مواضيع اليوم

مصطفي صادق المهدى يكتب : إستقيلوا يرحمكم الله

سلامة الياس

2013-10-28 20:55:31

1

 

منذ أحداث الخامس والعشرين من يناير2011 وأنا اتابع بدقة الجبهة السلفية وهي تخطوا اولي خطواتهاالسياسية لتحجزلنفسهامكاناً علي الساحة السياسية كلاعب اساسي وقد ناقشت بعض الشخصيات الهامة منهم ممن تربطني بهم علاقات صداقة دامت لسنوات وكان واجبي يُحتم عليَ أن اُقدم لهم النصح وتوضيح خطورة ماهم مقدمين عليه فالسياسة لعبة خطرة تطيح بمن لايجيدها ويفتقر إلي الخبرة فهي كالبحر العميق تُغرِق من لايجيد العوم وفعلت ماأملاه عليَ ضميري تجاههم ونصحتهم بأن يسلوكوا سبيل الدعوة وينطلقوا فوق منابر المساجد ليُعلموا الناس أصول الدين وينتشروا في ربوع مصر لنشر الوعي الديني وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدي العامة والبسطاء والأُميين حتي يفضوا الاشتباك الفكري المتوغل في نفوس البسطاء في كثير من المسائل الفقهية التي يصعب علي البسطاء إدراكها فماكان منهم سوي أن أصروا علي دخول المعترك السياسي وكانت لهم حساباتهم الخاصة وقاموا بتأسيس حزب النور ليكون الذراع السياسية للجماعة السلفية ويستطيعون المشاركة في الحياة السياسية من خلاله ولأنهم يفتقرون إلي الخبرة السياسية فاختاروا أقصر الطرق وصولاً وهو التحالف مع جماعة الإخوان وتوسموا فيها خيراً في تحالفهم ومع بداية المعركة السياسية الاولي ظهر الأخوان علي حقيقتهم فنقضوا العهد وتلاعبوا بحزب النور وبجميع التيارات السياسية الاخري التي تحالفت معهم حتي يحصدوا اكبر عدد من مقاعد مجلس الشعب ومع ذلك لم يتخذ السلفيين أي موقف حيال تلك الصفعة التي نالوها من الاخوان واستمروا في التعاون معهم ودعمهم ثم جاءت الصفعة الثانية في تشكيل الحكومة حيث لم يحصلوا علي أي حقيبة وزارية ولم يحركوا ساكناً واستأثر الإخوان بالحكم وبالوظائف الهامة في الدولة وهمشوا السلفيين وسارت الامور علي هذا المنوال وشاركوا في لجنة صياغة الدستور المهترئ الذي قامت نخبة الاخوان الجاهلة بصياغته ليخدم مصالحهم ويضمن لهم بقاءهم في الحكم إلي ماشاء الله ولم يُظهر السلفيون أي كرامة أو يتخذوا أي موقف إيجابياً تجاه تجاوزات الإخوان ولم يغيروا المنكر حين رأوا الإخوان يرتكبوه ولو بأضعف الإيمان فكان بريق الكرسي هو شغلهم الشاغل وتطوع بعض مشايخهم للدفاع عن الإخوان ودعمهم مستغلين ماأتاهم الله من علم ديني في استقطاب البسطاء والمهمشين إلي جانب الإخوان حتي رسخوا في عقولهم ان الرئيس مرسي مُرسل من عندالله وان مخالفته تعتبر مخالفة لله ورسوله وشاء الله وأراد أن تهُب جموع الشعب لتُسقِط مرسي وحاشيته وتقضي علي حكم الفاشية الإخوانية بلارجعة وتحطم حلم جماعة عاشت مايزيد علي ثمانون عاماً تعمل في الظل لتصل الي السلطة وكالعادة وقفت الجبهة السلفية موقف المتفرج ولم يشاركوا في ثورة الشعب في 30يونيو وعندما تأكد لهم سقوط الإخوان إلي الأبد قاموا بجولات مكوكية إلي امريكا ودول الغرب لطرح أنفسهم كبديل للإخوان ليتمكنوا من الوصول للسُلطة ولم تعُد امريكا هي العدو اللدود الذي يحارب الاسلام ويسعي للقضاء عليه وتغيرت لغة الحوار وعدو الأمس أصبح صديق اليوم وحليفه وأمام حلم السُلطة تباح كُل المحظورات ونسيت الجبهة السلفية أو تناست دورها الأسميَ في نشر الدعوة في سبيل الوصول إلي السُلطة ونسوا انه لن يحكم أحد في مُلك الله إلا بمراد الله ونسوا أيضاً حديث المصطفي صل الله عليه وسلم حين قال (مَن طُلب إلي شئٍ اُعين عليه ومَن طَلب شيئاً وُكل إليه) من أجل ذلك اناشدهم أن يتركوا العمل السياسي فوراً وأن يستغفروا الله علي خروجهم من عباءتهم وان يعودوا إلي المنابر فهم لايفقهون في شئ سوي الدين وألا يستبدلوا الدين بالدنيا وآخر قولي لهم

استقيلوا يرحمك الله




التعليقات (1)

1 - الاسماعيلية

ولاء محمد حسين - 2013-10-29 20:29:37

تسلم ايدك استاذ مصطفي دائما تلقي علينا بزهور كلماتك واللحان فكرك

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !