مواضيع اليوم

مصطفى الغرافي يشارك ببحث موسع حول البلاغة والايديولوجيا في مجلة الرافد الاماراتية

مصطفى الغرافي

2012-09-27 00:22:28

0


 جريدة الوطن

علاقات الفكر والعلم والثقافة وتجلياتها العملية في التاريخ والحياة المعاصرة، شكلت ناظمًا لمعظم المقالات والبحوث في عدد شهر أبريل من مجلة الرافد التي تصدر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وحاولت المساهمات المنشورة إضاءة أوجه الحقيقة والالتباسات في واقعنا الحضاري المعاصري وسياقنا التاريخي، بين الفكر واللغة، والثقافة والسلطة، واستجلت بها قضايا مثل العولمة ومسائل التعايش الإنساني، والروابط والعلاقات بين الشعوب والثقافات، ومنها مقال روابط العلاقات الثقافية بين العرب والأفارقة - التاريخ والخصوصية لعبد الباقي يوسف، والذي اتخذ من الثقافة مدخلًا لمناقشة أطروحته مؤكدًا: تتمتع العلاقات الثقافية بين العرب والأفارقة بخصوصية جغرافية ولغوية وتراثية، حتى إنها تكاد تكون ثقافة تكاملية مشتركة في جوانب عديدة منها. وللأفارقة حضور جيد في الأدب والتراث والتاريخ العربي، كما أن الثقافة الإفريقية تغتني بحضور إسلامي وعربي جيد. والثقافة العربية ثقافة منتشرة في سائر البلاد الإفريقية، والثقافة الإفريقية منتشرة في سائر الدول العربية، ولذلك عندما نقرأ أدبًا إفريقيًا، لا نشعر بأننا نقرأ أدبًا غربيًا بمعنى الكلمة قدر ما نشعر بأننا نقرأ أدبًا عربيًا، ولذلك كانت اللقاءات المستمرة بين الثقافتين.وإن اللقاء الثقافي هو في أول الأمر وفي نهايته تعارف بين مجتمعات إنسانية مختلفة في معتقداتها، وألسنتها.وبيّن الكاتب أهمية بناء كيان ثقافي عربي إفريقي في سبيل مواجهة نزعات التهميش التي تتعرض لها الثقافتان. متطرقًا إلى إيقاع الحياة المشتركة بين المجموعتين، مثل اللغة العربية التي يتحدث بها خمس سكان القارة الإفريقية، وانتشار الإسلام في الكثير من الدول منذ القرن السابع الميلادي، وبيان أن الشعوب الإفريقية هي شعوب مسالمة آمنة لم يسبق لها أن غزت أحدًا. والتاريخ الثنائي بين العرب والأفارقة هو تاريخ سلمي مشجع على إقامة هذا الكيان الثقافي.

 

البلاغة والأيديولوجيا

مصطفى الغرافي كتب تحت عنوان البلاغة والأيديولوجيا -في العلاقة الملتبسة بين المعرفة والأيديولوجيا: إن المتتبع لنظرية الأدب وتاريخ الأفكار يستطيع أن يستخلص أن ارتباط البلاغة بالخطابات الإيديولوجية عامة، يمكن أن يرتد إلى السفسطائيين الذين اشتهر عنهم استخدام «العتاد البلاغي» من أجل استغواء المخاطبين واستقطابهم، وهذا التلازم بين البلاغي والأيديولوجي ليس منفكًا عن الرغبة في السيطرة وبسط النفوذ، ذلك أن هاجس السلطة أي سلطة إنما يتمثل في تحصيل «الشرعية»، التي تضمن لسلطانها الاستقرار والاستمرار، هو مطلب عزيز لا يسلم للسلطة إلا بكثير من القوة والعنف، ثم ما تلبث السلطة أن تدرك بتوجيه من حدسها الطبيعي وتجربتها الواقعية أنها لا تستطيع الاستمرار إذا اقتصرت على القوة والعنف لانتزاع الاعتراف بشرعيتها، فتتوجه من ثم إلى البحث عن أساس مكين يسند استقرارها ويضمن استمرارها. وليس من سبيل إلى ذلك إلا بتقبل الذوات السياسية تلقائيًا للسلطة ومصادقتهم عليها على سبيل الرضا والموافقة، وليس على سبيل القهر والإرغام. وهو ما تفطّن إليه جان جاك روسو أبرز المنظّرين لـ«النظرية التعاقدية» بين الحاكمين والمحكومين، فقد قرر في كتابه «العقد الاجتماعي» أن «الأقوى لا يبقى أبدًا على جانب كافٍ من القوة ليكون دائمًا هو السيد إن لم يحول قوته إلى حق والطاعة إلى واجب» وبما أن هذا الصنف العميق من الاعتقاد في شرعية السلطة القائمة لا يمكن تحصيله بالقهر والعنف الماديين، فإنه يصبح «من الضروري اللجوء إلى نوع آخر من العنف، نوع أكثر لطفًا وتهذيبًا وخفاء هو «العنف اللفظي» أو «العنف الرمزي»، وقد ارتبط خطاب السلطة دومًا بسلطة الخطاب، وكلمات السلطة بسلطة الكلمات، وبهذا المعنى فالبلاغة ليست مجرد حلية ترفيه جمالية في الخطاب الأيديولوجي، بل هي براعات ذات وظيفة».

وبعنوان الاستعارات الكبرى- مآلات المعنى في الخطاب الشعري المعاصر كتب ياسر عثمان: مفهومَ الاستعاراتِ الكُبرى لا نقصدُ به - أبدًا- مفهومَ الاستعارة الكلية، ولا مفهوم تشبيه التمثيل القارَّين في ذاكرة البلاغةِ والنقد، واللذان هما معلومان لأهل التخصص بالضرورة، كما لا نقصد به الاستعارة بوصفها مفتاحًا مركزيًا بسيطًا، يقف دوره عند توجيه مسار التلقي نحو نقطة ما فحسب، وإنما هو مفهومٌ نقصد به استعارة مشهدٍ عام ببعديه: اللغوي، والدلائلي (أو لِنَقْل التأويلي) المحتمل الذي ينتجه تأويلُ الذات الشاعرة، ويلقي به في طريق التلقي ليصبحَ محرضًا له على مقاربة المشهدِ الأساس الذي تتوخاه الذاتُ نفسها وتسعى لترسيمه (أي ترسيم علاماته الدلالية) التي تفتح التأويل على مساراته المحتملة. وعليه فإن الاستعارات الكبرى هنا لا تقف عند استعارة كلمة معجمية واحدة، ووضعها في سياق بعينه ينزاح بها عن معناها الحقيقي، ولا عند استبدال لفظة مجازية بلفظة أخرى حقيقية، كما تذهبُ النظريةُ الاستبداليةُ للاستعارة.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !