مصطفي....
لا أعرف متي ولد مصطفي ولا بأي أرض ولد ولا من هم أهله .. من هو أبوه ومن هي أمه … لا أعرف..
فقط هو مصطفي ابن مدينتي فهو مميز لا تخطئه العين قزم صغير لا يتعدي طوله المتر نحيل الجسد أسمر البشره حاد الملامح لم أراه في أي يوم يضحك أو حتي يبتسم تحت أي ظرف دائما عابس الوجه يرتدي جلباب ويسير في الشارع غالبا حافي القدمين لا أعلم من أين ولا الي أين يتجه …..
أحيانا يمر من أمام ناظري عده مرات جيئه وذهابا في اليوم الواحد وأحيانا أخري يختفي أيام طوال ولكن في أغلب مرات مروره أعرف بقدومه من بعيد لما يحدثه من صخب وضوضاء حال مروره
فهو أي مصطفي يأبي كثير من الاطفال والشباب وحتي الكبار أن يتركوه في حاله يتركوه يعيش يقتات كما تقتات الطيور فبمجرد أن يراه أحدهم حتي يبدأ في مشاكسته وربما شتمه وربما ضربه بلا سبب .. أي سبب سوي ضئاله جسده القزم التي تغري الاخرين للاستمتاع بايذائه...
ليبدأ مصطفي علي الفور في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المتاحه بالنسبه له والتي تبدأ بلسانه فيبدأ بالصرخ والسب لكل شيئ ويصل الي مرحله الانفجار والتشنج ولطم وجهه ولكن لا يتوقف من يشاكسه بل يزداد سعاده وينضم اليه أخرون ليجد مصطفي نفسه وسط دائره غالبا ما تكون أطفال وبعض الشباب وربما ينضم اليهم كبار معتوهين وعندما يتجرأ مصطفي ويحمل حجرا للزود عن نفسه يهاجمه أحدهم ويطرحه أرضا ويضربه بعنف …
كل هذا يحدث في لحظات وعندما نسمع صراخ مصطفي ونهرول لنعرف ماذا حدث نفاجأ بالموقف كما بينت سلفا فيسارع البعض للذود وابعاد المهاجمين عن مصطفي فيتركوه وينصرفوا
ولكن مصطفي لا يستعيد هدوءه بسهوله يظل يصرخ ويسب لكل شيئ وكلما حاول أي أحد تهدئته يزداد ثوره وصراخ وسباب الي أن تخور قواه ويكل صوته فيجلس قليلا ليستعيد أنفاسه اللاهثه ثم ينطلق....
مصطفي مواطن انسان بشر لا يعاني من ظلم الحكومه ولا تثقل كاهله الضرائب ولا يشتكي من شظف العيش ولا الغلاء ولا المحسوبيه ولا الرشوه ولا الفساد الاداري ولا الوساطات ….
مصطفي يستطيع العيش كما تعيش الطيور علي أي شيئ يقتات لا يحمل هما للغد ولا مشاكل له مع السلطات ولكن...
مصطفي يعاني أشد المعاناه من ظلم الانسان لاخيه الانسان عندما تدعوه قدرته علي ظلم الأخرين فيطلق لها العنان متلذذ بساديه مفرطه من الم المظلوم الضعيف المهيض ….
يسكر وينتشي من صرخات الم الأضعف منه عندما يتمكن من ايذاءه ….
يزهوا ويتيه ويضحك ملئ شدقيه عندما يري دماء ضحيته تتناثر علي الارض ...
بدم بارد يرفع يده لتهبط بكل قوه علي الضعيف
يسحقه .. يسحق كبرياءه يسحق كرامته يسحق أدميته
ولا يرفع ناظريه الي السماء لانه لايخشي من رب السماء...
وتختلط دماء مصطفي بدموعه وتخرج صرخاته مختلطه بأنات مكلومه بصوت عظيم لا يسمعه سوي الضمير .. صرخه تخترق كل الحجب وتصعد الي السماء حيث رب السماء
بأي ذنب اضرب؟؟؟؟
ولكن........
لمصطفي وأمثاله رب اسمه العدل اسمه الحق اسمه الرحمن اسمه الجبار اسمه المنتقم....
مجدي المصري
التعليقات (0)