مواضيع اليوم

مصر وتونس تنبذان الجاهلية

زين الدين الكعبي

2011-04-04 06:02:12

0

 

ما حدث في ستاد القاهرة أثناء مباراة الزمالك والأفريقي التونسي يعد مهزلة بكل المقاييس ، وتصرف غير حضاري بمعنى الكلمة ، خاصة وأن المباراة كانت بين شقيقين أثبتت الأحداث والتاريخ بأنهما اصبحا رمزا ،ً ومثالاً يحتذى من كل شعوب العالم اليوم .

صحيح أن "ديلي ميل" البريطانية قد شبهت اللذين قاموا بالشغب في ستاد القاهرة بالهوليجانز الأنجليز ، وقاربت  صحيفة "بيلد"  الألمانية  بين ما حدث في ستاد القاهرة ، وأحداث مباراة شالكه وسانت باولي في الدوري اللألماني مؤخراً ، ومع أن هذا اللذي حدث في القاهرة ممكن الحدوث في كل دول العالم كما قالت الكثير من المواقع العالمية ، ألا أن مصر اليوم تحت الأضواء الكاشفة ، وعيون العالم كله عليها وعلى تونس وعلى المنطقة برمتها ، يشهد على ذلك هذا الكم الكبير من الصحف والمواقع العالمية اللتي تناولت الحدث بعد المباراة .

لذلك كان على الهوليجانز المصريين أن يفكروا بسمعة مصر قبل كل شيء ، وفي نفس الوقت كان على الحكومة المصرية الجديدة أن تمنع ما حدث في ستاد القاهرة ، لكي لا تعطي أنطباعا خاطئاً عن مصر اليوم ، فتكون مطمعاً للمخربين والجواسيس والصهاينة والقاعدة والأرهابيين اللذين سيفسرون ما حدث بضعف الأمن في مصر .

كذلك من المهم اليوم طمأنة الشركات والمستثمرين الى أن مصرأرض خصبة للأستثمار ، وأن اي مؤشرات على ضعف الأمن في مصر ، "حتى وأن كانت غير صحيحة" ، ستخيف رؤوس الأموال الجبانة في طبيعتها كما يقول علماء الأقتصاد ، خاصة وأن مصر بأمس الحاجة الى تحريك عجلة أقتصادها بأسرع مايمكن لأستصلاح ما دمره النظام السابق ولصوصه ، ولحماية مكتسبات الثورة والشعب .

كما أن بلطجية النظام السابق وأعوانه سيرون في ما حدث فرصة لترويج أكاذيبهم وتبرير جرائم النظام السابق اللذي كان يسحق الناس والحريات والحقوق والديموقراطية ، بحجة الأمن .

ألا أن في ردود الأفعال المصرية الرسمية والشعبية اللتي تلت المباراة عزاءً للشعب المصري ولنا كعرب ومسلمين ، نحب مصر وشعبها الواعي المثقف الثائر ، فلقد أثبتت هذه الردود أن مصر عادت ذلك السراج اللذي يشع حضارة ورقي الى العالم .

كلنا يذكر كيف جير النظام السابق وابواقه الحزبية والدعائية ماحصل بين المنتخبين الشقيقين الجزائري والمصري في تصفيات كأس العالم الأخيرة ، وكيف سخر ذلك النظام جميع وسائل الأعلام المصرية لرسم أنتصارات وعنتريات ومعارك وهمية للألهاء الشعب عن أحواله المعاشية المتردية ، مستغلاً مباراة عادية بكرة القدم ، وبعض الأفعال لبعض المتعصبين من الجانبين .

ولكن لأن مصر اليوم هي غير مصر الأمس ، ولأن حكومة المهازل والحرامية اللذين كانوا يسرقون الشعب بألهائه بمعارك جاهلية ، "وكأن الشعب المصري والجزائري والتونسي والمغربي قبائل متناحرة من قبائل ما قبل الأسلام "، قد سقطت على يد الشعب الجبار ، فأن المواقف تبدلت الى مواقف حضارية مسؤولة ، تعكس الوجه الحقيقي المشرق للمصريين .

كلف رئيس الوزراء المصري السيد شرف وزير داخليته اللواء منصور العيسويّ بالتحقيق في الواقعة ومحاسبة المتورطين متوعداً بأن الأمر لن يمر مرور الكرامن وقدم أعتذاره لتونس عن ما حدث .

كما قدم كل من رئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر ورئيس إتحاد كرة القدم سمير زاهر ورئيس نادي الزمالك جلال إبراهيم إعتذارهم لتونس وشعبها ونادي الأفريقي تجاه أحداث إستاد القاهرة .

ولم تشتعل حرب كلامية بين الشعبين الشقيقين ، ولم تنبري الأقلام المأجورة لتسبغ على النظامين الجديدين في البلدين الشقيقين بطولات وهمية لتأخذ بها ثمنا بخسا كما كانت تفعل مع مبارك وبن علي وحاشيتيهما الفاسدتين .

هكذا هي الشعوب اللتي لا يحكمها الطغاة ، شعوب متحظرة ، تعتذر حينما تخطيء ، وتدافع عن الحق حتى ولو كان هذا الحق عليها هي .

فتحية لحكومتي مصر وتونس ، وتحية لشعبيهما اللذين لازالا يقدمان للبشرية القدوة الحسنة .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات