مواضيع اليوم

مصر محمد علي

مجدي المصري

2010-05-06 09:07:49

0

مصر دوله ضاربه في عمق التاريخ .. آلاف السنين مرت بها وملايين الأحداث سواء كبرت أو صغرت مرت بها أيضا مصر وكانت في كثير من حلقات التاريخ دوله محتله مسلوبه منهوبه من الغزاه والحكام علي حد سواء ..
وحكم مصر الكثيرين .. بعضهم كان مكانه مزبله التاريخ وبعضهم مر عليه التاريخ مرور الكرام وبعضهم سطر التاريخ أعمالهم وأسماؤهم بحروف من نور .. تبوءوا منازل عليا بين صناع التاريخ وضيفنا منهم اليوم هو "محمد علي باشا" أحد صناع التاريخ ومؤسس مصر الحديث غصب عن مزوري ومدلسي وطامسي التاريخ الناصع ممن أرادوا أن تناطح هاماتهم المريضه هامات العظماء ..
ولمن لا يعرف محمد علي .. أو عَلِم من الجهلاء .. ما شُوِه عن الرجل نقول ..
لم يكن محمد علي مصري ولم يولد في مصر ولم يكن لأبوين أو جدين مصريين فهو من مواليد ساحل قوله في شمال اليونان وقد تيتم منذ الصغر وكفله عمه ثم صديق والده وقد إنخرط في سلك الجنديه وكان ضابطا شجاعا أبلي بلاءا حسنا وقد توجه الي مصر قائدا للكتيبه الألبانيه التي أرسلها الباب العالي العثمانلي لمحاربه الفرنسيين الذين إحتلوا مصر آنذاك ..
ولكن بمجرد أن وطأت قدماه أرض مصر حتي أحبها من كل قلبه وصهرته بوتقه مصر وأصبح مثل الكثيرين غيره يهيم حبا بها ولا يرضي لها بالذل والهوان ..
وإنضم الي طابور الوطنيين المصريين والي الثوره المصريه علي الإحتلال وأصبح رفيقا لعمر مكرم المناضل الثوري المصري ضد الفرنسيين وضد المماليك الذين كانوا يمتصوا دماء الشعب المصري ويحتكروا ثرواته ويتسيدوا عليه وكانوا سببا في عدم الإستقرار في البلد بسبب نزاعاتهم ونفوذهم ومؤامراتهم ..
إختاره الشعب المصري بكامل أطيافه ورفعوه بعد أن أحبوه وتوسموا فيه الوطنيه لمصر ليكون والي عليهم بل وأجبروا الباب العالي علي قبول مطلبهم الشعبي هذا ..
بدء محمد علي عهده بمذبحه القلعه الشهيره التي قضي فيها علي كل المماليك رموز الفساد والضلال وعدم الإستقرار في مصر ثم إنتصر بواسطه الجيش المصري علي الجيش الإنجليزي في موقعه رشيد لتستقر الأمور تماما علي أرض المحروسه ..
ويعود الفضل الي محمد علي في تأسيس أول جيش مصري وطني من المصريين بعد قرون طويله لم يكن في مصر خلالها جيشا مصريا علي الإطلاق .. بل أنشأ أول مدرسه عسكريه في المنطقه علي الإطلاق في أسوان بعيدا عن أعين الدول العظمي آنذاك حتي لا يوئد حلمه في مهده وهو حلم مصر الحديثه القويه ..
هذا الجيش الذي دربه الخبراء الفرنسيين آنذاك نكايه في الإنجليز ليصبح واحدا من أقوي وأحدث الجيوش في العالم آنذاك دخل في عده حروب متلاحقه متواليه كان النصر حليفه من أجل إحداث هيبه لمصر في المنطقه وفي العالم وإبعاد أي محاولات للتآمر أو تقزيم مصر مره أخري ..
فقد حارب الحجازيين والنجديين وضمهم لحكمه وحارب السودانيين وقضي علي فلول المماليك الفارين في السودان ووصل الي منابع النيل وضمها وأمنها وفتح عكا بل والشام كله .. وإنتصر جيشه علي العثمانيين أنفسهم وكاد أن يفتح الاستانه الباب العالي لولا إستعانه السلطان العثمانلي بروسيا وإنجلترا وفرنسا وتأمره معهم في مواجهه الأسطول المصري الذي إنهزم في موقعه نفارين أمام أساطيل أكبر أربع دول آنذاك ليتم بعد ذلك تحديد عدد جنود الجيش المصري وسفنه في مؤتمر دولي عقد خصيصا لهذا الغرض بإسم مؤتمر لندن علي أن تحصل مصر علي الحكم الذاتي من العثمانيين ليؤكد محمد علي من كل ما سبق أن " جند مصر خير أجناد الأرض " ..
أما إنجازات محمد علي علي الصعيد الداخلي لا تحصي وأهمها علي الإطلاق أنه أخرج مصر من دياجير الظلام التي فرضها العثمانيون علي كل المسلمين بإسم الدين وإنطلق بها الي آفاق الحداثه التي ضارعت الكثير من الدول الأوروبيه التي كانت ناهضه آنذاك نافضه عنها غبار التخلف الذي عاشته في القرون الوسطي فتخطي في حداثته الكثير من بلدان أوروبا ..
أرسل البعثات للكثير من الدول الأوروبيه وجامعاتها للتعلم وإكتساب خبراتها ونقلها الي مصر وفتح أبواب مصر علي مصراعيها لكل وافد لديه خبرات تفيد مصر ويسر له كل السبل ..
فعلي سبيل المثال لا الحصر ..
في مجال التعليم .. أسس محمد علي التعليم النظامي لاول مره في المنطقه برمتها وأنشأ الكليات المتخصصه آنذاك سواء العسكريه أو المدنيه فكانت مدرسه المدفعيه ومدرسه السواري و مدرسه الولاده و مدرسه الزراعه و مدرسه الطوبجيه و مدرسه البيطريه بل ومدرسه الألسن .. الي آخره
في مجال الصناعه .. أنشأ محمد علي أول ترسانه لبناء السفن في الشرق الأوسط لامداد الجيش بالسفن الحربيه وأيضا صناعه السفن المدنيه ..
وأنشأ العديد من المصانع المختلفه كمصانع الغزل والنسج وتصنيع الجوخ والصباغه وحلج الاقطان ومضارب الأرز ومعاصر الزيوت ومصانع الكيماويات .. الي آخره
في مجال الزراعه .. إستحدث محمد علي مزروعات لم تكن معروفه في مصر كالقطن والسمسم
بل والأهم من إستحداث المزروعات أنه إهتم بالري والصرف فشق الترع والقنوات والمصارف وبني القناطر الخيريه حيث كانت أرض مصر تروي بنظام ري الحياض أي في فتره الشتاء فقط ولكن بني محمد علي القناطر الخيريه أو السد العالي آنذاك لحجز المياه ومنعها من الضياع في البحر في فتره فيضان النهر لاستعمالها فيما بعد أثناء إنحسار النهر ليتحول الري من ري الحياض الي ري دائم ..
ماذا بعد …
الا يكفي هذا ليسطر التاريخ إسمه بأحرف من نور لما أنجزه حيث حول مصر الي واحده من أعظم دول العالم الحديث وإنتشلها من دياجير الظلام التي كانت تغرق فيها كل المنطقه بأسرها وأخيرا .. من يمكن مقارنه إنجازاته حديثا ب محمد علي باشا …
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات