مواضيع اليوم

مضامين سامية في كلمة الملك أمام مجلس الشورى

جواد الحسن

2009-10-16 12:58:16

0

إن المتأمل في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، خلال افتتاحه أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى، يجد أنها احتوت على مضامين سامية راقية، تتجلى فيها مبادئه العظيمة كقناديل تشع بنور الحق والعدل، تعلي حقاً، وتسقط باطلاً.
وفي السياق التالي نجتهد لنبرز بعض ما جاء فيها من مضامين:
1 - كرر حفظه الله كلمة الحرية المسؤولة، كحق للنفوس الطاهرة النزيهة المتزنة، وهذا أعظم دعم، وأكبر إيمان بوجوب مشاركة كل صادقاً أمين في صياغة رؤية مستقبل الوطن، ليبقى شامخاً عزيزاً متفوق، في زمن لا مكان فيه للضعفاء، والمترددين، ممهداً الطريق للمفكرين الأسوياء، من أجل القيام بدورهم الفعال نحو البناء الشامل .
لأن المنظّر المتقوقع على نفسه مكشوف مهما توارى خلف ستار المصطلحات اللغوية البعيدة عن خلجات قلبه المتردي .
2 - أعطى حفظه الله إشارات خضراء لكل منبر، ولكل قلم نزيه حرية التعبير، من خلال النقد المتزن، وإبداء الرأي الصادق فيما يخص مصير الوطن والمواطن في مجالات تنمية موارده البشرية والمادية .
3 - بدأ حفظه الله بنفسه، واستشهد بالله تعالى رقيباً له على نفسه، و والله إنه أتعب الرجال من بعده، وصعّب على الكثير اقتفاء أثره العظيم، من نقاء السريرة، و الإخلاص في أداء العمل، والرقابة الذاتية، مما أحيا بها ثقافة استشعار عظم المسؤولية في عمل الأتقياء الصالحين، عندما وصف ما في نفسه بقوله " .. يشهد الله تعالى أنني ما ترددت يوماً في توجيه النقد الصادق لنفسي إلى حد القسوة المرهقة، كل ذلك خشية من أمانة أحملها، وهي قدري، وهي مسؤوليتي أمام الله .. " .
هنا يستمر القلم حتى يجف، و يتوتر العقل حتى ينصف، ويقف كل مؤتمن ينظر لنفسه! أمام جبل المثل، وسمو القيم، ورقي الإنسان المتمثل بسمو نفس عبد الله بن عبد العزيز .
فلن يوازي تلك الثقافة مقارنات المقال، ولن يجدي فيها رابط يوازي المقام .
4 - كعادته حفظه الله يتوجه بحديثه للمواطن السعودي الذي يسكن قلبه ويبادله الحب، وهذه العلاقة من العلامات المضيئة المسلم بها في عهده الميمون، يوصيه بمخافة الله، وألا يكون في مجتمعه ظالم ومظلوم، وحارم ومحروم، وقوي ومستضعف، ودعا إلى الأخوة في وطن واحد يتمسك بعرى عقيدته، ويفتديها بنفسه . تلك من أسباب الطمأنينة التي ينشدها الأتقياء في معاشهم .
بحق إنها صفحات بيضاء، يحتفي بها التاريخ، و يخط في مداده سيرة مليك أخلص لله، في حبه لوطنه وأمته، فأحبه الإنسان، كما يحب الولد البار والديه .
ما سبق رؤية مجتهد تقصر أن تطاول هامات الفضيلة التي وردت في كلمة ملك الخير والعطاء، فليحفظك الله يا ناصر الوطن والمواطن.


طالب فداع الشريم
taleb1423@hotmail.com
صحيفة الوطن السعودية
الأربعاء 11 ربيع الأول 1429هـ الموافق 19 مارس 2008م العدد (2728) السنة الثامنة

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !