مواضيع اليوم

مضحكات مصر ومباكيها في صحافتها اليومية ..!!!!!!

نور حمود

2009-01-06 12:20:03

0

اتهام النظام بالتواطؤ مع إسرائيل.. ومدعي الحكمة العرب بأنهم أذلاء.. وانتقادات كبيرة لحماس
مهاجمة سورية لرفضها عودة السلطة لمنفذ رفح. واتهام الإخوان بتوزيع الهدايا على جرحى حماس ومنعها عن جرحى فتح
06/01/2009



كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس عن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية ضد أشقائنا في غزة وسقوط المزيد من الشهداء - إلى جنة الخلد - وجرحى كثيرين، ومواصلة إسرائيل اجتياحها البري وإعلان تصميمها على مواصلة العدوان، وكان كاريكاتير زميلنا ب الأخبار، الرسام الموهوب مصطفى حسين - شفاه الله ـ عنوانه: وما زال العدوان الإسرائيلي مستمرا - والرسم لصور باراك ونتنياهو وشارون معلقة على حائط، ورئيس الوزراء الحالي، أولمرت يداه ملطختان بالدماء وهو يقول: - عشان تعرفوا ان احنا برضه جدعان ومفيش حد أحسن من حد.
ولكن - ولله الحمد - فقد رد عليه قادة أنظمة (حنا للسيف - حنا للخيل) بتهديد أشد وأعنف كما في كاريكاتير زميلنا وصديقنا عمرو سليم في المصري اليوم عن القمة العربية، وعدد من القادة، يصرخون على التوالي:
- إسرائيل يا لئيمة، كفايا بقى شغل السيما.
- إسرائيل كلب حرامي، سرق الفرخة من قدامي.
- إسرائيل يا حقيرة، بطلي ضرب وفضيها سيرة.
- ليفني، ليفني، يا مفترية، وشك في الحيط، وقفاكي ليا.
وبجوارهم كلب يقول - عيشة تقرف.
ونشرت الصحف عن استمرار التحركات العربية والدولية لوقف القتال، وقرار اتحاد كرة القدم بتغريم النادي الإسماعيلي مبلغ خمسين ألف جنيه والأهلي مائة وخمسين ألف بسبب ما أحدثه مشجعو الناديين، والقبض على عدد من الإخوان المسلمين بتهمة محاولة إثارة الجماهير في شوارع القاهرة، وتعيين وزارة التربية والتعليم سبعة آلاف مدرس جديد. وإلى شيء من أشياء لدينا:

معارك المذبحة: الفجر
تهاجم حماس ونصر الله

ونبدأ باستمرار المعارك حول المذبحة التي تقوم بها إسرائيل ضد أشقائنا الفلسطينيين، ففي الفجر شن رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا عادل حمودة هجوما ضد حماس وحسن نصر الله بقوله عنهما: كنت أعتقد أنه رجل لا يتقن فن الخديعة، ولا يستعمل العدسات الملونة، ولا يقبل أن يكون شاهد زور في القضايا المصيرية، لكنه، خذلنا، وضللنا وألقى البيض الفاسد والطماطم على صورته النضالية.
لقد ساندناه عندما حارب، ودعمناه عندما نذر نفسه للشهادة وعلقنا صوره في بيوتنا وقلوبنا عندما كان قادرا على التمييز بين العدو والصديق، بين من معه ومن عليه، لكنه، أصيب مثله مثل غيره بالحول السياسي، فنظر إلى العدو فلم يره، ونظر إلى الصديق فتصوره عدوا، اختلط عليه الأمر فلم يفرق بين مصر وإسرائيل.
ومن جانبها لم تتأخر حماس في المتاجرة بدماء أهلها وشعبها فرفضت فتح معبر رفح لعبور الجرحى إلى مستشفيات مصر التي استعدت لاستقبالهم، وكأنها تريد مضاعفة الضحايا، وهو ما لا يهمها، ما يهمها هو فتح الحدود كي يندفع إليها الشعب الفلسطيني بدعاوى إنسانية، ثم يستوطنون سيناء بضغوط سياسية، فتعلن دولة فلسطين هناك لتكون عاصمتها العريش، لا القدس، وتترك كل بلادها المحتلة لعدو شرس.

العربي تسخر من معاملة الاخوان للجرحى

أما في العربي، فقد كشف لنا زميلنا سكرتير عام التحرير أحمد أبو المعاطي حقيقة الإخوان المسلمين، وما فعلوه، وأخبرنا بما هو آت: الأخ حمساوي او من فتح؟
قالها المسؤول التنظيمي الإقليمي البارز في الجماعة، وهو يميل بابتسامة ماكرة بالقرب من وجه أحد الجرحى الفلسطينيين، من ضحايا المجزرة الصهيونية في غزة وهو مسجى على سرير في أحد مستشفياتنا قبل أيام قبل أن يدرس تحت وسادة المصاب، بعد أن تلقى الإجابة المنتظرة - مظروفا صغيرا يضم مبلغا من المال وزجاجة مياه معدنية وعلبة من المناديل الورقية المعطرة، شاءت الظروف في تلك الليلة الباردة الممطرة أن أكون في شرف استقبال هؤلاء الأبطال من جرحى القصف الصهيوني الوحشي على أهلنا في غزة، ولم يكن بوسعي وعدد من الأصدقاء الذين ينتمون إلى الحزب الناصري يومها سوى أن نكون في شرف استقبال هؤلاء الأبطال في ذلك المستشفى البعيد، وهو واحد من أربعة أو خمسة مستشفيات مصرية فتحت أبوابها على مصراعيها لاستقبال أشقاء، ورفاق نضال ومصير مشترك، لا فرق في ذلك بين جريح ينتمي إلى حماس أو آخر ينتمي إلى فتح فالكل تحت القصف سواء، لم تفرق مصر بين دم ودم، ولا يغرنك في ذلك تلك التفاهات التي تصدر بين حين وآخر عن بعض دببة السلطة فكثير منهم يشبهون في تصريحاتهم الحمقاء ذلك الدب الذي أراد أن يهش ذبابة وقفت على وجه صاحبه فقتله.
فتحت مصر بوابتها أمام جميع الجرحى فلم تطلب من جريح عبر بوابة رفح غارقا في دمه، أن يبرز بطاقة هويته التنظيمية أولا، لكن الجماعة فعلت!
لقد كان كاتب هذه السطور حتى وقت قريب، قريب جدا، من أشد المتحمسين لانخراط الإخوان في كافة الفعاليات السياسية التي تنظمها أحزابنا الشرعية، باعتبارها واحدة من القوى السياسية الفاعلة في البلاد.
قبل أن أتأكد وبيقين من قدر الفاشية التي تتمتع بها، وهي فاشية تتجاوز تاريخها الحافل في الانتهازية السياسية إلى المزايدة حتى على الدم، نعم لقد زايدت جماعة الإخوان المسلمين على الدم الفلسطيني وما زالت تزايد ولا يغرنك في ذلك ما تسمعه يوميا عن مئات المعتقلين الذين تقول الجماعة إن أجهزة الأمن تلقي القبض عليهم في الشوارع، وتوقفهم من بيوتهم في ساعات الفجر، فالتظاهر مسرحية والبيانات مسرحية وقوافل الإغاثة مسرحية طالما القتل في غزة لا يزال قائما على الهوية، وإخواننا في الجماعة يغرقون، ومظروفاتهم التي يدسونها تحت وسائد الجرحى، لا تعترف إلا بالدم الحمساوي فقط، وقد شاهدت بعيني رأسي، وليس من سمع كمن رأى.
طبعا، ولكن هناك فرقا بين إخوان مصر، وإخوان حماس في غزة وغيرهم من أشقائنا الفلسطينيين الذين أثاروا اعجاب زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور في مشهد لم ير مثيلا له وحدثنا عنه يوم الأحد بقوله: كان مشهدا رائعا ومذهلا حين قرر آلاف الفسطينيين في غزة أن يصلوا هناك عند نفس المسجد الذي ضربته إسرائيل بالصواريخ ودمرته تماما، آلاف الفلسطينيين ذهبوا له في صلاة الجمعة جلسوا أمامه بقيادات حماس ورجالها وبآلاف من المصلين الذين لا دخل لهم بحماس ولا انتموا لها يوما.
كان بطولة حقيقية من شعب يعلن أنه لا يخاف ولا يرتجف ومستعد للموت ويقدس شهداءه ويستخف بأعدائه.
كان رسالة للعدو وللمتواطىء فالعدو فهم المشهد بأنه لا تراجع ولا استسلام بل ثمة صمود وصلابة وتحد وبطولة، ثم رسالة ترفع وتجاهل وسخرية ضد المتواطئين من العرب المستعربة الذين انتقلوا من مرحلة تقرير جرائم إسرائيل على طريقة حذرناهم وعليهم أن يتحملوا النتائج إلى مرحلة المشاركة في العدوان الإسرائيلي بتشديد الحصار وحرب التخوين، واتهام حماس بأنها عميلة لإيران وحرب إشعال الفتنة بين مواطني غزة بأن حماس هي سبب الحرب والضرب والذبح وهو الكلام نفسه بألفاظه وحروفه الذي تقوله خارجية مصر وداخلية إسرائيل.
شخصيا أنا لا أثق في كفاءة حركة حماس السياسية وأظنهم هواة، لكنهم على الأقل جاءوا في انتخابات نزيهة وهم أكثر إخلاصا وتفانيا وفقرا من محترفي الحكم والسياسة الفاسدين الذين جاءوا عبر انتخابات مزورة، ثم نهبوا بلادهم التي يحكمونها منذ ثلاثين عاما فأنهكوها وفعلوا فيها ما لم تفعله حروبنا مع إسرائيل.
ونظل مع معارك المذبحة وقول صديقنا السياسي والقيادي الناصري في حزب حركة الكرامة تحت التأسيس، عبدالعزيز الحسيني في جريدة الكرامة.
تحية لنائب الشعب محمد العمدة - الناصري الانتماء - الذي قاد مظاهرة في أسوان، يا مبارك يا حكيم، العراق راح فين - تهكما على وصف نواب الحزب الوطني لمبارك بالحكمة، وتحية لنائب الوطني أحمد أبو حجر الذي وصف منع الحكومة ادخال المساعدات إلى غزة، بأنه عار.

البديل: كيف اذلت اسرائيل مصر في سيناء

هذا، وكان صاحبنا اليساري الحاقد إبراهيم السايح، قد تجرأ في البديل يوم الخميس، وادعى زورا، وبهتانا ما هو آت: لم تطالبنا إسرائيل بكل هذه الخيبة أمرونا فقط أن نكف عن القتال وأن نترك سيناء خالية من السلاح ومن الجنود وأن نؤسس لهم سفارة في القاهرة وأن نمنحهم البترول بسعر رمزي والغاز مجانا، وأن نحاول استحداث وتنمية علاقات طبيعية بيننا وبينهم في شتى شؤون الحياة ولم تنص بنود معاهدة كامب ديفيد على ضرورة تزوير كل الانتخابات المصرية.
لم يطالبنا الصهاينة بعقد مؤتمر المساعي المشكورة لتدمير ما تبقى من الدستور المصري، وتحويل الوطن إلى عزبة لحسني مبارك وأسرته وحاشيته وحزبه وأعوانه وحراسه.
لم تأمرنا أمريكا وإسرائيل بتخريب الجامعات والمدارس والبحث العلمي والزراعة والصناعة والتجارة والإسكان والسياحة وكل شؤون الحياة، لم تتضمن معاهدة السلام بنودا تجبرنا على تعذيب المواطنين واغتصابهم وقهرهم وقتلهم.
يعلم الصهاينة أن طريق مصر للصمود أمامهم يبدأ من الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الفكر وحرية العقيدة والنهوض بالتعليم والبحث العلمي والتنمية البشرية، يعلمون أن الديمقراطية أهم من المدفع والدبابة والصاروخ والطائرة والغواصة والسلاح النووي، والآن بعد ثلاثين عاما من تقاعد مصر - أو تقاعسها عن أداء دورها السياسي أو العسكري في الوطن العربي ـ لم يعد بوسعها أداء أية أدوار أخرى سوى النباح الغبي في وجه كل من يهاجم حكامها ثم التفرغ بعد ذلك لاستكمال بيع الوطن والناس والأرض والثروة والتاريخ والكرامة لأي كائن يدفع الثمن، ولو شاء الله أن يصل الصهاينة إلى القاهرة في حزيران/يونيو 67 ويحكموا مصر بدلا من السادات ومبارك والحزب الوطني ولجنة السياسات ما تمكنوا من تحقيق أحلامهم المستحيلة التي فسرها وأنجزها لهم الزعيمان المؤمن والمزمن!.
تاني؟ المؤمن والمزمن تاني؟

اكتوبر تشن هجمات على اعداء مصر

أما زميلنا وصديقنا إسماعيل منتصر رئيس تحرير مجلة أكتوبر، فشن هجوما على أعداء مصر ومهاجميها بقوله عنهم: اتهم الأمين العام مصر بالاشتراك مع إسرائيل في حربها على قطاع غزة للقضاء على حركة حماس ودعا المصريين الى الخروج بالملايين الى الشارع وفتح معبر رفح!
كلام الأمين العام - غير أمين! فمصر لم تشارك إسرائيل في حربها، أما دعوته لخروج المصريين بالملايين فهو تحريض واضح وتدخل سافر في شؤون مصر.
ينسى حسن نصر الله أو تناسى أنه هدم لبنان وتسبب في مقتل وإصابة الآلاف من اللبنانيين، هو نفسه اعترف بخطئه الشنيع وقال إنه لو كان يعلم ما سيحيق بلبنان من دمار وخسائر ما كان أقدم على خطف الجنديين الإسرائيليين، ومع ذلك يطلب من حماس أن تكرر نفس الخطأ، ويطلب من مصر أن تشاركها الخطأ!
حسن نصر الله يدين بالولاء الكامل لإيران، ومن أهداف إيران توريط مصر، وليس لكلام حسن نصر الله وتحريضه السافر، أي هدف إلا توريط مصر!
لعبت سورية دورا بارزا في تأليب الشارع العربي على مصر، خرج آلاف المتظاهرين من مخيم اليرموك للاجئين في جنوب دمشق في مظاهرةوقحة يرفعون أعلام حزب الله وحماس ويرددون الهتافات العدائية ضد مصر ونظامها ويحرقون أعلامها!
قطر وجهت إلى مصر اتهامات بتعطيل دخول المعونات التي أرسلتها إلى غزة.
المزاعم القطرية ساهمت بشكل كبير في تأليب الشارع العربي على مصر!
قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي تدعم الولايات المتحدة وتساندها من أول حربها على الإرهاب إلى الحملة العسكرية على أفغانستان إلى الحرب على العراق!
وشارك مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر في المظاهرات التي نظمتها الجماعة المحظورة لمطالبة القيادة السياسية في مصر بفتح معبر رفح.
الإخوان في مصر لهم علاقات وثيقة بحركة حماس، وقد اعترف مؤخرا واحد من قيادات حركة حماس، إبراهيم غوشة، بأنه تم إنشاء التنظيم الفلسطيني للإخوان المسلمين في قطاع غزة سنة 1960، والذي شكل أساس التنظيم الذي بنيت عليه حركة حماس بعد عقود! مهدي عاكف يساند إيران أيضا.

الأهرام العربي
تتكفل بالدفاع عن مهاجمي مبارك

وهكذا انكشفت حقيقة العلاقة بين المحظورة وحماس، أما زميلنا وصديقنا عبدالعاطي محمد رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي فقد شارك بدوره في مهاجمة من هاجموا النظام بقوله: الشاهد مما اعترى وضع حماس في الفترة الأخيرة أنها سقطت في قبضة إيران وسورية، ولم تعد حركة من حركات المقاومة الفلسطينية الوطنية، وإنما أداة سياسية تخدم مشروعات سياسية أخرى غير فلسطينية بالمرة، وربما بنت الحركة استراتيجيتها الجديدة على توسيع دائرة الصراع بما يجعل القضية الفلسطينية إقليمية ودولية وليست وطنية وعربية، لأن هذا يعفيها من مسؤولية النضال لتحرير فلسطين وهنا تكون قد التقت مع إسرائيل التي لا تريد بدورها حلا سريعا وعادلا للقضية، بل أن تتآكل بالزمن، وفي الطريق يدفع أبناء غزة الثمن فادحا معاناة ودماء وتشريدا فقد كان من المفترض أن تجلس حماس الى طاولة الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني الذي رعته القاهرة، ولكنها رفضت في الساعات الأخيرة بناء على تعليمات جاءتها من دمشق، كانت الحركة قد وافقت على هذا الحوار، وكان قادتها قد زاروا القاهرة ووافقوا على إتمامه ثم عدلت الحركة بشكل مفاجئ عن موقفها بضغوط صريحة من سورية وبررت ذلك بأن الحوار يهدف في النهاية الى إسقاط آلية المقاومة، ومع أن ذلك لم يكن واردا حيث ان المقاومة خيار عربي قبل أن يكون فلسطينيا كما أن الحوار كان مفتوحا لمناقشة كل شيء، ولم يكن مقبولا وضع شروط مسبقة قبل عقده وإلا انتفت فكرته أصلا، فإن المتاجرة بفكرة المقاومة لم تعد مستساغة لا من حماس ولا من غيرها خصوصا من جانب سورية.
وآخر محطة لنا في صحف الأحد ستكون في الأهرام مع زميلنا والمحلل السياسي الكبير سلامة أحمد سلامة الذي هاجم على عدة جبهات بقوله: لا يستطيع أحد أن يزعم أن مصر سكنت أو تواطأت على الهجوم الوحشي الغادر الذي شنته إسرائيل على غزة، التاريخ والجغرافيا يكذبان ذلك ويدحضانه والمصلحة القومية ودماء ملايين الشهداء طوال نصف قرن تنفيانه، حتى وان لم يملك وزير الخارجية نفسه من الانفعال والمرارة في الرد على زعيم حزب الله وغيره ممن ظنوا اثما بغير علم أن إغلاق مصر معبر رفح لم يقصد به غير المساعدة على خنق حماس في غزة!! ولكن هذا لا يمنع من الاختلاف مع السياسات التي انتهجتها مصر في إدارة الأزمة، كما أنه لا يسوغ ترديد حجج خائبة بأن مصر معرضة لمؤامرات تستهدف جرها إلى الجرح، ولم يتخذ العرب موقفا واحدا طوال هذه الفترة من التعامل والتفاوض مع إسرائيل لإقناعها بأن مصلحتها في السلام وله ثمن مستحق، حتى في حصولها على الغاز المصري بثمن بخس أو في سد ثغرات الخلاف مع سورية وإيران وحماس!.

الاهرام تستهجن تعرض
السفارات المصرية للهجوم

أيضا، فقد نشرت الأهرام مقالا لصديقنا والأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان والمحامي حافظ أبو سعده، انتقد فيه بشدة تعرض السفارات والقنصليات المصرية للهجوم بقوله: لماذا التظاهر ضد السفارات المصرية؟! أنا في الحقيقة أرى محاولة لوضع مصر مع إسرائيل في خانة واحدة وأقولها بصراحة هناك محاولة لتحميل مصر المسؤولية وكأنه يسعى الى تخفيف المسؤولية عن إسرائيل وعدوانيتها، ولو أن الأمر يتعلق ببوابة رفح فلا بد من التوضيح، ذلك أن اتفاقا دوليا أطرافه السلطة الوطنية الفلسطينية والاتحاد الأوروبي وإسرائيل وهم مسؤولون عن المعبر من الجانب الفلسطيني ومن الجانب المصري طبعا السلطة المصرية وأغلق المعبر عندما انسحب الاتحاد الأوروبي بعد الحسم العسكري من حركة حماس وغياب السلطة الوطنية الفلسطينية، وقررت إسرائيل فرض حصار ظالم على غزة فلو أن هناك لوما في استمرار الحصار يوجه بالأساس إلى إسرائيل لأن الحصار الحقيقي يكون من خلال غلق المعابر التجارية التي تدخل من خلالها الاحتياجات التجارية والاقتصادية والمعيشية وفقا للاتفاق، بينما خصص معبر رفح لعبور الأفراد لذلك اعتقد من المهم ألا نفقد البوصلة ونوجه نظرنا ونظر العالم الى من يرتكب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وهم الإسرائيليون لا المصريون.

الاخبار تدعو الفلسطينيين للتوحد

وإلى صحف أمس - الاثنين - وجولة سريعة فيها بادئين بالصحف الحكومية، والأخبار، وزميلنا وصديقنا والكاتب الكبير نبيل زكي، وقوله وقد مزق الحزن قلبه المملوء بحب الفلسطينيين والعرب - مثلي بالضبط: هل يحتاج الفلسطينيون بعد كل هذه المعاناة إلى فتوى لإعادة توحيد صفوفهم، وهل يمكن بعد سقوط كل هذا العدد من الضحايا الأبرياء رفض الدعوة الموجهة من السلطة الفلسطينية لكل الفصائل، بما فيها، حركتا حماس والجهاد الإسلامي، لبحث توحيد الجهود لمواجهة ما يجري في غزة؟ وقد أثار دهشتي ما حدث في الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب مؤخرا، عندما دعا وزير الخارجية أحمد أبو الغيط الوزراء العرب الى تقديم طلب لحركة حماس لكي توافق على عودة السلطة الشرعية الوطنية الفلسطينية الى المعبر في رفح لكي تديره ويظل مفتوحا بصورة مستمرة، إلا أن وزير خارجية سورية وليد المعلم رفض هذا الطلب ورفض عودة السلطة الفلسطينية للمعبر، بل ان الوزير السوري صرح في الاجتماع بما يفيد أن حماس كانت على حق في رفض استمرار التهدئة، حيث أن هناك ثلاثين قتيلا فلسطينيا سقطوا خلال الأشهر الستة للتهدئة، ولكن ماذا عن مئات الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بداية المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة حتى الآن؟ وكنت اتصور أن صاحب القرار في مسألة التهدئة والمعابر هم الفلسطينيون وليس وزير الخارجية السوري الذي كان من المفترض أن يوافق على ما ترى السلطة الفلسطينية انه يحقق مصالح شعبها، وكنت أفترض انه لا يوجد مسؤول عربي الا ويحرص على إعادة اللحمة بين الفلسطينيين بأسرع وقت ممكن، ولكن يبدو أن هناك من يحترفون تقسيم الصفوف.
ومن الأخبار إلى الأهرام وزميلنا سمير الشحات وقوله عن حماس وإسرائيل: لعبة الحرب التي تجري هناك، طرفاها إسرائيل وحماس - الأولى تنذرع كذبا بحب الحياة لمواطنيها لتبعثر فوق رؤوسنا نحن، الموت، والثانية بحجة الشهادة، تسعى إلى موت مجاني محقق فرضته فرضا على أطفال ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، الأولى إسرائيل تروج في العالمين بهتانا وزورا لفكرة أن صواريخ حماس هي التي دفعتها إلى الدفاع عن نفسها، بينما الثانية، حماس، ابتلعت الطعم في غفلة فسقط المئات في أتون التهلكة.
أما زميله محمد السعدني فوجه نقدا ولوما للموقف المصري - رغم أنه كان خفيفا ورقيقا من نوع: كانت مصر حريصة على عدم انهيار التهدئة لعلمها المسبق بأن هذا الانهيار يعني أن عملية عسكرية إسرائيلية لا بد أن تتم حتى لو لم تطلق حماس صاروخا واحدا، أما كيف تتحول القضية إلى اتهام مصر بالتواطؤ فالمفهوم أن الأطراف التي شجعت حماس على هذا الرفض العنتري للتهدئة كانت تملك سيناريوهات متكاملة لتسويق هذا الاتهام الذي يجد أرضا خصبة من شعوب مستعدة لتصديق أي اتهامات بالتواطؤ حتى ولو كانت موجهة إلى الدولة الأكبر التي قدمت على تاريخها ما لم تقدمه دولة أخرى في سبيل القضية الفلسطينية، ولا سبيل أمامنا في مصر سوى الاعتراف بأن ثمة تقصيرا ما قد حدث، وما زال يحدث ساعد على هذه الفجوة بين الجهد الرسمي المصري في قضايا التهدئة والتوفيق بين حماس والسلطة الوطنية، وبين الرسالة الخطأ التي وصلت إلى أذهان البسطاء من الشعوب العربية مما أدى الى هذا الغضب في الشارعين العربي والمصري أيضا، وحان الوقت لدراسة أسباب هذا التقصير خاصة في مجال الإعلام ووضع حلول عملية وفورية لعدم تكراره.

روز اليوسف
تغير موقفها من حرب غزة

ثم نذهب في زيارة سريعة لجريدة روزاليوسف مع رئيس مجلس إدارتها زميلنا وصديقنا كرم جبر الذي مال قلبه نحو الفلسطينيين، وكشف عن حبه الذي حاول أن يطمسه، إذ قال: ليست حربا ولكنها إبادة جماعية، الدبابات تقتحم المنازل وتقتل المدنيين العزل والنساء والأطفال والعجائز، هذه الحرب المجنونة يجب أن تتوقف فورا فلم يتعرض شعب في التاريخ مثلما يتعرض له الشعب الفلسطيني، واجتياح غزة ليس أقل وحشية وهمجية من القنابل الذرية التي ألقيت فوق هيروشيما ونغازاكي، العالم كله أصبح بلا ضمير وأمريكا وأوروبا تضعان صواريخ حماس والعدوان الإسرائيلي في كفة واحدة، مجلس الأمن لن ينقذ غزة، والعرب أصبحوا أمة من الهياكل الخشبية مثل خيال المآتة، إنقاذ غزة ليس بالهجوم على مصر، فلن ينقذ غزة سوى مصر.
غزة تحولت الى وليمة للذئاب، ذئاب العرب والمسلمين وإسرائيل، كلهم ينهشون جسدها، فانقذوها قبل أن تتحول الى جثة هامدة.

صوت الأمة تنادي
فلاسفة العجز والركوع

وإلى الصحف المستقلة، وجولة سريعة أيضا فيها، ونبدأ بـصوت الأمة التي نشرت مقالا للمستشار فؤاد راشد، وهو من المؤمنين بالعروبة والوحدة العربية، مثلنا بالضبط، وقوله: يا كل فلاسفة العجز والخنوع ويا كل دعاة الانهزام والسجود للعدو والركوع، ويا كل المبشرين بزمن السقوط المتتالي ها هي غزة تعلمكم فتعلموا.
تعلموا كيف يعيش الرجال وكيف يموت الرجال وكيف يستشهد الأطفال فلا تدعو الأمهات تحت وطأة الخوف على أبنائهن إلى الالتياع وطلب النجاة.
في كل أمة على مدار التاريخ هناك منظر الجبن الذليل والمصيبة أن الجبن يتوارى دائما خلف استار الحكمة فما من ذليل على وجه الأرض إلا وادعى الحكمة وأسباب الحكمة حاضرة تستدعى بضغطة على زر، وفي مثل حالتنا يجري الحديث بهمة عن الحزب وأثاره الكارثية وعن العدو وأسلحته الفتاكة وعن السلام الذي هو خيار استراتيجي حقيقي انما تحميه القوة فالمعاهدات ليست قرآنا كريما ولا نصوصها من آيات الانجيل، فالعبرة والعظة أن المتجبر لا يتجبر بقوته وانما بذل الأذلاء، فهنا وهنا فقط تكمن قوة الجبابرة وحتى الطغاة في داخل الأوطان.
لقد كنت مع غيري من الذين حاولوا كسر الحصار وقد حيل بيننا بقوة والمنع وسحل بعضنا على يد الشرطة لأن المراد أن تجوع غزة وتمرض وتتعرى فتتخلص من سلطة حماس ولكل في ذلك سببه، البعض يخشى من المد الديني على السلطة بحكم الجوار والبعض يتمنى أن ينام ويصحو فلا يجد لا غزة ولا قضية فلسطين لأنها قضية تلهب وجدان الناس وتقلق راحة النائمين على الكراسي الوثيرة والطامحين في حكم أبدي مرهون بأمور من بينها ألا توجد مصادر للقلاقل.
طبعا، لا شك في بطولة المقاومة، ولكن هناك أخطاء وقعت فيها حماس وقال عنها أمس ايضا زميلنا وصديقنا ومستشار تحرير البديل، مدحت الزاهد: يا ليت حماس تحسن اختيار متحدثيها: فأمس ظهر قائد حمساوي يتحدث عن الفخ الذي أعد لإسرائيل وعن تقدم القوات الإسرائيلية في اتجاه الفخ، هل هذا كلام، فإذا كان هناك فخ يتجهون إليه فلماذا ننبههم ونحذرهم؟
لماذا لا نتركهم يتبلعون الطعم ونشجعهم بالتمويه على الدخول فيه؟ وإذا كان الهدف رفع معنويات الشعب فكيف، وهو يعيش في الظلام ولا يشاهد الفضائيات والمقاتلون الأبطال يخوضون أصعب معركة في ساحات القتال، ولا ينفعهم في شيء أن تشي للعدو بخطط التمويه والخداع، وكان هنية بدوره قد تحدث في بداية العدوان عن عدم تراجع حماس بوصة واحدة حتى لو أبادوا غزة، ونحن نعرف أن الاحتمال الأرجح هو انتهاء الحرب بهدنة أسوأ من التي كانت قبلها، لكن الاحتمال الأكيد أن بطولات المقاتلين سوف تحفظ للشعب الفلسطيني إرادته في المقاومة وأن هذه الإرادة لن تكون من حطام هذه الحرب الإجرامية.

المصري اليوم: هل هناك
سلام مع اسرائيل بعد الآن؟

أما محطتنا الأخيرة في هذه القضية فستكون في المصري اليوم لأني بقيت من كثرة التجوال، ومع زميلنا علي السيد، وأما باقي الزملاء فأماكنهم محجوزة غدا، على ما قال بغضب: هل من المنطق الحديث عن تعايش سلمي أو مبادرات سلام بين العرب والصهاينة بعد كل هذه المجازر؟
هل من العقل إلقاء اللوم على حماس وحدها، رغم أن إسرائيل اخترقت الهدنة عدة مرات وآخرها كان في 4 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقتلت بعض عناصر حماس، فضلا عن أنها مارست أبشع أنواع الحصار على الفلسطينيين في غزة؟
المضحك أن وزير الخارجية المصري نصح وزراء الخارجية العرب بأن يتفادوا استخدام لغة غير متوازنة تكتفي بإلقاء اللوم على إسرائيل، ولا أدري لماذا لا يصمت أبو الغيط حتى لا يتسبب في مزيد من الحرج لمصر ومشاركة إسرائيل في سعيها هذا، فوزيرة خارجيتها كانت تعلم أن أهم هدف يمكن أن يتحقق من زيارتها لمصر قبل ساعات من شن الغارات على غزة الإيحاء بأن مصر شاركت بالصمت في هذا العدوان، وهل سيكون مفيدا الآن إحراج مصر وإبعادها عن القضية الفلسطينية رغم أن الجميع كان يعلم أن إسرائيل تحضر لحرب ضد غزة من خلال الصراخ في كل أنحاء العالم من خطر صواريخ حماس وتجهيز إسرائيل خطة إعلامية هيأت الإعلام الغربي وجعلته يتعامل مع المجازر على أنها رد فعل على إرهاب حماس؟
ويكفي أن الصوت المرتفع الآن في مصر هو صوت الإخوان بينما يمارس رجال الدولة لعبة الدعم والتأييد والتذكير بدور مصر على مر التاريخ تجاه القضية الفلسطينية ومعهم يهلل الإعلام وكأنهم جميعا يتحسسون رؤوسهم.

صراع بين الصحافيين
حول الموقف من غزة

وإلى المعارك التي اندلعت بين الصحافيين بسبب المذبحة، وكان زميلنا وصديقنا خالد السرجاني مدير عام تحرير الدستور، قد بدأها يوم الثلاثاء الماضي بقوله عن زميلنا ممتاز القط رئيس تحرير أخبار اليوم: هل أراد السيد ممتاز القط رئيس تحرير أخبار اليوم وهو يكتب مانشيت الجريدة وعنوانه إسرائيل تستجيب لمصر يوم السبت الماضي أن يورط نظام الحكم في مصر ويتهمه بالتواطؤ مع إسرائيل أو أنه هو الذي طلب من إسرائيل أن تدك غزة بالقنابل وبالتالي استجابت له الدولة العبرية؟! أم أنه افتقد إلى الحس السياسي حيث كانت معظم الصحف الإسرائيلية تؤكد أن العد التنازلي لضرب غزة قد بدأ وأنه سيكون خلال ساعات قليلة كما أن نفس الصحف أكدت في تغطياتها لزيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية لمصر أنها رفضت طلب الرئيس حسني مبارك بضبط النفس مع الفصائل الفلسطينية وأنها هددت بتغيير الوضع في غزة.
ومن يقرأ المانشيت الرئيسي لـأخبار اليوم بعيدا عن أنه سيتحسر على الحال الذي وصلت إليه واحدة من اكبر وأعرق الإصدارات المصرية.
فهو يقول ان إسرائيل استجابت إلى طلب مصر بإعادة فتح ثلاثة معابر وهذا كذب صريح! وينقل المانشيت عن مصادر فلسطينية.
فرئيس تحرير الجريدة العريقة لا يقرأ الأخبار التي تنشر في الصحف التي تنافسه وإلا لكان قد عرف أن ضرب غزة آت وكان عليه بالتالي أن يعيد صياغة المانشيت الذي كتبه حتى لا يورط النظام الذي يعمل فيه، وهو أيضا ليست لديه أي مصادر قوية لكي يعرف عبرها ماذا يحدث في المنطقة ويستطيع أن ينشر أخبارا حقيقية في جريدته، وتفسير الفضيحة التي ورط فيها ممتاز القط النظام هو أنه كعادته يريد أن يكتب مانشيتا يجامل فيه رؤساءه ولا أريد أن استخدم كلمة أقسى من يجامل.

الوطني اليوم تهاجم جبن سورية

وإلى الوطني اليوم لسان حال الحزب الوطني الحاكم، التي تصدر كل ثلاثاء، حيث قام فيها زميلنا وحيد رأفت أحد مساعدي رئيس التحرير بالهجوم على المصريين الذين هاجموا موقف مصر في قناة الجزيرة، كما هاجم المظاهرات ضدنا في الدول العربية وقال عنهم، مؤنبا ومحذرا: أيها الكذابون وعملاؤكم في مصر جنرالات الهتافات اعلموا أنه لا يوجد بيت مصري إلا وفيه شهيد من أجل فلسطين أكثر من 40 عاما ونحن ندافع وحدنا بدمائنا، أما الأحياء الهتافون فأقصى ما عندهم الهتاف إن سورية التي تتهم مصر الآن هي التي ذهبت منذ أيام إلى تركيا لتزفها إلى إسرائيل ذهبت الى تركيا ولم تفعل مثل مصر، التي حاربت وأعادت أرضها بالدبابة والمدفع والدم ثم فاوضت وأعادت بقية أرضها كاملة، لكن قنديل الكذاب يشتم مصر في الجزيرة وعيسى الكذاب الذي لم يستح وهاجم منتظر الزيدي منذ أيام لأنه ضرب بوش ووصف ضرب بوش بالحذاء بأنه عمل دنيء وتافه ورخيص وجبان، هذا الكاذب يدعي الآن أن مصر ذبحت غزة، أن القرار السياسي لا يمكن أن يتبع أصحاب الحناجر الكاذبة، المتقلبون والمشوشون يهاجمون مصر، في سورية اكثر من جبان اقصى ما عندهم هو الهتاف ضد مصر، ولا يجرؤون على إطلاق رصاصة من فوق هضبة الجولان ضد إسرائيل بدلا من الهتاف ضد مصر، المدهش أن الأردنيين يهتفون عبر الفضائيات ضد مصر، ونسوا مذبحة أيلول الأسود، مصر لم تفرق الفلسطينيين شيعا. وجاء الرد على وحيد متأخرا بعض الوقت في العربي لسان حال حزبنا العربي الديمقراطي الناصري الذي لم أعد عضوا في لجنته المركزية من هشام يونس، في قوله عن الإعلام الرسمي: في خضم الرغبة القاتلة في الظهور والصياح لم يرد أحد من فرقة الكتبة على ما ذكرته الصحف العبرية من أن مصر كانت على علم بقيام إسرائيل بضرب غزة، ولم يرد أحد منهم على ما ذكرته حماس من أن مصر نقلت إليهم رسالة بعد زيارة ليفني وزيرة خارجية الاحتلال مفادها أن إسرائيل لن تهاجم غزة، بل لم يقل لنا أحدهم لماذا زارت ليفني مصر أصلا؟ ولم يفسر أحد الجهابذة لماذا هوجمت سفارات مصر في الدول العربية؟ واكتفى عبقري منهم بالقول إن حزب الله حرك مظاهرة ضد مصر في بيروت وأن النظام السوري فعلها في دمشق، لكن سيادته نسي أن يحدثنا عن حزب الله الأردني الذي حرك مظاهرات ضد مصر في عمان كما نسي أيضا أن يقول لنا رأيه في حزب الله السوداني الذي حرك مظاهرات ضد مصر في الخرطوم التي كانت جزءا من مصر، ونسي سيادة المحلل أن يفسر لنا لماذا هوجمت مصر حتى في الكويت التي شاركت مصر بأكبر نصيب في تحريرها من غزو العراق.

ارتفاع الاسعار بدأ ينهش بالمصريين

وأخيرا إلى حكومة ما أشبه، وما يسبقها من صفات معروفة للجميع، ولذلك قال عنها يوم الاثنين في الأخبار رئيس تحريرها السابق والأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة زميلنا وصديقنا جلال دويدار وعن استمرارها في رفع أسعار الكهرباء: أصبحت الزيادات المتجاوزة في أسعار الكهرباء مثل المرض الخبيث الذي يتسرب إلى الجسم دون أي إعلان أو مؤشرات حيث تلجأ إليها شركات الكهرباء وبدعم من وزير المالية الذي أصبح يمثل ملتزم الجباية في دولتنا الفتية.
ان الخبراء يقدرون الزيادات التي طرأت على هذه الأسعار خلال العامين الماضيين بأكثر من 100 يحدث هذا في الوقت الذي يتحدث فيه وزير الكهرباء عن التوسع في مشروعات توليد الكهرباء وعقد المزيد من الاتفاقات للمشاركة العربية في الشبكة الموحدة والتي من المفروض أن تؤدي الى خفض التكلفة لصالح المستهلكين. ليس من تفسير لما يجري سوى أن الوزير ومن ورائه الحكومة قد استمرأ استكانة المواطنين لمواصلة فرض الزيادات المتتالية والتي رفعت من أرباح شركات الكهرباء إلى أرقام خيالية. وكان الشاعر الجميل علي سلامة قد قال في المصري اليوم يوم السبت قبل الماضي عن تصريحات أحد الوزرا، وهذه القصيدة من أسبوع البواقي والفضلات:
قلت لك اسمع كلامي
ده نصاب
وده حرامي
وده قاتل
وده لئيم
وقلت لك ممعناش
غير ستة جنيه
وما عملناش
غير تلات كباري
من غير لا صحة ولا تعليم
وقلت لك ده ضلالي
ف عز الضهر
ياكل مال اليتيم
عارف لو نسيت
وكتبت قصيدة حب
أحس إني عملت عمل
غير مشروع
ولو دق الباب
أجري وأخبي قلبي
احسن يكون بوليس الآداب
ويلفوني ف ملاية
ويعملولي قضية زنى
يا شيخ اسكت
يا شيخ اسكت
وفضلت أقول يا شيخ اسكت
أتاريني بكلم روحي
ولا فيه شيخ
ولا قسيس
وتقريبا لما انفعلت
ومع الرزم الكيس
واتبعترت ع الأرض كل
الحاجات
عجبك كده
يا شيخ اسكت.
وفعلا سكت الشيخ، وانتهى تقرير اليوم.
القاهرة - القدس العربي - من حسنين كروم:



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !