مصطلحات الصوفية.....الشيخ ماءالعينين

اخترت مجموعة من التعاريف لارباب الفكر الصوفي ،لكن المتتبع لهذا الفكر الحي لابد له ان يتوقف عند المصطلح الصوفي استكمالا لمعانيه ووقوفا عند ابداع القوم وما خصصته التهم الابداعية ومفكرتهم المثقلة بهموم الابتعاد عن ملذات الحياة والجري لمعانقةالقرب من الذات الالهية

للصوفي لغة خاصة وكلمات معبرة عن مكنونه وهواه،وله مصطلحات تعبر عن نفسيته وحاله ومقاله.

للصوفي مقامات وله كرامات بل ان المتصوفةاعتنوا بما ظهر لسالف الامة من الكرامات ومهدوا القواعد التي كانت عليها اصول المقامات ،وفسروا ماغمض من اشاراتهم وكشفواعن عن خفي عباراتهم .ونقلوا ماصح من كراماتهمكا الامام ابي القاسم القشيري وابا الطالب المكي وابا نجيب عبد القادر السهروردي…

من اهم المصطلحات الصوفية ،الاخلاص

الاخلاص”:فعله القلب وهو ان ياتي بالفعل لوجه الله تعالى مخلصا له ولا يريد بذلك رياء او سمعةولا غرضااخر حتى قالوا في ذلك لا يجعل طلب الجنة مقصوداولا نجاة من النار مغلوبا “فان كان لابد من ذلك بل يجعل العبد عباده بمحض العبودية و اعترافا لربه عز وجل بالربوبية.

الشيخ ما العينين:مفيد الراوي على اني مخاو …مخطوط ص12

الايمان في اللغة التصديق بالقلب ،وفي اصطلاح القوم :هو الاعتقاد بالقلب والاقرار باللسان ،وقيل من شهد وعمل ولم يعتقد فهو منافق ،ومن شهد ولم يعمل واعتقد فهو فاسق ،ومن اخل بالشهادة فهو كافر.

قال ابو عبد الله بن خفيف :الايمان تصديق القلوب بما وضحه الحق من الغيوب

وقال ابو العباس السياري :عطاء الله على نوعين :كرامة واستدراج ،فما ابقاه عليك فهو كرامة،وما ازاله عنك فهو استدراج ،وقيل انا مؤمن ان شاء الله.

قال سهل بن عبد الله التستري :ينظر المؤمنون اليه تعالى بالابصار من غير احاطة ولا ادراك نهاية.

وقال ابو الحسن النوري :القلوب شواهد الحق ،فلم تر قلبا اشوق اليه من قلب محمد صلى الله عليه وسلم ،فاكرمه الله تعالى بالمعراج تعجيلا للرؤية والمكالمة.

.المكاشفة يعرفها الشيخ ماءالعينين بقوله:هي حضور القلب بنعت البيان ،من غير افتقار الى تامل البرهان ،ومن غير افتقار الى تامل دليل او تطلب سبيل ويقال المكاشفة عبارة عن ظهور الشى للقلب ،لا ستيلاء ذكره من غير بقاء ولاحجاب عن نعت الغيب ..عن كتاب الايضاح لبعض الاصطلاحالشيخ ماءالعينين ،مخطوط ص24

جاء في رسالة الامام الاستاذ القشيري ان المحاضرة حضور القلب ،ثم بعدها المكاشفة وهي حضور بنعت البيان ،ثم المشاهدة وهي حضور الحق من غير بقاء تهمة ،فان صحت سماء السر عن غيوم الستر فشمس الشهود مشرقة عن برج الشرف .

قال الجنيد عن حق المشاهدة :وجود الحق مع فقدانك،فصاحب المحاضرة مربوط باياته ،وصاحب المشاهدة ملقى بذاته وصاحب المحاضرة يهديه عقله ،وصاحب المكاشفة يدنيه اي يقربه علمه ،وصاحب المشاهدة تمحوه معرفته

عرف الشيخ ماءالعينين المشاهدة بقوله:وجود الحق مع فقدان الخلق ،ويقال من مطالعة الجلال والجمال ببصرة القلب بوجه يقوم به العيان من حيث لا وهم ولا كيف ،ويقال :هي رؤية الحق في كل ذر من ذرات الوجود والتنزيه عما لا يليق بعظمته ويقال هي وجود الحق من غير بقاء ،وقال القشيري رحمه الله :المشاهدة شهود العين بلا اين ،المشاهدة قيام الذات وسقوط اللذات ،وقال الجنيد رحمه الله :وجود الحق مع فقدانك…..عن كتاب الايضاح…..سبق ذكره

يعرف الشيخ ماءالعينين العارف بقوله :العارف هو ورد البحر دون العيون ،وان شاء ابرز حقائق المعارف والفنون ،وانشدوا :

وكل معنى يكاد الميت يفهمه //حسنا ويعبده القرطاس والقلم

وليس العارف من نفى جميع الطرق عن طريقه ،ولم يشهد سوى سلوكه وتحقيقه ،بل العارف السالك الذي سلك جميع المسالك وانشدوا :

اشارتنا شتى وحسنك واحد //وكل الى ذاك الجمال يسير.الشيخ ماءالعينين :الايضاح لبعض الاصطلاح ،مخطوط ص34

العلم الالهي :يعرفه ابو الحسن علي الجرجاني المحسوب على الصوفية وصاحب كتاب التعريفات العلم الالهي :علم باحث عن احوال الموجودات التي تفتقر في وجودها الى المادة.ص83 من كتاب التعريفات

اما العبادة يعرفها الامام زروق بقوله :..هي اقامة ما طلب شرعا من الاعمال الخارجة عن العبادة او الداخلة ،سواء كان رخصة او عزيمة ،اذ امر الله فيهما واحد.كتاب قواعد التصوف ،القاعدة 90 ص78