنهم أخيرا استجمعوا قواهم المتعثرة وقرروا ان تتوحد كلمتهم وان يخرجوا من صمتهم البريء ولو لمرة واحدة من اجل ان يجدوا حلا لمطبتهم التي قلبت حياتهم رأسا على عقب!!.
افتتح كبير حارتهم حديثه بالتخويف والوعيد: لا نريد احتجاجات ولا مشاكل مع معالي المسئول الكبير، نحن مسالمون وهدفنا ومطلبنا الوحيد فقط من هذا التجمع بل وكل حياتنا كلها اصلاح المطبة التي فضحتنا واجبرتنا أن نجتمع اليوم ونزعج معاليه برفع معاناتنا اليه!!.
احتدم الجدال في المجلس وازدادوا حيرة، فكيف لنا أن نوصل معاناتنا الى معاليه دون ان نخدش مشاعره المرهفة!! .

نهض صحفي حارتهم بالمهمة.. أخيرا وجد خبر صحفي ذو قيمة بعد ان تجمد رصيده الصحفي وخلا رصيده الفكري!!، فقرر ان يكتب بكل محاباة ومودة الى معاليه عن مأساة أهالي الحارة مع مطبتهم وكلهم رجاء وأمل ان يجدوا التفاته حانية منه الى أبنائه البررة.
ارتسم الفرح على شفاه الأهالي وقد نُشرت صورة مطبتهم الى جنب صور أهالي الحارة على صفحات الجريدة.. في حين رحبت الصحيفة بخبر المطبة واعتبرته اثراء لصحيفتها، وملأ لفراغها !!. أما وزارة الصحافة فقد رحبت بدورها بنشر خبر المطبة واعتبرته تجسيدا لمبدأ الحرية والرأي الآخر والتواصل بين أهالي الحارة ومعاليه!!.

لكن المطبة بقية سنوات أخرى شامخة في وسط الحارة، اذ لم يدر في خلد أبناء الحارة أن معاليه اضافة الى مشاغله الخاصة فهو ضعيف البصر لا يرى وأصم لا يسمع فتصل الى مسامعه خبر المطبة التي شغلت الرأي العام واحتلت صفحات الجرائد المحلية وكأن الهدف من وراء انشاء الصحف نقل اخبار الشوارع والمطبات !!.

جاءت الانتخابات البلدية.. طبل رجال دين الحارة وزمروا فقد جاءكم يا قوم من يصلح المطبة!!. في حين كتب احد مثقفي الحارة بدوره مقالا أن بادروا الى الانتخاب لأنكم ستشعلون شمعة في ظلام مطبتكم الدامسة!!.
قدم المرشح (عنتوش) برنامجه الانتخابي المتضمن اصلاح المطبة!!، والتقط لنفسه صورا متعددة بجوار المطبة وهو يتوعدها بالقضاء عليها وعلى كل مطبات الحارات المجاورة في سويعات معدودة!!.

ثلاثة أعوام مضت والمرشح الفائز عنتوش غير قادر على اصلاح المطبة، باختصار المطبة تتجاوز حدود صلاحياته  الممنوحة اليه.. هكذا رد عليه معاليه!!.
تذمر اهل الحارة من عنتوش ووعوده الكاذبة، فيما تطرف بعض الأهالي في أرائهم الى الحد الذي اعتبروا فيه عنتوش السبب الرئيسي من وجود المطبة بل وكافة مصائبهم من ارتفاع سعر الشعير والحفاظات الى حرمان المرأة من حق الانتخاب!!، في حين عجز عنتوش ان يشرح للحارة أنه مجرد عنتوش وليس معاليه، وأن حدود صلاحياته تتوقف عند حدود المطبة!!. 


ذات سنة مدغدة.. ارتفع سعر الزفلت الى مستويات قياسية وتضخمت ارباح الميزانية المحلية، فأمر معاليه بأن اصلحوا للشعب مطباتهم المتعثرة تكريما لزفاف ابن معاليه!!، فاستيقظ اهالي الحارة في السنة التالية وقد اختفت أخيرا أثار المطبة!!.
هنا عقد عنتوش مؤتمره الصحفي العاجل متحدثا في زهو: ها قد أزلنا لكم المطبة، ألم أقل لكم اصبروا علينا قليلا!!.

لكن الفرحة لم تكتمل، فقد فاضت بيارة الحارة في اليوم التالي.. فعقد اهالي الحارة اجتماعهم الطارئ ، ونشروا في الصحف المحلية استغاثتهم.. بدأت الدورة الانتخابية الجديدة.. وقدم عنتوش برنامجه المتمثل بإصلاح البيارات الفائضة، مع انه يعلم أن حدود صلاحياته تتوقف عند حدود البيارات!!.
  
يدعو للشفقة الشعب الذي طموح حياته لا يتعدى اصلاح المطبات والبيارات وتخفيض سعر الشعير والحفاظات، لكنها سياسة الحرمان الذي تحصره في دوائر ضيقة من التفكير والاهداف والطموح، فيولد لديه سلوكا اعتباطيا، تجعله يرى من كل سراب  طود نجاة له!!.


16/5/2011




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !