مصطفى حمشو ابن اللاذقية

والتغطية الصحفية لانتصاراته العديدة التي حققها في الوقت التي تمتلئ

صفحاتها بأبطال أمريكيين مجهولين تصنع منهم نجوماً إنها قصة شاب عربي

وقف وحيداً خارج بلده وجاهد حتى يثبت وجوده ويؤكد جدارته ويرفع رأس

وطنه وسط الولايات المتحدة.. إنه البطل العربي السوري مصطفى حمشو.

من مواليد اللاذقية 1952 ابن حي القلعة تعلم الملاكمة في نادي الساحل كناشئ وأصبح أحد

أبطاله فيما بعد فاز ببطولة الجمهورية في وزن 63(كغ) عام 1969. مثّل منتخب

الوطن كملاكم هاوٍ على المستوى الدولي عام 1970. راودته فكرة الهجرة

عام 1972. عمل بحاراً على السفن التجارية حتى يتمكن من تحسين دخله.

وصل إلى الولايات المتحدة عام 1975 على ظهر سفينة تجارية يونانية حطت

رحالها على أحد أرصفة نيويورك قفز من السفينة واتجه إلى بروكلين حيث يوجد

هناك أحد أقربائه ثم دخل مركز التدريب (نيويورك للألعاب الرياضية)..

وفي العام نفسه لعب ضد (بات جوليو) وأبدى شجاعة كبيرة يومها رغم خسارته

في الجولة السادسة بعدها فاز بتسعة لقاءات متتالية.. وخلال تلك الفترة تخرج

من باترشيا في عام 1976 وفي عام 78 واجه حمشو المنافس الدائم الشرير بوبي

واتس وكانت هذه المواجهة الأولى له في الوزن المتوسط أمام المتحدي على

اللقب وكانت معركة شرسة صنعت منه مقاتلاً كاملاً ووضعته على الطريق الصحيح

ليصبح ملاكماً مقاتلاً محترفاً فيما بعد.

واصل مصطفى حمشو انتصاراته آنذاك وفاز بتسعة لقاءات بالضربة القاضية بما فيها

على البطل العالمي المعروف ويلفورد سكيبيو في الجولة الأخيرة من معركتهما معاً

والتي حظيت بدعاية ضخمة بسبب شراسة اللكم والتطورات التي جرت

في جولتهما التاسعة والعاشرة حتى حسمها حمشو رغم محاولة خصمه للعودة

إلى الحلبة ولكن الوقت لم يسعفه وأعلن الحكم فوز البطل العربي وكانت تلك

المباراة هي أيضاً إحدى العلامات المضيئة في تاريخه والتي أكدت قوة وجدارة

حمشو وكفاءته ورفعته بين الملاكمين المتحدين على لقب بطولة العالم بوزن

المتوسط وانتقل تصنيفه إلى المركز السادس فالثالث وأطلقت عليه الصحف

الأمريكية الملاكم الخطير الذي يخاف من لقائه الكثيرون وأطلق عليه مديره

(المنشار السوري) وبعدها حقق عدة انتصارات جاء أهمها على آلن متز الإنكليزي

وعلى كيريتس بارك وجيل روزاريو كثيرين غيرهم وقد لعب 56 مباراة فاز بـ 51

وخسر ثلاث وتعادل مرتين فقد حقق مصطفى حمشو مالم يحققه أي ملاكم آخر

في وزنه وفاح عطره العربي في أرجاء العالم.

في زيارته للاذقية عام 2008 أقيمت له احتفالات تليق به ، كما أنه كرم من جهات حكومية ورياضية في سورية