مطالب أنثوية بتعدد الأزواج للمرأة الواحدة
كتبت السيدة نادين البدير السعودية الجنسية والتي تعمل مذيعة في قناة الحرة الأمريكية الفضائية مقالا في إحدى الصحف الخاصة المصرية مقالا تطالب فيه السماح للمرأة بالجمع بين أكثر من زوج (أربعة على الأكثر) إسوة بما هو متاح للرجل ..... وقد جوبه هذا المقال فورا بمعارضة وسخرية واستهجان واسع داخل مصر ؛ على اعتبار إنه دعوة علنية لتقنين الدعارة . ويؤدي إلى هدم أسس المجتمع واختلاط الأنساب والإضرار بصحة المرأة الجسدية والنفسية وتحويلها إلى أنثى كلاب ومرحاض عمومي أو بالوعة من بالوعات مجاري الصرف الصحي ليس إلا .
والغير منطقي في أطروحات مقدمة الاقتراح المذيعة السعودية نادين البدير أنها تبرر وجهات نظرها بقولها : [إما التعدد لنا أجمعين أو محاولة البدء برسم خارطة جديدة للزواج].
وهو ما يجعل القاريء يتوصل إلى قناعة بأن الأمر لا يعدو في ذهن مذيعة قناة الحرة الفضائية الحسناء نادية البدير سوى رغبة في الانتقام ومجرد ردود أفعال حمقاء لواقع قائم لا تفهم مسوغاته أو تجد له مبررا مقنعا من وجهة نظرها ....تماما كأولائك النسوة الحمقاوات الجاهلات اللائي يبررن ولوجهن كهوف الزنا بأنه إنتقام وردة فعل لزنا الزوج ... وكأن الواحدة منهن بذلك تظن أنها تعاقب زوجها. في حين تنسى أنها مسئولة أمام الله عز وجل مباشرة عن زناها هذا ولا تزر وازرة وزر أخرى ..... وأن المرأة حين تزني لا تسيء إلى زوجها في المقام الأوحد والأول بقدر ما تسيء إلى نفسها وتسيء إلى أولادها وأبيها وعائلتها وقبيلتها بذلك وحيث تنتهي علاقتها السببية بزوجها لمجرد طلاقها منه ...... وكذلك لا ننسى أن المرأة المسلمة وحتى بعد زواجها تظل محتفظة بإسم والدها وعائلتها ولا يلحق إسمها بإسم زوجها كما هو الحال لدى غير المسلمين...... والمعتاد في ردهات المحاكم وجلسات النميمة والشمارات أن يقال أن "فلانة بنت فلان آل فلان" زنت..... أو أن يقال أن "فلانة بنت فلان" طبيبة ماهرة أو وزيرة أو مذيعة شهيرة . ولا يقال في هذه الحالة أو تلك " فلانة زوجة فلان ".
والذي لا تعرفه المذيعة نادين البدير أن ممارسة المرأة بشكل منتظم للجنس تحت أكثر من رجل واحد يهلك جسدها وينحرف بشهوتها إلى الشذوذ . ويصيبها بأمراض تناسلية يحول جهازها التناسلي إلى مزرعة بكتيرية وجرثومية. كما يحدث به بعض التشوهات لسبب كثرة الاحتكاك وإتساع غير منطقي لفتحة ومجرى مهبلها . وذلك على العكس مما هو عليه الحال لو اكتفت برجل واحد تنتظم وترتقي معه حياتها الجنسية دون إفراط مرضي.
ولربما لأجل ذلك لانجد في أي دين من الأديان السماوية الثلاثة أو حتى تلك الفلسفات والأديان الوضعية ما يحث أو يشجع أو يبرر جمع المرأة لأكثر من زوج واحد لما تقدم من أسباب نفسية وصحية.
من ناحية أخرى فإن على نادين البدير ومثيلاتها وأمثالها من المعارضين لتعدد الزوجات أن يدركوا من حيث المبدأ أن هذا التعدد منصوص عليه في القرآن الكريم وبالتالي يستحيل تغييره أو شطبه حتى لو اجتمعت الأمة على صعيد واحد ....
ولكن وبعيدا عن ردود الأفعال المليودرامية فإنه يمكن الاستفادة من نصوص أخرى تفرض على الزوج أن يكون قادرا على الانفاق ويتمتع باللياقة البدنية على سبيل المثال ... يمكن الاستفادة من مثل هذه النصوص القرآنية ومن السنة النبوية المطهرة بأن يتم التشديد على عدم السماح بزواج الرجل بأكثر من واحدة دون أن يكون مقتدرا ماليا وصحيا .لاسيما وأنه في حالة عدم القدرة المالية والصحية فإن العواقب تكون وخيمة .....
كذلك يمكن سن قوانين ترفع سن الزواج للمرأة وتحدد الفارق العمري الأقصى الذي يجب أن يكون بين الرجل والمرأة كشرط لإتمام عقدة النكاح .... وهذا في رايي سيكون له دور كبير في الحد من تعدد الزوجات دون أسباب مقنعة حيث لا يقبل معظم الرجال في الأغلب الأعم عند زواجهم الثاني والثالث والرابع سوى على الفتيات الصغيرات نوعا ما ؛ كسرا لدولاب الملل مع زوجة تقدم بها العمر وطلبا للمتعة أو تكثير النسل والرغبة في الحصول على أولاد ذكور يرثونه من بعده بحسب الأحوال . وبعد أن تكون الأموال قد جرت بين يديه .....ومع ذلك تيقى هذه النماذج قليلة إلى حد كبير وتكاد تقتصر على فئة أصحاب الحرف الصناعية اليدوية كمعلمي النجارة والسباكة أو التجار بعد أن يغتنوا وكذلك المهنيين كالأطباء والمحامين واساتذة الجامعات والمحاسبين والساسة الذين كلما تقدم بهم العمر تألقت شهرتهم و نجاحهم وجرى المال بين أيديهم.
إن تعويل البعض على أن المرأة في الغرب والشرق الأقصى تتخذ لنفسها أكثر من رجل يجب النظر إليه وفهمه من زاويته الحقيقية ؛ وهو أن مثل هذه الحالات تقتصر دائما على المعوزات والمشردات من فتيات الشوارع غير المتزوجات شرعا أو نساء معدمات هجرهن أزواجهن .. كما أن الرجل هناك يقبل بمثل هذا الوضع قناعة منه بأنه أمر مؤقت ورغبة منه في توفير النفقات . ولكنه حين يصبح مقتدرا ويتخذ قرار الزواج الشرعي فإنه لا يشرك معه أحد في الزوجة الشرعية .
واضح أن عمل المذيعة نادين في قناة فضائية أمريكية قد أثر على قناعاتها وأفكارها ومن ثم أطروحاتها .. أو ربما كانت تواجه ضغوطا من القائمين على إدارة الفضائية للتماهي مع مطالب ورغبات مموليها.
وربما كانت هناك تجارب أو إنطباعات شخصية دفعت المذيعة نادين البدير لتغرد خارج السرب حيث أنها تعزز أسباب مطالبها أن يشترك أكثر من رجل واحد في نكاح المرأة .. تعزوه إلى تناقص قدرات الذكر الجنسية من جهة وكذلك قدراته المادية .... ولكن الذي لا تتوقف عنده نادين البدير أن الجنس كمطلب بعد فترة سنة أو سنتين من الزواج لا يكون ملحا إلى هذه الدرجة التي تتخيلها لدى الزوجة ناهيك عن الزوج .... اللهم إلا حالات شاذة من ذوات وذوي الشبق الوراثي أو المرضي وهو ما بمكن معالجته طبيا عبر عمليات جراحية أو تناول عقاقير.
كذلك ربما لم تطلع المذيعة نادين على أن هناك بالفعل مشكلة على مستوى العالم أجمع الآن تتعلق بكثرة عدد الإناث مقارنة بعدد الذكور. وتتزايد أعداد المواليد الإناث بشكل خطير سنة بعد أخرى وإلى درجة أعادت سياسة الوأد للأنثى في الصين والهند وأجزاء كبيرة من مجتمعات أوروبا الشرقية وأفريقيا وأمريكا اللاتينية . وحيث بدأ العالم العلماني في الولايات المتحدة وغرب أوروبا الآن في إجراء اختبارات جدية لنزع جين أطلقوا عليه مصطلح Fox12 يقال أنه هو المسئول عن تحديد جنس المولود الأنثى . وبالتالي فإنه عند نجاح هذه التجربة فإنهم قد يصلوا إلى تحقيق معادلة معقولة بين أعداد المواليد الذكور وأعداد الإناث (وأد علمي للأنثى) ... فهل بعد كل ذلك تطالب نادين أن يشترك أربعة ذكور في نكاح أنثى واحدة؟ ....
وعلى الرغم من أنه لا يزال مبكرا للحديث عن النبوءات المتعلقة بأحوال آخر الزمان وعلامات قرب قيام الساعة والتي من بينها أن تشترك 36 أنثى في معاشرة رجل واحد وأن الذكور سيهربون من النساء إلى قمم الجبال . فإن الأفضل الآن الأخذ بما قال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والطاعة من باب (وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) (285) البقرة.
................
على أية حال كان يمكن لمذيعة قناة الحرة الأمريكية الفضائية نادين البدير أن أن تكون أكثر واقعية وتسيطر على إنفعالاتها وتطرح حلولا منطقية تتماشى مع الحقائق داخل البيوت وعلى قارعة الطرقات ويقبلها العقل السوي وتستسيغها الفطرة والعادات والتقاليد والنفس العربية السليمة المعروفة بغيرتها الشدية على العرض الذي تجعله دونا عن غيرها من الشعوب الأخرى صنوا للشرف والكرامة.
أخيرا لدي سؤال أو إقتراح وجيه للمذيعة السعودية الحسناء نادين بدر وهو لماذا لا تبدأ بنفسها فتحاول تطبيق هذه الآراء والمقترحات على نفسها أولا فتجعل لنفسها أربعة أزواج أو زوجين على الأقـل؟؟؟ ..... أم أن المسألة مجرد أقوال لا تجد الشجاعة من قائلها لتطبيقها إلى أفعال ؟؟؟ ..... وسنظل متلهفين في إنتظار سماع الأنباء بجمع نادين البدير لأكثر من زوج واحد في حبلها.
التعليقات (0)