كم لدينا من الرجال الذين يصنعون من أنفسهم ملائكة سقطوا ضحايا في الرذيلة تحت إغراءات النساء،يوهموننا أنهم كانوا قديسين رهبانا يصلون ويسبحون في محاريبهم،فإذا بالمرأة تدخل عليهم وتقلبهم إلى أبالسة..وكم لدينا أيضا من الذين يجيدون صياغة الروايات الخيالية للياليهم الحمراء..وفبركة التهم المعلبة لكل من ينحرف عن تيارهم الإبليسي المصفق له طويلا في مقر الخوردة الفكرية...ولا غرابة من عبقريتهم إن علمنا أنهم ماركة مسجلة بإسم " زير النساء" ومشوارهم العتيد في الحركة الفسادية،ربما جعل منهم مخضرمين في الميدان.
هم هؤلاء إذن الذين يحبون رؤية كل النساء عاريات...بحت أصواتهم بالمناداة و النضال لتحقيق هذا المطلب المصيري بالنسبة لهم...جفت أقلامهم لنشر هذا الفكر الثوري التمييعي الجديد ضد أي قيمة إنسانية حضارية..نصرة التمييع والفساد جهارا نهارا هدفهم الأسمى...يتخبطون ويتمرغون في ويلات عقدهم الجنسية...إنهم مرضى بفوبيا العفة والحشمة..إنها لاتلبي حاجياتهم الجامحة الغير متوقفة لرؤية كل ما يشعل نار شهوانيتهم البهائمية..فتراهم يسارعون لاعتناق كل مذهب وكل عقيدة تحارب حجاب المرأة وعفتها..وهذا أمر طبعي و متوقع..فرواد معاهد الدعارة والمخلصين لثورة الإعلام الماجن و الخليع..ليس بإمكان مخيلتهم السوداء إلا أن ترسم لهم من كل امرأة يرونها صورة خليلاتهم العاهرات....و كثرة من هؤلاء تجدهم في شتى المناصب و السلط..بل و لا يستحون من تنصيب أنفسهم محاربين للفساد ويتقلدون رئاسة جمعيات و مؤسسات من أهدافها حفظ كرامة المرأة و النضال لانتزاع حقوقها....بل عندما تحدثهم تخالهم حاملي مشاعل التنوير و الصدق في هذا العالم الملوث...
غالبا ما تراهم يحاولون اعتلاء المنصات و حمل الأبواق للتسويق لمنتجاتهم الفكرية المقملة بداء الإباحية اللامحدودة ...وتجدهم يكتبون مقالات وعبارات تنافي الذوق العام السليم لإثبات الوجود والنفخ في عضلات شخصياتهم الكرتونية.
خطبهم وهرطقتهم لا أستسيغها بالمرة ...ينتابني إحساس مزعج، كما هو الحال عندما أحاول أكل البصل طازجا أو مقليا...كم مرة حاولت ابتلاعه لكنني أقذفه من فمي وأنا ارغب بالغثيان..هو هذا بالتحديد ما ينتابني عندما أحاول قراءة واستيعاب تلك الأطروحات البهلوانية، إلا أن البصل فيه فوائد صحية كثيرة أما هذه النظريات فلا تعدوا سما هاريا يفتك بأخلاقيات المرء المسلم و يفسد سلوكه لله عز وجل.
و من المثير للأسف أن ريفنا لم يسلم من هذه الطائفة المبشرة بميلاد مسيح جديد لا يعالج كل المرضى لكنه يداوي الكبت الجنسي الذي يؤرق مضاجع هؤلاء الأوفياء جدا لرسالتهم التحررية.
يريدون زوجات خليلات لأصدقاء الأزواج..أن يضع الأب مصروفا يوميا لبناته ليدفعن فاتورة الفندق الذي سيرتدنه مع عشاقهن...يريدون أمهات يرقصن مع أصدقاء الآباء...باختصار إنهم يريدون شي داخل شي خارج والنسا ديالنا باص باغ تو. إنهم يذكرونني بذلك القط الأسود في الحي الجامعي ..كان لا يتعب من اصطياد عشرات الهرات طيلة النهار ويمارس رغباته بهمجية ووقاحة أمام الجميع...لا أبدا إنهم لا ينتمون إلى سلالة الأسود في شدة غيرتهم على لبؤاتهم..
ضيعوا كل ماهو جميل بداخلهم...نحروا كل قيمة إنسانية تسكن بروحهم..ثم يسارعون لصب جام غضبهم في الاتجاه المعاكس تحت شعارات تحرير المرأة الريفية من عقدها الجنسية...
لا اعلم من أين أحرزوا على شهادة الدكتوراه في علم النفس و الاجتماع..أم يا تراهم درسوا في كلية الطب الجنسي بفرجينيا؟؟ .أكتب هذا المقال و في " بطني بطيخة سيفه" كما يقول الإخوة المصريون ..فهؤلاء لن يجنوا إلا السراب، ولن يتمكنوا من إقناع أي امرأة لها شخصية مستقلة و قناعات مبدئية...بل كل ما يستطيعون استقطابه هو ثلة من بنات الثقافة التشمكيرية ...
لكنني سأبقى أتساؤل بصدق هل بإمكان جسد فيه قطرة من دماء الريف أن يقبل بان تكون زوجته قد مارست كل أنواع الإباحية قبل أن تصل إليه وتربي له أبناءه في إطار المجتمع المرغوب فيه؟؟ هل بإمكان جسد فيه قطرة من دماء الريف سيقبل بعودة ابنته مع خليلها عل الساعة 12 ليلا في ظل التفتح المطلوب؟؟
في انتظار الأجوبة سأتساءل بأسى ..ماذا تبقى من رجولتك يا ريفي المدمر؟ أشباه رجال باعوا رجولتهم في مزاد" التفتح" والفجر ...ماذا تبقى من بياض عرضك يا ريفي المدمر؟؟...خراب و بقايا أعراض تتفجر...كنت قد فرحت برشة ماء أرعشتني...ظننتها سمكة تداعبني من نهرها...فإذا بها ضفدعة من قعرها المعكر..إنها هي.. لا لا أكثر..لا أكثر.
التعليقات (0)