مرة أخرى أثبت لنا السيد المستشار مصطفى عبد الجليل أنه رجل من نوعية خاصة وصاحب فكر استثنائي ، فالرجل الذي اظهر حنكة كبيرة في قيادة الثورة الليبية وحماية الشعب الليبي من صواريخ معمر القذافي وانقذ مدينة بنغازي وكل مدن الشرق الليبي من مذبحة مروعة كانت تعد لها كتائب القذافي ، وكثيرا ما عرض على القذافي أن يعيش هو وابناءه في امان وسلام داخل ليبيا مقابل تنحيه عن السلطة لكن القذافي رفض وابى الا ان يعيش مختبئا في احياء سرت ثم يتم القبض عليه في جعبة مصارف المياه وأن يكون مصير عائلته ما بين قتيل وسجين وشريد ، ولو اختار القذافي ما قدمه له مصطفى عبد الجليل ما جرى له ما جرى ، فمصطفى عبد الجليل قدم للقذافي خيار الحياة الكريمة بعيدا عن السلطة ولكن القذافي اختار النهاية المهينة داخل جعب صرف المياه ، وهاهو مصطفى عبد الجليل يعرض العفو والصفح لكل من قاتل مع القذافي وسانده بالقول والفعل وقال في مؤتمر للعدالة والمصالحة عقد في العاصمة طرابلس يوم السبت الماضي ( نحن قادرون على الصفح والمغفرة ، نحن قادرون على استيعاب اخواننا الذين قاتلوا الثوار، وقادرون كذلك على استيعاب كل أولئك الذين ارتكبوا فعلا او قولا ضد هذه الثورة )
هذا الكلام المثالي لا يصدر الا من رجل مثالي مثل المستشار مصطفى عبد الجليل المشهور في مدينة البيضاء بالطيبة والاخلاق الكريمة ، أن العفو مطلوب وهو ما يأمرنا به ديننا ، وان لم يكن العفو في مثل هذه المحن فمتى سيكون ؟ خصوصا وان الذين وقفو مع القذافي مواطنون ليبيون وأن أخطأو ، والعفو أنما يكون للمخطئ ، كما ان البعض لم يكن أمامه خيارا اخر غير المقاتلة مع القذافي والا كان سيتم قتله والتمثيل به والتنكيل بأهله وعائلته ونحن نعرف كيف كان يتعامل نظام القذافي مع الشعب الليبي .
أن الشعب الليبي في امس الحاجة ألان الى المصالحة والمصالحة تتطلب التسامح والصفح والعفو وتجاوز مأسي الماضي وأحزانه ،
واتمنى أن يصل ذلك ايضا الى الشعب المصري فيصفح عن الرئيس السابق حسني مبارك الذي تجاوز الثالثة والثمانين من العمر ولا منفعة تذكر في معاقبته بعد هذا العمر . وقد يقول قائل أن مبارك فعل الكثير من الجرائم ، اقول له يا اخي أن العفو ليس تبرئة من تلك الجرائم بل العفو دليل ادانة لأن العفو لا ياتي الا بعد أن تستوجب العقوبة ، فالعفو لا يكون الا للمذنب او المجرم ولا يكون العفو للبرئ ، ثم اليس هذا هو العفو الذي أمرنا به الله عز وجل ؟ فلماذا نجعله مجرد كلام نظري ولا نقوم بتطبيقه على ارض الواقع ؟
أنني اتمنى وارجو من الشعب الليبي الطيب ان يتسامح ويصفح ويعفو كما امره الله سبحانه وتعالى ، كما اتمنى من الشعب المصري الطيب أن يعفو ويصفح ويتسامح مع رجل عجوز تجاوز الثمانين من العمر وقد اقترف ما اقترف ،
اللهم اجعلنا من اهل العفو والصفح والتسامح وطهر قلوبنا من روح الانتقام ومعاقبة الاخرين
ابورفاد العليي
التعليقات (0)