مواضيع اليوم

مصر

Omar Kurdi

2009-11-24 03:03:05

0

 مباراة مصر والجزائر بدأت كمباراة واستمرت كمعركة سياسية بحتة. كانت مباراه كما كل المباريات التي تقام في أقطاب العالم، لكن ما حدث بعد المباراة أكد أن الامر ليس كذلك وأن مؤامرة محاكة ضد مصر العلاقات العربية بدأت بأخذ حيز التنفيذ. بعثت مصر مشجعيها من الاعلاميين والمثقفين والعائلات أما الجزائر فمولت إرسال "البلطجية" ومولت شرائهم للسلاح الأبيض في السودان. ثلاثون ألف مشجع جزائر حضروا من أجل المباراه. تسعة ألف منهم في الملعب والباقي في الخارج ينتظر خروج المصريين سواء كانوا منتصرين أم مهزومين. هي خطة حاكها بعد المسؤلين الجزائريين وهذا ما أكده خبير أمني مصري في برنامج القاهرة اليوم.

من العيب أن تصل الأمور إلى أن يهاجم مشجعي فريق معين مشجعي الفريق الأخر. تحول الأمر من أخوة عربية إلى عداوة عربية لتبدأ المناوشات السياسية بين البلدين. الجزائر أمنت لكل مقاتل وجبة غذائية فردية مقدمة من وزارة الداخلية، وأمنت خمسمائة دولار لكل مقاتل. بات الأمر واضحاً أن الجزائريون في الخرطوم لم يأتوا للتشجيع بل أتوا للقتال أو بالأحرى الإرهاب. لقد ظلمت الحكومة الجزائرية شعبها وبعثت أقذر ما لديها من الشعب لتحاول ترهيب الجمهور المصري.

قالوا ان الإعلام المصري هو الذي بدأ بتهويل الأمور، لكن من الطبيعي أن لا يسكت الاعلام المصري على ما حدث. فالذي حدث ليس بالحدث العادي فالجمهور المصري تعرض لإعتداء، والكرامة المصرية مست والجزائر مع كل أفعالها رفضت الإعتذار واستبدلته بالشتائم على المصريين. حاول المصريون تصليح وتهدئة الأمور لكن فئات من الشعب الجزائري رفضت وأثرت أن تبقى عدائية وموجهة للشتائم والسباب. هذا هو الفرق بين الشعبين. الشعب المصري ثائر من أجل حقه والجزائري ثائر على لا شيء فقد كسبوا المباراة، وكل هذا يثبت أن نيتهم لم تكن النصر بل الارهاب والإعتداء على المصريين.

لماذا كل هذا الحقد بين شقيقتين عربيتين؟ البعض قال أن هناك منحى سياسي للموضوع وأنا اتفق معهم. اليوم وفي هذا المقال ستكلم في السياسة بعيداً عن الرياضة فالأزمة سياسية بحتة وليست أزمة فوز أو خسارة. إستغل الجزائريون المباراة من أجل مخططهم السياسي مما يعني أن الأزمة سياسية وأخذت من المبارة طريقاً لها. لقد بدأ الجزائريون العداء والقتال والصور واضحة. أما ما يشاع عن اعتداءات في القاهرة فهو كذب فلم نجد حتى الآن أي صورة أو فيديو يثبت مزاعم الجزائريين. حتى أن بعض اللاعبين الجزائريين وضعوا الشاش الطبي على رؤوسهم دليلاً على الاعتداء في القاهرة، لكن حين عودتهم للجزائر خلعوا الشاش. فأين ذهبت الجراح؟ كل هذه أدلة على إفتراء الجزائر وعلى المؤامرة السياسيه.

قالوا عن الاعلام المصري ما قالوه، لكن نجد بعض وسائل الاعلام العربية المرموقة المعدية لمصر ما زالت تهاجم المصريين رغم وضوح الأزمة. زادت الهجمات بعض خطاب الرئيس حسني مبارك أمام مجلس الشعب والشورى. أنا لست من مشجعي مبارك لكن محايد لأقول أن خطابه لم يحمل أي تحريض بل كان من أرقى الخطابات التي شددت على كرامة الدولة ومواطنيها. كنت جالساً مع صديق لي وشاهدنا سوية جزءًا من برنامج القاهرة اليوم وقرأ فيه عمرو أديب مقالاً لعبد الباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي والمعادي لمصر. كم من المعيب أن يقول عطوان ما قاله مخاطباً المصريين وملقياً اللوم عليهم. العالم مخدر في هذه المسألة ولا يدرك أنها أزمة سياسية مدبرة. فكيف لكاتب عربي أن يهاجم دولة لأنها ولأول مرة تدافع عن كرامتها.

تهاجم مصر الآن على استضافتها للرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في القاهرة. لم يفكر المنتقدون أن الزيارة هي تعبير عن إستنكار مصر على بناء المستوطنات. والأن مصر متهمة بإهمال القضية الفلسطينية من أجل أزمة مباراة. ألا يحق لمصر أن تدافع عن كرامتها ولو مرة؟ الى يحق لمصر أن تهتم بشؤونها ولو مرة؟ لماذا اللوم على مصر دائماً؟ لم لم يفكر اخواني العرب أن الأزمة الفلسطينيه صعب حلها لأن أفراد الشعب مقسومين أصلاً؟ لنتوقف عن إلقاء اللوم على مصر حاضنة العرب منذ زمن عبد الناصر حتى الآن. من حق مصر أن تدافع عن شرفها وكرامتها ولا ينتقص هذا من قوميتها العربية يا أستاذ عطوان. من أنت لتعرف القومية العربية وأنت لا تعلم شيئاً عن ما قدمته حبيبتك الجزائر للقضية الفلسطينية. أنا سأعلمك يا أستاذ الصحافة؛ لا شيء. لا أذكر أن الجزائر قدمت ولو دعم بسيط من أجل القضية. لقد تحملت مصر القضية على عاتقها منذ البداية ومعها دولتين اخرتين. والآن عندما شاء القدر أن تهتم مصر بشؤونها الداخلية تتهم بهذه التهم الباطلة. تذكر يا أستاذ عطوان واصدقائي العرب أن العدو إسرائيل وليس مصر. وأكثر من ساعد الفلسطينيون هم المصريون رغم مقتل ٤ من جنودها على أيدي حماس. فتبقى مصر أم الدنيا ومن حقها النظر في شؤونها الداخلية قبل أي شيء أخر.

في النهاية أود أن أذكر أن هذه الأزمة ليست أزمة مباراه بس أزمة سياسية لها أبعاد كثيرة. أنا كعربي استنكر مواقف الجزائر وحكومته واللهجة التي اتخذتها وادعو مثقفي الجزائر أن يتحدوا مع دعوة مثقفي مصر من أجل إخماد حريق هذه الأزمة السياسية المشينة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !